كشف رئيس اللجنة التنسيقية لبعثة الحج الطبية أحمد العمران عن أن استقالته من رئاسة بعثة الحج الطبية التي رئسها على مدى ستة أعوام متواصلة جاءت بسبب تدخلات بعض المسئولين في شئون اللجنة التنسيقية.
وأكد العمران خلال لقاء مع «الوسط» أمس (الأربعاء) «ان وزارة العدل والشئون الإسلامية قلّصت عدد المفتشين الصحيين إلى 5، بعد أن كانوا في العامين الماضيين 8، وأنها بعثت بأسماء مفتشين مختلفين عن الأسماء التي أقرتها اللجنة التنسيقية، مؤكدا أن 4 من المفتشين الجدد لم يطلبوا الالتحاق بالبعثة الطبية من الأساس، إلا أنها قامت بزج أسمائهم عنوة، وتجاهل كل الأسماء الواردة في القائمة التي أقرتها اللجنة التنسيقية، عدا اسم واحد فقط».
الجفير - محرر الشئون المحلية
أكد رئيس اللجنة التنسيقية للبعثة الطبية للحج أحمد العمران أن الأسماء التي اقترحتها وزارة العدل والشئون الإسلامية للمفتشين الصحيين، لم يتقدموا أساسا بطلب الالتحاق بالبعثة الطبية، إضافة إلى أنهم ليسوا من قسم مراقبة الأغذية بوزارة الصحة، ومجال التفتيش ليس من اختصاصهم. جاء ذلك خلال لقاءٍ أجرته «الوسط» أمس (الأربعاء) مع العمران، وذلك بعد أن طلبت منه اللقاء شخصيا، إلا أنه رفض ذلك، داعيا «الوسط» إلى طلب اللقاء عبر قسم العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة، إذ جاءت الموافقة من قبلهم. وهذا نص الحوار.
*بداية نود أن نتعرف على تاريخ أحمد العمران خلال الفترة التي خدم فيها بعثة الحج الطبية، وكيف أصبح رئيسا لها لمدة 6 سنوات، وما الظروف التي مرّ بها؟
- أولا أتوجه إلى المسئولين في وزارة الصحة وأخص الوزير وذلك لإتاحة الفرصة لإجراء هذا اللقاء، وهذا دليل على مواكبتهم لعصر الشفافية والديمقراطية، أما بخصوص ارتباطي بالبعثة الطبية، فأنا أعتبرها جزءا من حياتي، فلقد شاركت في البعثة في العام 1993 كطبيب، كما انضممت مرة أخرى في فترة التسعينات، ومرة واحدة في العام 2000 قبل أن أتولى رئاسة البعثة في 2003.
*هذا يعني أنك خدمت في البعثة 9 سنوات؟
- نعم، إذ كان في تلك المرتين الأوليين رئيس البعثة الطبية حسن العرادي، وفي المرة الثالثة صلاح علي وكلفني أن أكون نائبا عنه لتقاسم الأدوار.
*إذا نائب رئيس البعثة يعيّنه الرئيس؟
- غالبا وزير الصحة يعيّن رئيس البعثة، وهو بدوره يقوم باختيار نائبٍ له، لأن البعثة تتنقل في اماكن مختلفة، ومن الضروري أن يتواجد من ينوب عن الرئيس للتواجد في الأماكن التي لا يكون فيها.
خليل حسن كلّفني برئاسة البعثة
*من كلّفك برئاسة البعثة الطبية؟
- وزير الصحة السابق خليل حسن هو من كلفني في 2003 لرئاسة البعثة، بعد أن قدمت رغبتي في الانضمام لطاقم البعثة، ومن تلك الفترة سعيت لتطوير البعثة الطبية بالتعاون مع المسئولين في الوزارة، وبالتنسيق مع بعثة الحج التي يرأسها الشيخ عدنان القطان.
وكنا نضع سنويا مشروعا لتطوير عمل البعثة الطبية، واستطعنا افتتاح عيادة متكاملة ونموذجية سُجِّلت أفضل عيادة في تاريخ البعثة، إذ كانت في خيمة كبيرة مزوّدة بأجهزة طبية متطورة، وذلك بفضل المسئولين في الوزارة المالية والاقتصاد الوطني الذين خصصوا مبلغ 70 ألف دينار لشراء تلك الأجهزة. وتمكنا من فتح عيادات في مكة وعرفة 24 ساعة، والتعاقد مع عيادة طبية تعالج كل الحجاج البحرينيين، وهناك الكثير من الانجازات الكثيرة التي ذكرت سابقا.
*في هذا العام، متى صدر قرار تعيينك رئيسا للبعثة الطبية للحج؟
- عيّنت في السنوات الأربع الماضية رئيسا للجنة التنسيقية لأعمال بعثة الحج الطبية، وهي المعنية بتوفير جميع مستلزمات البعثة الطبية وتشكيلها، ومتابعة جميع حملات التوعية والتطعميات، أما بشأن رئاسة البعثة فلقد تم تعييني في منتصف أغسطس/آب الماضي.
*إذا هناك قرار بتعيين أحمد العمران رئيسا للجنة التنسيقية، وقرار آخر برئاسته للبعثة الطبية، ما الذي حدث بعد ذلك؟
- في شهر أغسطس/ آب عقدنا عددا من الاجتماعات المنتظمة للإعداد للبعثة، وفي كل عام نصدر تعميما لجميع أقسام وزارة الصحة، وذلك بشأن من يرغب في الالتحاق بالبعثة الطبية.
*كم عدد الذين تقدموا بطلب الالتحاق؟
- قرابة 160 شخصا، ونحن بحاجة إلى 40 شخصا فقط، وفق معايير معينة ودقيقة وضعتها اللجنة التنسيقية، عمل بها في السنوات الماضية، وكنّا نضع مهلة أسبوعين فقط للتسجيل، لكن في هذا العام بحكم أن فترة التسجيل وقعت في الصيف، مددنا المدة إلى 6 أسابيع، وبعد أن تسلّمنا جميع الأسماء عقدنا اجتماعا وحددنا الأعضاء بعد التوافق عليهم من اللجنة، ورفعناهم للمسئولين في الوزارة، ولكن حدث خلاف في نقطتين رئيسيتين، الأولى بشأن نائب رئيس البعثة، والثانية بعض الخلاف حول المفتشين الصحيين.
الشئون الإسلامية قلّصت عدد المفتشين
*نبدأ بالمفتشين الصحيين لو سمحت، كم عدد الذين تقدموا للالتحاق بالمفتشين؟
- لغاية العام الماضي كنا نختار 8 مفتشين، في السابق كانوا 5 فقط، ولكن بسبب زيادة عدد حملات الحج، وبطلب من وزارة العدل والشئون الإسلامية رفعنا العدد إلى 8 مفتشين صحيين خلال العامين الماضيين، وتم اختيارهم هذا العام من أصل 13 شخصا، وفق ضوابط معينة.
*ما العمل الذي يقوم به المفتشون الصحيون؟
- عملهم ينصب في تفتيش المطابخ الخاصة بحملات الحج، ونحرص أن يكون أربعة أشخاص على الأقل من القسم الداخل بقسم مراقبة الأغذية، الذي يقوم بمراقبة المطاعم في البحرين، ولذلك فهم يسهمون معنا في حال وقوع حالات تسمم غذائي، وذلك بإجراء دراسة حول أسباب التسمم.
*ما الذي حدث بعد ذلك؟
- تفاجأنا بأن هناك طلبا من وزارة العدل والشئون الإسلامية يقضي أن يكون عدد المفتشين خمسة فقط، وأذكر نقطة مهمة هنا، أن وزير العدل السابق الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة أصدر قرارا بتشكيل لجنة مؤقتة لتطوير نظام التفتيش الإداري في البعثة، وكنت رئيسا لهذه اللجنة، ووضعنا نظاما جديدا شكل عبئا إضافية على المفتشين الصحيين، وذلك أمر طبيعي مع أي تطوير، ورفعنا توصية بتغيير مسمى لجنة التفتيش الصحي والإداري إلى لجنة التقييم والمتابعة، وأن تكون مستقلة عن البعثة الطبية، وترأسها بعثة الحج أسوة باللجان الأخرى، وكانت الأمور تسير بصورة سليمة. وأعتقد أن اختيار المفتشين الصحيين يجب ألا يكون من قبل لجنة المتابعة والتقييم فقط، إذ لابد أن تشترك الجنة التنسيقية ويصبح لها دور في ذلك، لأن من الصعب أن تقيم أي وزارة أخرى عمل المفتشين.
المفتشون لم يطلبوا الالتحاق بالبعثة
*الأسماء التي اقترحتها الوزارة، هل تقدموا بطلب الالتحاق بالبعثة الطبية؟
- لا، أغلبهم لم يتقدموا بطلب الالتحاق، حتى أنهم ليسوا من القسم الداخل بقسم مراقبة الأغذية، عدا واحدا منهم، كنا قد اقترحناه ضمن الأسماء الثمانية.
*ذلك يعني أنهم غير مختصين في مجال التفتيش؟
- نعم، غير مختصين، وأتصور أن اللجنة التسيقية كانت تسير وفق صلاحياتها، لكن في الجهة المقابلة كانت هناك بعض الأمور تحاك دون معرفة اللجنة.
*من الذي أرسل لكم الأسماء الجديدة؟
- الأسماء أرسلت لنا من مكتب وكيل الوزارة عبد العزيز حمزة.
*إذا الأسماء خرجت من مكتب وكيل الوزارة
- نعم...
*كيف عرفتم أنها من وزارة العدل والشئون الإسلامية؟
- مكتب الوكيل ذكر لنا ذلك.
*ألا تعتقد أن ذلك تدخل من وزارة العدل في عمل طبي ليس له شأن في العمل الإسلامي؟
- قد يتخذ المسئولون قرارات من باب الحرص على سير العمل، ولكل فرد وجهة نظره تجاه الأمور، وقد تكون بعض القرارات غير موفقة.
*هل يعني أن الشئون الإسلامية لم توفق في هذا التدخل؟
- أعتقد نعم، وهذا جانب يتعلق بالشئون الإسلامية والصحة.
*هل أبديتم ملاحظاتكم على هذه الأسماء؟
- نعم، لكن كانت الإجابة أن ذلك بطلب من الوزارة، ونحن لا نستطيع تغيير أي شيء. وقد أبدى المفتشون الصحّيون الذين اختيروا سابقا استياءهم من تغييرهم، وأعتقد أن الموضوع كان الإمكان تفاديه لو وضع رئيس اللجنة في الصورة منذ البداية، وأبلغ بكافة الأمور، وحتى أنا شخصيا كرئيس للجنية التنسيقية لا أستطيع تغيير أسماء المفتشين إلا بالرجوع إلى بقية أعضاء اللجنة.
*بالنسبة إلى نائب الرئيس، أنت تكلّف شخصا بأن يكون نائبا لك، هل خاطبت أحدا ليكون نائبك في هذا العام؟.
- نعم، هناك أحد الأطباء مرشّح أن يكون نائب الرئيس، لكن لم أخاطبه شخصيا.
*من هو الطبيب الذي تقصده؟
- عفوا ... بدون ذكر أسماء.
*لماذا لم تخاطبه؟
- عندما يتم تصديق قرار أعضاء البعثة، أقوم بمخاطبته لكي يحضر معنا في الاجتماعات التي تقيمها استعدادا.
*على مدى 6 سنوات الماضية من الذي كان يختار نائب رئيس البعثة.
- يختاره رئيس البعثة
*وفي هذا العام لم يسمح لأحمد العمران باختيار نائب الرئيس؟
- لم أعط الفرصة الكافية لاختيار نائبي، لأن المسئولين في الوزارة اقترحوا أحد الأشخاص نائبا للرئيس.
*من هو الشخص الذي اقترحته الوزارة؟
- أحد الزملاء في طب العائلة، وهو أخ عزيز وأكن له كل الاحترام.
*هل ذهب مع البعثة للحج سابقا؟
- لا.. وهنا نقطة الخلاف، لأننا نحتاج أن يكون نائب الرئيس عارفا بكل الأمور، ولديه الخبرة الكافية لإدارة الأمور، لأننا نعيش في فترة الحج حالة طوارئ، ومن الممكن أن تحدث مشاكل كبرى، فالنائب لابد أن تكون لديه خلفية في كيفية التعامل مع مثل هذه المشاكل، وشخصيا طوال الست سنوات الماضية أسست فريق عامل قادر على رئاسة البعثة الطبية، ولست على استعداد لأن أعود من الصفر لتهيئة فريق جديد، لأنني بذلت جهدا كبيرا فيما وصلت إليه البعثة الطبية، وأنا شخصيا أقوم بمتابعة المرضى في الحج.
لا أقبل الذهاب بنائب لا يملك خبرة
*هل رفضت هذا الشخص المقترح؟
- نعم، فأنا أرى من الصعب أن يكون لديّ نائب لا يملك الخبرة، ولذلك قدمت استقالتي لترك المجال لبقية الزملاء.
*لكن وزارة الصحة تقول ان أسباب الاستقالة شخصية ولا توجد خلافات؟
- الاختلاف في وجهات النظر موجودة والجميع يقر بذلك، وقناعتي الشخصية أنني لا أستطيع الذهاب للحج كرئيس للبعثة الطبية بكل هذه المعطيات.
*هذا يعني أن الموضوع أساسه التدخلات التي حدثت من قبل بعض المسئولين، وكما قلت تدخلات غير موفقة؟
- نقول إنها بعض وجهات نظر مختلفة لست مقتنعا بها، وليست تدخلات.
*ليست تدخلات؟
- لا... كل شخص لديه صلاحيات، والوزير لديه صلاحيات لتعيين الرئيس وتغييره في أي وقت، ولذلك فهذه صلاحيات وليست تدخلات.
قدمت ثلاثة أسماء لإنابة الرئيس
*طبعا الآن أصبح رئيس البعثة علي البقارة، وعلمنا من مصادر بأن أحمد العمران طلب منه أن يكون نائبا له، وهو رفض ذلك لأن سيتوجه للحج منفردا، ما هو تعليقكم؟
- في خطوة لاحتواء موضوع الخلاف حول نائب رئيس البعثة، رشحت ثلاثة أسماء للوزارة لأن يكون أحدهم نائبا، وكان من بينهم البقارة، لكنه اعتذر.
*والآن أصبح رئيسا للبعثة؟
- لا أعلم ما الذي حدث... وأهنئه بهذه المسئولية وأتمنى له كل التوفيق.
*هل لديك أي إضافة تود أن تصرّح بها؟
- كان لي شرف خدمة ضيوف الرحمن طوال السنوات الماضية، وجاء الوقت الذي نفسح المجال للبقية لاستكمال المسيرة.
*هل استقال أحد أعضاء البعثة بعد استقالتك؟
- نعم، لكن ليس بسبب استقالتي، بل لأسباب خاصة بهم.
*ما توقعاتك للخدمات التي ستقدم هذا العام، بعد اختيار مفتشين في غير اختصاصهم؟
- نحن نأمل أن يوفق الأخوة المفتشون في الحفاظ على مستوى التفتيش، وتفادي احتمالية وقوع حالات تسمم.
*ما المشاريع التي أضيفت للبعثة الطبية في هذا العام؟
- هناك محاولة للوصول لمرحلة أفضل من خلال الخدمات التي تقدمها البعثة، من خلال تقديم أدوية جديدة للحجاج الذين يعانون من أمراض مزمنة.
*ما هي المشاكل التي تصادفكم في موسم الحج؟
- هناك مشكلة مزمنة وهي أن الحاج لا يأخذ الأدوية اللازمة، خصوصا من يعاني من مرض مزمن، وبعضهم ينسى الأدوية، والمشكلة الأخرى أن بعض الحجاج يجهد نفسه بصورة كبيرة، وهناك بعض الأمور الإدارية في البعثة تحتاج إلى تطوير وتنظيم، خصوصا في منى وعرفة
العدد 2225 - الأربعاء 08 أكتوبر 2008م الموافق 07 شوال 1429هـ