اجمعت أكثر من 50 سيدة متزوجة يمتهنَّ المهن الثلاث (عاملة، أم، زوجة) على أنهن يفضلن الاستقالة على أن يعطين أزواجهن نصف الراتب مجبرات! جاء هذا التصريح ردة فعل على سؤال وجهناه إليهن يفترض لو أن «المجتمع الذكوري» الذي نعيش فيه أصدر قرارا يجبر كل امرأة عاملة على أن تمنح زوجها نصف راتبها وإلا واجهت عقوبة السجن، وسط الزوابع التي تثار من حين لآخر تطالب بحقوق المرأة العاملة والمساواة القانونية بينها وبين الرجال فيما يتعلق بالرواتب والعلاوات الاجتماعية والإجازات وسن التقاعد.
وقد علقت أم عبدالرحمن بقولها: «لن أمنحه نصف الراتب، بل أفضل الاستقالة على أن أفعل ذلك، وهذا الرأي لا يأتي كوني أكره زوجي أو أعارض المشاركة في المنزل، ولكنني أقوم بالمساهمة في المصروفات والنواحي الاقتصادية بمبادرة مني لا جبرا. ثم أنني أشقى وأتعب حتى احصل على هذا الراتب على رغم أنني احمل صفة الزوجة والأم والموظفة، فإذا كان هناك من يجب أن يمنح الثاني نصف راتبه فهو الزوج لا الزوجة!». وأردفت أم عيسى بقولها: «هناك بعض النسوة اللواتي يشترطن على الزوج أن يتولى هو المصروفات المنزلية والحياتية، بينما لا تساهم هي في المنزل ولا حتى بفلس واحد، وتحتفظ براتبها كاملا لها، وأنا اعتقد ان في هذا التصرف أنانية وحبا مفرطا للذات. إن الحياة الزوجية مشاركة خصوصا في هذا الوقت الصعب، ولكن لا يصل الأمر إلى أن أجبَر على إعطائه نصف الراتب، فعلى قدر تعبه أتعب أنا أيضا في عملي، ومشاركتي نابعة من رغبة ذاتية مني. لقد أصبحت الأم تقوم بمهمات الأب في أحايين كثيرة، وتصرف على المنزل والأطفال إلى جانب مصروفات لبسها وبنزين السيارة والهاتف النقال، وهي من يصرف أكثر وهو من يجب عليه أن يدفع!».
تشير الأرقام إلى أن المرأة تكسب 73 سنتا في مقابل كل دولار يكسبه الرجل في الولايات المتحدة!
تشير حسابات احد المعاهد المعنية بشئون المرأة في واشنطن إلى أن المرأة الحاصلة على درجة جامعية تكسب طوال حياتها المهنية اقل من الرجل بحوالي 523 ألف دولار كذلك يقل دخل حوالي ثلثي النساء اللواتي يعملن عدد ساعات كاملة عن 30 ألف دولار سنويا. ويوضح خبراء الاجتماع أن المرأة العاملة في معظم الأحوال لا تتفرغ بشكل كامل للعمل بسبب ارتباطها بمهمات أسرية إذ تقضي المرأة العاملة ما يصل مجموعه إلى 12 سنة من عمرها بعيدا عن وظيفتها للعناية بأسرتها وأطفالها علاوة على رعاية أفراد خارج نطاق الأسرة، وتؤكد الأرقام أن حوالي 52 مليون سيدة أميركية يقدمن رعاية تطوعية للمرضى بأمراض مزمنة والمسنين
العدد 126 - الخميس 09 يناير 2003م الموافق 06 ذي القعدة 1423هـ