العدد 2527 - الخميس 06 أغسطس 2009م الموافق 14 شعبان 1430هـ

نرفض إقامة أي علاقات مع الكيان الصهيوني

في ندوة جمعية مقاومة التطبيع... جمعيات سياسية:

قال الأمين العام لجمعية التجمع القومي الديمقراطي حسن العالي إن مسئولية مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني تقع بالدرجة الأساسية في هذه المرحلة على القوى السياسية والشعبية المقاومة للاستسلام والاحتلال.

وذكر في الندوة التي أقامتها جمعية مقاومة التطبيع يوم أمس الأول (الأربعاء) بمقر جمعية وعد في أم الحصم بمشاركة عدد من الجمعيات السياسية، أن على مؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية تقع مسئولية كبرى ومتعاظمة لرفض أي شكل من أشكال التطبيع، مشددا على ضرورة أن تطور جمعية مقاومة التطبيع وتوسع وتنشط برامجها وتفعلها شعبيا وسياسيا، كما أن عليها إقامة التحالفات الخليجية والعربية للنهوض بمسئولياتها الوطنية والقومية والإسلامية لدرء أخطار التطبيع.

ومن جهته رفض نائب الأمين العام لجمعية «وعد» فؤاد سيادي في كلمته التي ألقاها في الندوة المساس بحق الشعب البحريني في رفضه التطبيع بأي شعار كان وتحت أي مسمى.

ٌُوبدأ الأمين العام للتجمع القومي حديثه بالندوة بالحديث عن دور الولايات المتحدة في دعم الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أن ما تفعله الولايات المتحدة يصب في تنفيذ الرغبات الإسرائيلية، وقال في هذا الصدد: «وجهت إدارة أوباما لرؤساء عدد من الدول العربية تطالبهم باتخاذ مبادرات وخطوات تطبيعية مع العدو الصهيوني، وأضاف خرج أوباما قبل أيام ليلوم هؤلاء الرؤساء لتباطئهم في تنفيذ هذه الخطوات والمبادرات، وتلته كلينتون وميتشل وصارت هذه التحركات هي محور السياسة الأميركية في المنطقة».

وأردف «إن الولايات المتحدة في عهد أوباما هي نفسها الولايات المتحدة التي تآمرت على عبدالناصر وغزت العراق ودمرت كيانه ودعمت الكيان الصهيوني في سلسلة الحروب البربرية التي شنها ضد المقاومة الفلسطينية واللبنانية، والتي هي الآن تحاصر وتهدد سورية، وتطالب بنزع سلاح حزب الله وغيرها من المواقف المعادية للأمة العربية».

وتابع، تكمن أهمية الجانب الاقتصادي في ما كشف عنه تقرير أميركي صدر مؤخرا عن مركز أبحاث الكونغرس، إذ يقول إن التطبيع الاقتصادي بين «إسرائيل» والدول العربية يجب أن يتأسس على تحقيق المصالح الإسرائيلية، وذلك من خلال الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة الأميركية بحيث يكون التطبيع بين العرب و»إسرائيل» لا يعني مجرد إقامة علاقات تجارية أو دبلوماسية، وإنما يشمل مراجعة لمفاهيم الصراع ولفهم التاريخ والمنطلقات الدينية، أي يجب أن يكون عملية قلب جذرية للنظرة العربية والإسلامية تجاه «إسرائيل»، فالاتفاقيات توفر لـ «إسرائيل» اعترافا قانونيا بسيادتها كدولة، لكن هذا الاعتراف لا يوفر لها شرعية وجودية لدى الشعوب العربية، ومن ثم فإن التعاون الاقتصادي يعد أهم الوسائل لتحقيق ذلك.

وأضاف، رغم اتفاقيات الاستسلام العربية إلا أن السلام ظل باردا، فرغم ظهور العلاقات التجارية بين بعض الدول العربية، وخصوصا دول الخليج و»إسرائيل» بعد مؤتمر مدريد 1991، إلا أنها سرعان ما عادت إلى السرية مرة أخرى تحت ضغط بعض الدول العربية.

وشدد على أن الكيان الصهيوني ليس بالدولة الطبيعية النشأة والدور، فهي لم تقم نتيجة تطور سياسي واجتماعي لشعب مقيم في أرض آبائه وأجداده، وإنما بتهجير يهود متعددي الأصول والأوطان كي يشكلوا المادة البشرية لآخر مشروعات الاستعمار الاستيطاني، التي صدرت عن المجتمعات الأوروبية، إلا أن المشروع الصهيوني متميز عن سابقاته من المشاريع بأنه لم ينشأ عفويا مثلها، ولا أقامه مغامرون لم يمكنهم وضعهم الطبقي في أوطانهم الأوروبية من تحقيق طموحاتهم الذاتية فسعوا إلى تحقيقها وراء البحار، ذلك لأن المشروع الصهيوني منذ أن كان فكرة إلى أن غدا دولة إقليمية القدرات كونية الطموحات إنما هو نتاج عمل مبرمج وجهود مكثفة وتنسيق فيما بين القوى الاستعمارية والصهيونية.

وواصل: القوى الاستعمارية استهدفت إقامة حاجز بشري غريب بفصل ما بين جناحي الوطن العربي ويكبح فعالية مصر القومية ويعطل تفاعلها التاريخي مع بلاد الشام، بهدف تعميق وتأصيل واقع التخلف والتجزئة والتبعية العربي، وذلك ما التقت على تأييده كل القوى الاستعمارية التي رأت في وحدة العرب وأخذهم بأسباب الحضارة الحديثة الخطر الأعظم على مصالحها الكونية ورفاه شعوبها وتواصل استغلالها الوطن العربي.

وختم حديثه بالتأكيد على أن مسئولية مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني تقع بالدرجة الأساسية في هذه المرحلة على القوى السياسية والشعبية العربية والإسلامية المقاومة للاستسلام والاحتلال، وأن على عاتقها وضع برامج العمل والتحالفات العريضة للنهوض بهذه المسئولية من خلال رفض التسليم بالأمر الواقع، وإدامة الصراع مع العدو الصهيوني، وجعله صراع وجود لا حدود، وحماية إرادة الأمة من الهزيمة، وأخيرا مواجهة الشرق أوسطية في جوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية.

و في كلمته التي ألقاها نائب الأمين العام لجمعية «وعد» فؤاد سيادي، قال:إنه قبل ثلاثين عاما من الآن سارع كل حكامنا بتخوين زيارة السادات لـ «إسرائيل».

وذكر عددا من محطات التطبيع، في البحرين، ومنها: استضافة أحد الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر الشرق الأوسط للمياه في منتصف الثمانينات بمشاركة وفد رسمي إسرائيلي مكون من ثلاثين شخصا، بالإضافة إلى غلق مكتب المقاطعة بعد قرار رفع الحظر عن البضائع الإسرائيلية التزاما باتفاقية التجارة الحرة مع أميركا، كما اعتبر لقاء وزير الخارجية مع وزيرة خارجية «إسرائيل» ليفني ومصافحتها وتسليط الضوء في الصحافة وأجهزة الإعلام على تلك المصافحة محطة أخرى، إلى جانب دعوة وزير الخارجية لبناء منظومة شرق أوسطية تكون «إسرائيل» عضوا فيها، وكذلك زيارة الوفد البحريني من وزارتي الداخلية والخارجية لعاصمة الكيان الصهيوني في مطار بن غوريون بحجة المساهمة في الإفراج عن المواطنين الذين احتجزتهم سلطات الاحتلال ضمن سفينة «روح الإنسانية» التي حاولت كسر الحصار عن غزة.

وفي مداخلة لجمعية أمل قال أمين سر الجمعية رضوان الموسوي إن الحديث عن التطبيع مع الكيان الصهيوني غير مقبول، وخصوصا في الوقت الذي لم تندمل فيه جروح الضحايا ولم تتوقف حتى الآن صرخات وآهات وآلام أهلنا في غزة.

وأضاف في الوقت الذي يتم التعدي فيه على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية لا تتوانى الأنظمة العربية من الحديث عن السلام مع القتلة والمجرمين، ومنهم من يتحدث بالغمز واللمز عن فتح باب التطبيع في ظل هذه الأجواء المخزية.

وتابع نحن في جمعية العمل الإسلامي نرفض الانفتاح والتطبيع مع الكيان الصهيوني، وأي حديث عن فتح باب العلاقات معه مرفوض شكلا ومضمونا، سياسيا واجتماعيا.

كما قدم بعض الحاضرين عددا من المداخلات، صبت جميعها في رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني بشكلٍ قاطع.


«موسيقيون مستقلون» تؤجل حفلها المقرر اليوم

الجفير - الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع

قررت فرقة «موسيقيون مستقلون» تأجيل حفلها الموسيقي «عذرا غزة» الذي تقيمه بالتعاون مع الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني المقرر مساء اليوم (الجمعة) على صالة جمعية المهندسين البحرينية إلى مساء يوم الثلثاء المقبل 11 أغسطس/ آب، وذلك نظرا إلى وفاة والدة عاهل البلاد المغفور لها سمو الشيخة حصة بنت سلمان آل خليفة.

العدد 2527 - الخميس 06 أغسطس 2009م الموافق 14 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً