تجمّع حوالي 300,000 من أعضاء ومناصري «أوبوز داي» المنظمة الأكثر ثراء في الكنيسة الكاثوليكية والأكثر إثارة للجدل في ساحة سانت بيتر في روما ليشهدوا إعلان البابا الكاهن الأسباني المولد جوسماريا اسكريفا قديسا.
واحتفل الكهنة في مسيرتين من فجر الصباح إلى غسق الليل إذ تم ترحيل تابوت القسيس الجديد الى باسيليكا سانت أوجين في فيلا رحبة تسع جميع المصلين.
وتعتبر صفة القداسة هذه تمجيدا لمنظمة غالبية أعضائها من ذوي النفوذ... لهم روابط وثيقة بأمراء فاسفين في الكنيسة - أي الكاردينالات - الذين سيختاروا البابا المقبل. فقد نجح غالبية الأعضاء وهم موظفو مصارف، وسياسيون، ومحامون في وضع مؤسسة طائفتهم في الطريق السريع الى القداسة في عملية غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
ولد جوسماريا اسكريفا قبل مئة عام ماضية وأسس أوبوزداي (تعني عمل الرب) في مدريد في أكتوبر/تشرين الأول من العام 1928 باعتبارها منظمة سرية ذات رسالة تستهدف الطبقات العليا من المجتمع.
ووصفت المنظمة بواسطة بعض الناس بأنها «خدمة سرية» للبابا لكي يؤدي أعضاؤها قسما مشددا بالسرية وليسوا تحت مسئولية الأساقفة المحليين ولكن يتبعون مباشرة للبابا. وينذر الأعضاء انفسهم ليس لأهداف البابا الروحية فحسب ولكن للأهداف السياسية والاقتصادية أيضا. ويعتبر كثير من الأعضاء أثرياء للغاية إلى درجة أنهم يقطعون حوالي عشر دخلهم للمنظمة.
ويقول رئيس تحرير صحيفة تابليت الكاثوليكية، جون ويلكينز: «لا شك في أن المنظمة مؤثرة في الفاتيكان». وأضاف: «حتى المتحدث باسم البابا، جوشيم نافارو - فليس معروفا بأنه عضو فيها».
ولدى كثير من الكاثوليك الليبراليين تحفظات بشأن السلطات والسلوك شبه الطائفي لمنظمة أوبوز داي وتأثيرها على سياسة الفاتيكان. ولدى أعضائها حملة ضد التلقيح الصناعي، الأسر اللازوجية، اللواط، واستخدام الواقي لمنع مرض الايدز. وهي في طليعة المؤيدين لأجندة البابا المتحفظة بشأن الاستنساخ، الجنسانية، والأسرة والجنس.
ويؤكد منح البابا منزلة «سلطة الأسقف الشخصية» للمنظمة في العام 1982 استقلاليتها عن الهيكل التنظيمي المعتاد للكنيسة وذلك نسبة لأعضائها السريين البالغ عددهم 82,000 وحوالي 1,800 من رجال الدين المسيحيين. فهي أبرشية من دون حدود جغرافية ولها أعضاء في 62 دولة.
ويعتبر جاسوس مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، سيئ الصيت روبرت هانسن عضوا فيها.
ويعتبر الاحتفال الأخير معلما على جهود أوبوز داي للتخلص من سمعتها الرجعية والصفوية والتي يشتكي مناصروها التحيز والتجاهل من جانبها. ولكن سيستمر نفوذها، من وراء سلطات الفاتيكان، إذ يبدو حتميا اختيار البابا بواسطة (120) كاردينال في المنظمة تحت سن التصويت (أقل من 80 عاما).
ولمنظمة أوبوز داي عضو واحد من كلية الكاردينالات ولكن مع ذلك فنفوذها قوي. ويعني الغموض المحيط بالمنظمة أنه مهما يكن النفوذ الذي تملكه في اختيار البابا المقبل وطريقة قيادته ستبقى موضع كثير من الشكوك
العدد 120 - الجمعة 03 يناير 2003م الموافق 29 شوال 1423هـ