أثار قرار بناء 11 سدا لتوليد الطاقة على نهر ميكونغ، بوادر القلق من خطر اندلاع نزاعات حول مياه هذا النهر الذي يعتبر أكبر مجرى مائي في جنوب شرق آسيا. ويحذر الخبراء من أن هذه السدود ستضر بحياة نحو 80 مواطنا في منطقة الدلتا.

ويغطي حوض نهر ميكونغ 795 ألف كيلومتر مربع، بمساحة تكاد تعادل ألمانيا وفرنسا مجتمعتين، ويشمل جزءا من الصين، وبورما، وفيتنام، ونحو ثلث أراضي تايلند، وغالبية أراضي كمبوديا ولاوس. ويبلغ طول النهر 4800 كيلومتر، ويعبر ست مناطق جغرافية بتضاريس ومناخات مختلفة.

هذا وقد تناول الخبراء بالدراسة المخاطر التي ستترتب على بناء السدود وخاصة في فيتنام.

إذ حذر أخصائي بيئة المياه والتنوع الحيوي بالأكاديمية الفيتنامية للعلوم والتكنولوجيا، نغو شوان كوانغ، من أنه «لو تم بناء هذه السدود، فإنها ستقلص حجم المياه المتدفقة من أعالي النهر تجاه منخفضه، ما سيؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحر في الأراضي الداخلية».

وأضاف في مقابلته مع وكالة إنتر بريس سيرفس، أن درجة الحموضة في التربة التي تعتبر عالية بالفعل الآن ستزداد ارتفاعا، إضافة إلى «تدمير حقول الرز في دلتا نهر نيكونغ، ما سيضر بأهاليها البالغ عددهم 17 مليون نسمة».

وشرح الخبير الفيتنامي بالقول: «إن هذه التداعيات ستخلق مناخا للنزاع بين دول حوض النهر». وشدد على مدى الأضرار التي ستسببها السدود المزمع بناؤها على حياة الأهالي المقيمين في دلتا النهر، والتي ستضاف إلى المخاطر الكبيرة التي يواجهها مواطنو فيتنام جراء تهديدات التغيير المناخي المتنامية.

يذكر أن الأمم المتحدة قد حذرت في تقرير لها، من أن المنطقة المعروفة باسم «سلة الرز» في فيتنام، قد تعاني من إغداقات كبيرة طيلة بضعة أشهر سنويا لو ارتفع منسوب مياه البحر فيها مترا واحدا.

فأضافت هذه التوقعات السلبية إلى دواعي القلق العميق الذي دفع حركة بيئية جديدة إلى الاعتراض على قرار كمبوديا ولاوس وتايلند وفيتنام، بناء 11 سدا جديدا.

وتتكون الحركة الجديدة المجتمعة تحت شعار «أنقذوا ميكونغ»، من تحالف من جماعات بيئية وتنظميات أهلية من الدول الأربع المذكورة. وأطلقت حملتها في مطلع هذا العام (2009) بمطالبة حكوماتها بوقف خطط بناء السدود. ووقع على طلبها أكثر من 16,000 مواطن حتى الآن.