بحث رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الخميس في واشنطن البقاء المحتمل لقوات أميركية في بلاده بعد نهاية العام 2011، تاريخ الرحيل النهائي للجيش الأميركي عن العراق. وقال المالكي خلال كلمة ألقاها في «المعهد من أجل السلام» في واشنطن «طبقا للاتفاق (الموقع في نوفمبر/ تشرين الثاني بين البلدين) فإن الوجود الأميركي في العراق ينتهي العام 2011». وأضاف «مع ذلك، في حال تطلبت القوات العراقية المزيد من التأهيل والدعم، فسنبحث عندها (إمكانية إبقاء) جنود أميركيين طبقا لحاجات العراق».
والتقى المالكي أمس (الجمعة) في البيت الأبيض نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يتابع جهود المصالحة في العراق.
بغداد - أ ف ب، د ب أ
ردت وزارة الخارجية الأميركية على الاتهامات بإجراء اتصالات مع فصائل مسلحة تعارض حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وبشهادة ممثل عن الحكومة التركية، مؤكدة أن الاتصالات جرت في اطار جهود المصالحة بين الشيعة والسنة وبموافقة الحكومة في بغداد.
وقال المتحدث باسم الخارجية، روبرت وود، لـ «فرانس برس»: «يلتقي مسئولون اميركيون، عسكريون ودبلوماسيون، بانتظام عددا كبيرا من العراقيين لتشجيع جهود المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية».
وفي واشنطن، ندد المالكي بالمحادثات بين الولايات المتحدة لدى الرئيس الأميركي باراك أوباما على اتصالات أجراها مسئولون اميركيون مع ممثلين عن «حركة المقاومة العراقية»، بحسب ما أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الخميس في واشنطن.
وفي بغداد، بدأت الحكومة العراقية التحقق من المعلومات عن نية الإدارة الأميركية القيام «بانقلاب ضد الحكومة» بالاستعانة بمجاميع من الفصائل المسلحة التي حملت السلاح ضد القوات الأميركية بعد غزو الولايات المتحدة العراق العام 2003.
وأعلنت الحكومة العراقية، أنها اطلعت على «بروتوكول ينظم الجلسات التفاوضية بين ما يسمى بممثلي المجلس السياسي للمقاومة وممثلي الحكومة الأميركية وبشهادة ممثل الحكومة التركية.
ويتزعم المجلس السياسي للمقاومة العراقية، الأمين العام للمجلس، علي الجبوري، وهو من البعثيين.
وفي مقابلة مع قناة «الحرة» الناطقة بالعربية، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، إن الانباء التي تحدثت عن اجتماع في الربيع الماضي في اسطنبول، بين مندوبين عن «المجلس» ومسئولين من الجانب التركي والاميركي، كان لها «وقع الصدمة» على الحكومة العراقية.
واضاف أن الحكومة العراقية «ستقدم اعتراضات إلى كل الأطراف التي شاركت في هذا الاجتماع». وأوضح أن اللقاء «عقد على ما يبدو في مارس/ آذار باسطنبول».
وردا على سؤال بشأن هذه المسألة خلال مؤتمر صحافي عقده في المعهد الاميركي من اجل السلام، أكد المالكي ضمنا أنه تحدث بهذا الأمر مع أوباما. وأنه تلقى الضمانة بأن ترفق اي محادثات مماثلة بشروط.
واضاف أن «الحكومة الأميركية والرئيس أوباما قالا لنا إنهما لن يتساهلا مع اولئك الذين يقتلون جنودا عراقيين وجنودا أميركيين ومواطنين عراقيين».
من جهة اخرى، اجرى المالكي محادثات مع وزير الدفاع روبرت غيتس مساء الخميس بشأن احتياجات الجيش العراقي في مجال التجهيز. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جيف موريل بعد اللقاء، إن العراقيين «بحاجة إلى تجهيزات كبيرة ولا يخافون في التعبير عن ذلك». واضاف أن «الاحتياجات تشمل الجو والبر والبحر».
الى ذلك، لمَّح المالكي إلى بقاء محتمل لقوات أميركية بعد نهاية العام 2011، تاريخ الرحيل النهائي للجيش الأميركي عن العراق. وقال، خلال كلمة ألقاها في معهد ابحاث بواشنطن: «طبقا للاتفاقية الموقعة في نوفمبر/ تشرين الثاني بين البلدين، فإن الوجود الأميركي ينتهي العام 2011». واضاف أنه «على رغم ذلك، وفي حال تطلبت القوات العراقية المزيد من التأهيل والدعم، فسنبحث ذلك عندها وفقا لحاجات العراق».
على جانب آخر، قال متحدث باسم زعيم التيار الصدري في العراق، إن رجل الدين مقتدى الصدر، أكد للرئيس السوري بشار الأسد في دمشق قبل أيام، أن حكومة المالكي لاتزال «خاضعة للتأثير والمصالح الحزبية». ونقل صلاح العبيدي عن الصدر قوله خلال لقائه الأسد «لدينا تحفظات وملاحظات على امور كثيرة اضافة الى أنها لاتزال تحت التاثير الحزبي والمصلحة الحزبية».
إلى ذلك، استنكر التيار الصدري زيارةالمالكي للولايات المتحدة ومقبرة الجنود الاميركيين الذين سقطوا في العراق. وقال رجل الدين حارث العذاري «نستنكر زيارة رئيس الوزراء دولة الاحتلال وزيارته مقابر الجنود، والاحرى به زيارة مقابر المقاومين وضحايا قوات الاحتلال».
واحرق المصلون بعد الصلاة العلم الأميركي وسط هتافات، فيما كان المالكي وضع اكليلا من الزهر امس الخميس على قبر الجندي المجهول في المقبرة العسكرية في ارلينغتون قرب واشنطن في بادرة تكريم للجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق.
وفي الشمال، تبدأ الانتخابات الرئاسية والتشريعية لإقليم كردستان العراق اليوم (السبت)، حيث يتنافس فيها خمسة مترشحين على رئاسة الإقليم، فيما يتنافس 507 مترشحين على 111 مقعدا في برلمان الإقليم.
ومن المترشحين لرئاسة الإقليم رئيسه الحالي مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، أحد أبرز حزبيين رئيسيين في الإقليم، وهلو إبراهيم أحمد، وسفين شيخ محمد، وحسين كرمياني، وكمال ميرادولي.
ميدانيا، قالت مصادر في الشرطة العراقية، إن امراتين قتلتا فجر أمس (الجمعة) واصيب خمسة اشخاص بجروح في هجوم شنه مسلحون على احد المنازل جنوب شرق بغداد.
ومن الموصل، قال تقرير لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن سكان المدينة سارعوا إلى تخزين كميات كبيرة من المواد الغذائية الأساسية والمحروقات تحسبا لأي إجراء تتخذه الحكومة بفرض خطة أمنية جديدة، وذلك إثر تصاعد أعمال العنف والاغتيالات والتفجيرات والخطف المتعمد الذي طال مئات المواطنين في المدينة الواقعة إلى الشمال من بغداد.
العدد 2514 - الجمعة 24 يوليو 2009م الموافق 01 شعبان 1430هـ