العدد 2229 - الأحد 12 أكتوبر 2008م الموافق 11 شوال 1429هـ

جامعة البحرين تبدأ إعداد استراتيجيتها للسنوات الخمس المقبلة

بدأت جامعة البحرين إعداد استراتيجيتها للفترة من 2010م إلى 2015م في خطوة تهدف إلى تعزيز مساعيها نحو تحقيق معايير التميز الأكاديمي، وأكدت إدارة الجامعة أنها تسعى إلى وضع خطة استراتيجية جريئة وشاملة وعملية ترمي إلى استغلال المبادرات والقوى الكامنة الموجودة في المجتمع أفضل استغلال لكي تضطلع الجامعة بدورها الريادي في المنطقة.

وعن سير الخطة عمليّا، قال رئيس جامعة البحرين إبراهيم جناحي: إن «بناء الاستراتيجية سيمر بست مراحل، الأولى: الإعداد للخطة، واستمرت هذه المرحلة شهرين (يونيو/حزيران ويوليو/ تموز الماضيين)، والثانية: تحليل وتشخيص واقع المؤسسة، وتستمر من 7 سبتمبر/ ايلول إلى 30 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، والثالثة: تحديد رؤية المؤسسة ورسالتها وأهدافها، وتستمر من 2 يناير/ كانون الثاني 2009م إلى 1 مارس/آذار 2009م، والرابعة: تحديد واختيار الخطة الاستراتيجية، وتستمر من 2 مارس إلى 2 مايو/ أيار 2009م، والخامسة: تنفيذ ومتابعة الأداء المؤسسي، والسادسة: تقويم الأداء الحالي».

وقال: «نحن الآن في المرحلة الثانية، إذ نحلل ونشخص بيئة المؤسسة الداخلية بوساطة استبانة تحليل البيئة (SWOT) التي يجيب عن أسئلتها جميع الأساتذة في الجامعة خلال الندوات التعريفية»، مشيرا إلى أن «الاستبانة خطوة أولى، وستتسع الدائرة لتشمل جميع المعنيين بالاستراتيجية، وهم: مجلس الأمناء، والإدارة العليا، وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية، والطلبة، والخريجون، ومؤسسات القطاعين العام والخاص، وأولياء الأمور».

وكان رئيس جامعة البحرين إبراهيم جناحي أصدر قرارا بتشكيل اللجنة التنفيذية لاستراتيجية جامعة البحرين للأعوام من 2010م إلى 2015م. وباشرت هذه اللجنة التي تتكون من أحد عشر عضوا أعمالها برئاسة نائب رئيس الجامعة للبرامج الأكاديمية والبحث العلمي خالد بوقحوص منذ يونيو/ الماضي.

وقال جناحي في تصريح صحافي أمس (الأحد): «إن عملية التخطيط الاستراتيجي تهدف إلى تحديد هوية ورسالة ورؤية الجامعة، كما تساعدها على الإفادة من الفرص الكامنة في بيئتها المحيطة»، مضيفا «كما أن عملية التخطيط الاستراتيجي الناجحة ستمكن الجامعة من التعرف على مكامن القوة والضعف في أدائها، وتحديد احتياجاتها الأساسية وكيفية تلبيتها، وكذلك التعرف على سبل صهر مكونات الجامعة في بوتقة واحدة. وكمجتمع جامعي، سعينا - ومازلنا - إلى تحقيق معايير التميز الأكاديمي التي تمكن الجامعة من تأدية وظائفها الرئيسة، وهي: التعليم، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع». وذكر جناحي أن «وضع استراتيجية جامعة البحرين للفترة من 2010م إلى 2015م يعد أحد مشروعات التطوير الأكاديمي الشامل التي تضطلع بها الجامعة»، مشيرا إلى أن «المشروع يهدف إلى بناء وصياغة استراتيجية لمدة خمسة أعوام، تتصف بالشمولية والتكامل، وتنطلق من الوضع الراهن إلى الوضع المأمول بصورة واقعية محدَّدة المعالم من خلال خطط تنفيذية مميزة، ومؤشرات لقياس الأداء، ونظام فعال للمتابعة والتحكم ومواجهة الأزمات».

مراحل الخطة

وأوضح جناحي أن «الخطة الاستراتيجية لجامعة البحرين تتكون من ثلاث مراحل، تتضمن المرحلة الأولى تشكيل لجان أكاديمية وإدارية على كل المستويات. ويلي ذلك إجراء مسح شامل للتطلعات المستقبلية، يهدف إلى تحديد مواطن القوة والضعف وسبر أغوار التحديات والفرص المتاحة، أي أن ترصد نتائج المسح وضع الجامعة الراهن وبيئتها المحيطة، وهو ما سيكون له بالغ الأثر في عملية التخطيط بمجملها. ولكي تكون نتائج التحليل دقيقة وفاعلة يجب أن يشمل المسح رجال الأعمال والمعنيين بسوق العمل وأهالي الطلبة والمؤسسات والمنظمات ذات العلاقة. وستشكل نتائج المسح مكونات عملية التخطيط الاستراتيجي»، منبِّها إلى أن «من أوليات أهداف هذه العملية تطوير خطط وبرامج الأقسام الأكاديمية والكليات والمراكز، وكذلك دراسات التخطيط الإداري. من أجل ذلك، يجب أن تضم تلك اللجان ممثلين عن كل البرامج الأكاديمية والإدارية في الجامعة». وتابع الرئيس قائلا: «عندما تنطلق المرحلة الثانية، سيتم تحديد العديد من الطموحات والتوقعات التي تتضمنها تقارير اللجان المختلفة والدراسات الأخرى، في ضوء رؤية شاملة تهدف إلى مواصلة تقدم وازدهار الجامعة بشكل مستدام»، مشددا على «وجوب تضمين الخطة الاستراتيجية تلك الطموحات التي يمكن تحقيقها في حدود ميزانية الجامعة».

ورأى جناحي أن «نجاح الخطة يعتمد على مدى كفاءتها في تلبية الطموحات الحالية وقدرتها على التكيف مع المتغيرات المستقبلية. لذلك، من المتوقع أن تقترح الخطة اتخاذ خطوات كبيرة في السنوات الخمس المقبلة، وأن تشكل إطار عمل لتحقيق التميز الأكاديمي في المستقبل القريب. كما يُتوقع أن تحدد الخطة أهدافا واستراتيجيات جديدة، وتضع الخطوط العريضة لسبل تنفيذها. لهذا، يجب أن يستمر تعاون المجتمع المحلي والكليات والمراكز والأقسام الأكاديمية والإدارية لتطوير الخطة وتحقيق أهداف كل تلك الوحدات».

مكونات الخطة الاستراتيجية وأهدافها

وعن أهداف الخطة الاستراتيجية قال جناحي «الخطة التي وضعناها لبناء الاستراتيجية تهدف إلى تسهيل الحصول على آراء المنتسبين إلى الأقسام الأكاديمية والإدارية والطلاب والخريجين، وتحديد نشاطات الأقسام العلمية والاستشارية ولجان العمل، وأخذ زمام المبادرة فيما يتعلق بالتخطيط الشامل عموما، والتخطيط الأكاديمي خصوصا، وإعداد ملخص لموارد عملية التخطيط الاستراتيجي».

وتابع القول: «طبقا لهذه الأهداف، يجب أن تتضمن الخطة: تحديد مكونات الخطة، تحديد جدول زمني لتنفيذها، وتحديد عمليات الإشراف، والتقييم، والتنفيذ، وإعداد النتائج، والتعريف بالجهات الرئيسة المشرفة على الخطة». وفيما يتعلق بمكونات الخطة ذكر رئيس الجامعة أنها «تتمثل في تحليل نتائج المسح المتعلقة بتحديد مواطن القوة والضعف والفرص والتحديات المستقبلية (تحديد الوضع الراهن)، وتحديد قيم الجامعة العامة، ورؤيتها، ورسالتها، ووضع أهداف الخطة بحسب نتائج تحليل المسح لواقع الجامعة الراهن، على أن يراعى أن كل كلية ووحدة سيكون على عاتقها تطوير خطتها الاستراتيجية بناء على تحليل نتائج المسح الشامل لوضع الجامعة الراهن المبينة في الخطة الاستراتيجية العامة».

إشراك جميع المعنيين

وشدَّد جناحي على أن «اللجنة التنفيذية ستسعى إلى إشراك جميع المعنيين بالاستراتيجية، ومن بينهم: الأكاديميون، والإداريون، والطلبة، والخريجون، والجهات المستفيدة من الجامعة في القطاعين العام والخاص، وأولياء الأمور»، موضحا أن «هذه الفئات ستسهم في صياغة رؤية الجامعة من خلال الندوات التعريفية، وتوزيع تحليل الواقع من حيث القوة والضعف والفرص، والتغذية الراجعة، وما إلى ذلك».

وأكد أنَّ «اللجنة ستتواصل مع جميع الجهات، وتطلع على التقارير المكتوبة عن مستقبل البحرين في النواحي الاقتصادية والسياسية والتربوية والاجتماعية للاستفادة منها في بناء الاستراتيجية، كما أنها ستطلع على الاستراتيجيات المُعَدَّة لجامعات عدة في المنطقة والعالم، وستستفيد اللجنة أيضا من خبرات مستشاريها، وهما: الأستاذ بجامعة أولد دومنيون في الولايات المتحدة الأميركية - مستشار مكتب الاعتماد الأكاديمي في كليتي الهندسة وتقنية المعلومات تاج محيي الدين، وعميد كلية التربية بجامعة الإمارات عبداللطيف حيدر.

وأفاد الرئيس أنه «بعد الانتهاء من مرحلة جمع المعلومات والآراء ستشكل لجنة أخرى من الخبراء وأساتذة الجامعة لتوظيف تلك المعلومات في كتابة مسودة الاستراتيجية، وعرضها على المنتسبين إلى الجامعة».

العدد 2229 - الأحد 12 أكتوبر 2008م الموافق 11 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً