العدد 119 - الخميس 02 يناير 2003م الموافق 28 شوال 1423هـ

تورينو تتطلع لأن تصبح مركزا عالميا مع أولمبياد شتاء 6002

ترتبط مدينة تورينو في اذهان كثير من الايطاليين بصور مصانع السيارة فيات الكبيرة والدخان وماضي البلاد الملكي البعيد لكنها تستعد الان لان تشهد تغيرا يضفي عليها طابعا مستقبليا. ففي العام 6002 تتطلع انظار العالم الى المدينة التي تستضيف دورة الألعاب الشتوية ويتطلع القائمون على تخطيط المدينة ان تساعدهم الألعاب على اطلاق شرارة عملية لاعادة التجديد جعلت برشلونة الاسبانية واحدة من اهم المراكز العالمية في أوروبا. ويقوم الحفارون بالفعل بشق الشوارع وترتفع لافتات تشير الى عمليات هدم مصانع عملاقة كانت ذات يوم تمثل قلب امبراطورية فيات الصناعية التي يمتد عمرها لنحو مئة عام. وبدلا من هذه المصانع ستقام مجمعات ضيافة ومحطات سكك حديدية وساحات انتظار ومشروعات اخرى صممها معماريون تم اختيارهم من انحاء العالم. وقال باولو فيري مدير مشروع تورينو انترناسونال المسئول عن تجديد تورينو : «عندما كنا عاصمة لايطاليا كنا عاصمة لصناعتها. الآن ندخل في مرحلتنا الثالثة الكبيرة». واشتهرت تورينو بأنها مدينة محافظة ومكان يبعث على الملل نظرا لانها تحتل موقعا نائيا في اقصى شمال غرب ايطاليا في قلب جبال الالب وغالبا ما يتجاهلها السياح. وكانت عاصمة لايطاليا لسنوات قليلة بعد توحدها مباشرة في العقد السادس من القرن التاسع عشر. ثم أصبحت مدينة مزدهرة خلال معظم سنوات القرن العشرين عندما تدفق عليها مئات آلاف العمال من المناطق الفقيرة في جنوب ايطاليا للعمل في مصانع السيارات والصناعات الاخرى الموجودة بها. لكن تلك الأيام ولت منذ زمن بعيد. ولاتزال فيات أكبر شركة قطاع خاص من حيث تشغيل العمالة في ايطاليا كلها لكنها غرقت في ازمة طاحنة وأعلنت هذا الشهر عن تخفيض الاف الوظائف من بينهم حوالي الف وظيفة في منطقة تورينو وحدها. وسيؤدي ذلك الى خفض عدد من يعملون في مصتع فيات في المدينة الذين تراجع عددهم الى حوالي 04 الفا بعد ان كان عددهم يزيد على 001 ألف في السبعينات. ويسلم سيرجيو تشيامبارينو رئيس بلدية تورينو بأن التحديث في المدينة متأخر حوالي 51 عاما عن المدن الأوروبية الكبرى الاخرى نظرا لان صناعة السيارات الصناعة الرئيسية في المدينة تشهد تراجعا. ولم يتم بناء خط مترو في المدينة الا في هذه الاونة. ومن شأن حوالي ثمانية مليارات يورو (دولار) جرى ضخها في المدينة ان تساعد على تغييرها. قال تشيامبارينو «في تورينو موارد تمكنها من البقاء حتى لو اغلقت فيات كل مصانع السيارات الخاصة بها... لم يعد هناك حبل سري مع فيات». وكثير من المباني الجديدة التي جرى التخطيط لتشييدها من الان وحتى العام 0102 ستشيد على طول «محور» يشمل خطا للسكك الحديد يشطر تورينو الى نصفين في الوقت الراهن. وخط السكك الحديد الذي شيد في القرن التاسع عشر كان مزدحما بقطارات تخدم مصانع التجميع والصلب وغيرها من صناعات ثقيلة. وتحول الكثير من هذه المواقع الى انقاض قبل اعادة البناء بينما تحولت مصانع عملاقة لا تزال مشيدة على مواقع أخرى الى مجرد اثار لأيام المجد الصناعية في تورينو . ويتظاهر عمال فيات في الشوارع ويسدون الطرق الرئيسية في انحاء المدينة. لكن غالبية الناس في المدينة لا تأسف على ما يبدو لتحول المدينة من بلدة يعتمد اقتصادها على شركة واحدة الى اقتصاد يعتمد بدرجة اكبر على الخدمات. وعملية التغير جارية منذ ان عانت فيات من ازمة في الثمانينات دفعت المدينة الى اعادة التفكير في اعتمادها على الشركة. ويؤكد المسئولون ان خططهم لتغيير تورينو ترجع الى فترة سابقة على فوزها بتنظيم دورة الالعاب الشتوية في العام .9991 ويوجد الكثير من بيوت التصميم الصناعي الموجودة بالفعل في المدينة مثل بينينفارينا وايتالدزاين جيجيارو. واكتسبت هذه البيوت سمعة عالمية بتصميمات للسيارة فيراري التي تنتجها فيات وسيارات الفا روميو الرياضية قبل ان تتحول لتصميم كل شيء بدءا من القطارات إلى محلات بيع الحلوى المتألقة. وجرت الاشادة بقرار شركة موتورولا الاميركية للهواتف المحمولة ببناء مركز ابحاث اقليمي في المدينة باعتباره نجاحا يدفع تورينو الى التحول الى مركز لتكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية. ويمكن ان يدفع وصول مشاهدي الالعاب الشتوية الى المدينة في العام 6002 انطلاق صناعة السياحة الضعيفة في المنطقة إلى الآن. وستنظم مسابقات للتزلج على الجليد في منتجعات جبلية تبعد عن المدينة مسافة ساعة بالسيارة. لكن الرقص على الجليد وهوكي الجليد ستكون ضمن مباريات دورة الالعاب الشتوية التي تقام في القرية الاولمبية القريبة من مصنع لينجوتو التاريخي التابع لفيات والمقام مكانه الان مركز للمؤتمرات وفندق. ويقول المنظمون الذين يحصلون على مشورة من مخططي دورة الالعاب الصيفية في برشلونة في العام 2991 ان تورينو التي يبلغ عدد سكانها مليونا ستكون اكبر مدينة تستضيف دورة العاب شتوية. وتعد تصميمات المعماريين بمبان للقرن الحادي والعشرين التي تشبه مدنا في أنحاء العالم مبان تقوم على هياكل معدنية وزجاج ومضاءة طبيعيا ومليئة بالمنحنيات. لكن لا يطري احد على شكل المدينة المتوقع. وعلى رغم الخلافات عن الطراز المعماري الجديد للمدينة هناك ضجيج في تورينو واحساس بأن الأمور تتحرك بعد كل عقود التراجع البطيء

العدد 119 - الخميس 02 يناير 2003م الموافق 28 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً