العدد 118 - الأربعاء 01 يناير 2003م الموافق 27 شوال 1423هـ

شغب «المناسبات» في البحرين يضرّ بالسياحة

خسائر بآلاف الدنانير

أبدى مديرو وملاك الفنادق التي تعرضت للتخريب عشية رأس السنة الجديدة في شارع المعارض خوفهم من الانفلات الأمني الذي بدأ ينتشر، ومن عدم التدخل السريع للسلطات الأمنية بحجة غياب الأوامر، وقالوا إن هذا سيكلفهم آلاف الدنانير بالإضافة إلى أن الحركة السياحية في المملكة ربما تتضرر.

وكانت خمس فنادق على الأقل تعرضت للتخريب في الليلة الأخيرة من العام 2002 في تقليعة غريبة ابتدأت في السنتين الأخيرتين للاحتفال بالمناسبات الوطنية والعالمية، كانت أولاها في ابتداء الألفية الجديدة.

وكانت الفوضى التي عمت الشارع ذلك المساء نذير شؤم على مدير عام فندق كراون بلازا، مجيد عباس حيدري، الذي استأجر الفندق كمشروع جديد في صبيحة ذلك اليوم فقط ودفع مبلغ 60 ألف دينار لمالك الفندق، ما جعله يتخوف من جدوى هذا الاستثمار وما إذا سيكون مربحا.

يقول: «استأجرت الفندق يوم الثلثاء فقط، وتمت مهاجمته في مساء اليوم نفسه. صرت أسأل ما إذا كنت دخلت المشروع الصحيح».

ويضيف: «دفعت فيه 60 ألف دينار في الصباح لأخسر حوالي سبعة آلاف دينار في المساء. تضرر الفندق كثيرا جراء التخريب، هذه فوضى غير مسئولة على الإطلاق».

وتكسرت الواجهة الأمامية للفندق، وتحطمت اللافتة التي تحمل اسمه بالإضافة إلى الأثاث الموضوع في الاستقبال والبهو الرئيسي.

وتوقع حيدري أن الحركة السياحية قد تتضرر، وربما عزف الخليجيون عن دخول منطقة شارع المعارض بعد الآن، وخصوصا الذين تضرروا منهم.

يقول: «نحن المتضررون أكثر من أية جهة أخرى. العمال يثبّتون الآن بعض القرطاس على الواجهة بدل الزجاج حتى اكتمال تحريات الجهات المسئولة. أنا متخوف من أن الضرر سيكون أكثر من الاستثمار الذي وضعته في الفندق. أخاف أن يبقى الفندق مجرد زينة هنا لو لم يأت النزلاء إلينا بعد الآن». وعاب على الشرطة بطء ردة فعلهم عند ابتداء التجمهر. وقال: «الشرطة لم يتحركوا على رغم أننا قلنا لهم إن كثيرا من المشاغبين هاجموا الفندق. ردوا علينا بأنه لا توجد لديهم أوامر بالتحرك». وقال: «هذا ضرر الى البحرين كلها والسياحة ستتأثر بهذه الصورة. هذا ينشر الخوف بين السواح ولن يدخلوا الشوارع هذه مرة أخرى إذا كانوا تضرروا منها، وربما تركوا المنطقة برمتها».

أما فندق المعارض الذي يربض بوداعة على الشارع نفسه، فلم يسلم هو الآخر من أيدي المخربين. مدير عام الفندق رمزي حسن قال إن بعض النزلاء غادروا الفندق على عجل صبيحة رأس السنة خوفا من قدوم ليل آخر، فهجوم واحد كان يكفيهم وما كانوا بحاجة للتعرض للتخريب مرة أخرى. يقول حسن: «بعض النزلاء نزلوا في وقت الشغب بملابس النوم مذعورين، وتركوا الفندق صبيحة اليوم التالي هربا الى فنادق أخرى في مناطق ثانية، وبعضهم حتى سافر».

وكانت واجهة الفندق بأدوارها الثلاثة قد تعرضت للتخريب. واحترقت بعض سيارات تابعة لنزلاء في الفندق مركونة في الساحة أمام الفندق.

يقول: «غالبية زبائننا من الخليجيين، وقد تعرضت سيارات أربعة منهم للتخريب أمام الفندق. الشرطة لم تستطع صد المهاجمين بسهولة، فأمام الواجهة لوحدها كان يوجد عدد كبير من المخربين يربو على الألف». واضاف أن «إصلاح لافتة الفندق وحدها سيكلف ثلاثة آلاف دينار».

أما صاحب شقق هاواي المفروشة، حبيب علي، فيتوقع أن تصل خسائره إلى ستة آلاف دينار، وقال إنه على رغم الاتصال المتكرر بالشرطة إلا أنهم جاءوا متأخرين.

وقال: «كان النزلاء خائفين. بعض الزبائن الذين اعتادوا على السكن لدينا اتصلوا في الصباح من السعودية وقالوا إذا كان الوضع هكذا فلن نأتي لكم».

وتوقع أن تتأثر الحركة السياحية إن تكررت هذه الحوادث. وقال: «السياحة تحتاج إلى أمن أكثر!»

العدد 118 - الأربعاء 01 يناير 2003م الموافق 27 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً