العدد 127 - الجمعة 10 يناير 2003م الموافق 07 ذي القعدة 1423هـ

بغداد: بدء العدّ العكسي استعدادا للحرب

عززت تصريحات نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني في مؤتمره الصحافي يوم أمس قناعة بغداد بأن الحرب مقبلة مهما كانت النتائج التي سيرفعها رئيس فرق التفتيش هانز بليكس. وكان تشيني اكد وجوب نزع اسلحة العراق رابطا بين مسألة الحرب على الارهاب وموضوع نزع السلاح مؤكدا ان نجاح تلك الحرب يتطلب استكمال مهمة فرق التفتيش في العراق. وعلى ما يبدو أن الشد من جانب بغداد أيضا بدأ، وبات في حكم المؤكد بالنسبة إليها أن الحرب واقعة وأن التحضير لمواجهة احتمالاتها أمر لا بد من إبلاغ الرأي العام به، وهذا ما صارت تلامسه اللقاءات الأخيرة الموسعة التي أجراها الرئيس العراقي صدام حسين مع نجليه قصي المسئول عن قوات الحرس الجمهوري وعدي المسئول عن قوات الفدائيين، وهي تنظيمات شبه عسكرية، ومع أركان الجيش وقياداته العليا. وفي خانة التحضيرات التي شرعت بغداد، ميدانيا، بإجرائها كثف «جيش القدس» من تدريباته وانتشاره في داخل المدن، بينما قامت كوادر حزب البعث الحاكم بتدريب عناصرها على اسلوب حرب العصابات، الامر الذي يعني ان القيادة العراقية تفكر في مقاومة طويلة الأمد للقوات الأميركية ، إذا ما فكرت بغزو الاراضي العراقية.

وإذا كانت لقاءات الرئيس العراقي خرجت عن إطار المناسبة التي تمت بها أو بسببها، وهي تقديم التهاني بالعيد الـ 82 لتأسيس الجيش العراقي، لإعطاء التوجيهات للجيش وللمليشيات العسكرية الأخرى (جيش القدس وفدائي صدام) كل بحسب اختصاصه ودوره في المواجهة المحتملة، فانه من جانبهم حرص الضباط على إشاعة الاطمئنان لدى الرأي العام بأن جنودهم قادرون على مقاتلة الآلة الحربية الأميركية وإن كانت متفوقة عليهم تقنيا في مجال الطيران والصواريخ، مذكرين باستراتيجية ميدانية مفادها أن أية معركة لا تحسمها سوى القوات البرية والمشاة. وأكد الضباط أن قدرتهم على المقاومة عالية وأنهم لن يفرطوا في عقيدتهم القتالية أمام الهجوم الأميركي المتوقع. وتزامنا مع هذا التطور، شهدت مدن عراقية تظاهرات لاستعراض القوة نفذتها قوات طوارئ محلية وأجهزة حزبية، في عملية غير مسبوقة تهدف إلى توجيه رسالة واضحة مؤداها أن الجبهة الداخلية مهيأة للطوارئ والتطورات المرتقبة.

وبمقدار ما عكست خطة الطوارئ حجم الاستعدادات العراقية التي ظلت غير معلنة إلى وقت قريب فإنها عكست الجو النفسي المحتسب الذي استجاب للتصعيد الأميركي وأسلوب حشد القوات الذي دأبت عليه واشنطن في منطقة الخليج خلال الشهرين الماضيين، وبما يعني أن بغداد اقتنعت تماما بأن كل الخيارات قد تلاشت وأن الاعتماد على النفس لمواجهة احتمال الحرب هو خيار لا مفر منه في ظل الاصرار الأميركي على الحرب.


وزير تركي يصل بغداد حاملا رسالة إلى الرئيس العراقي

مسئول في البنتاغون: أميركا ستهاجم العراق من دون موافقة الأمم المتحدة

عواصم - وكالات

في حين خفف رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير من التوقعات المتزايدة باحتمال وقوع حرب وشيكة ضد العراق، أكد مسئول عسكري أميركي أمس أن بلاده مستعدة للقيام بعمل عسكري ضد صدام حسين من دون الحصول على تفويض جديد من الأمم المتحدة.

من جهة أخرى وصل إلى بغداد أمس وزير الدولة التركي للتجارة الخارجية كورشاد توزان على رأس وفد يضم حوالي 300 من رجال الأعمال والصناعة وعدد من البرلمانيين في زيارة للعراق تستغرق ثلاثة أيام. وصرح الوزير التركي عقب وصوله مطار صدام الدولي بأنه يحمل رسالة من رئيس الوزراء عبدالله غول للرئيس العراقي صدام حسين تتعلق بالوضع القائم ونظرة تركيا إلى هذا الوضع عالميا بالإضافة إلى المقترحات التركية بهذا الخصوص. إلى ذلك، قال نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان أن بلاده ستقوم بحملة دبلوماسية مكثفة لشرح الموقف الحقيقي والأهداف الاميركية وراء الهجمة على العراق بالإضافة إلى توضيح الأمور الخاصة بمدى التعاون مع فرق التفتيش حتى تتمكن من أداء مهمتها بنجاح. وقال رئيس مجلس سياسة الدفاع في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ريتشارد بيرل إن الولايات المتحدة لن تؤجل أي حرب مع العراق حتى فصل الخريف المقبل وقال انها مستعدة للقيام بعمل عسكري ضد صدام حسين من دون الحصول على تفويض جديد من الأمم المتحدة. ونقلت صحيفة (ديلي تليجراف) البريطانية أمس عن بيرل رفضه تلميحات وزراء بريطانيين ومسئولين كبار في الخارجية البريطانية تفيد بأنه يجب ان تنحي جانبا الخطط الخاصة بشن حرب قريبة ضد العراق. وفي موقف أقل شدة، خفف رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير من التوقعات المتزايدة باحتمال وقوع حرب وشيكة ضد العراق عندما قال امام مجلس الوزراء انه يجب منح وفد مفتشي السلاح التابع للامم المتحدة في العراق الوقت الكافي لاكمال مهمتهم. وفي تصريح للتلفزيون العراقي أمس، أشار نائب الرئيس العراقي إلى أن العراق سيقدم كل التسهيلات للمفتشين وسيستمر في التعاون مع فرق التفتيش حتى تؤدي أعمالها بشكل مهني دقيق بعيدا عن التدخلات الاميركية التي تحاول افساد تلك المهمة لتبرير عدوانها على العراق. من جهتها، كررت فرنسا أمس موقفها من معارضتها لفكرة الحرب ضد العراق. وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان بيار رافاران خلال لقاء مع الصحافيين «مازلنا مصممين على معارضة الحرب»، واضاف «اننا نعرف ان الحرب هي ما يبقى اخيرا عندما نجرب كل شيء وكل مبادرة وكل مسعى، وسنبقى على موقفنا هذا». بينما أكد المستشار الألماني غيرهارد شرودر للصحافيين أمس أن ألمانيا العضو غير الدائم في مجلس الأمن منذ الأول من يناير/كانون الثاني، «ستبذل كل ما في وسعها» من أجل تطبيق قرار الأمم المتحدة حول العراق من دون اللجوء إلى الحرب. وعلى صعيد الموقف الأوروبي، أعلن رئيس الوزراء اليوناني كوستاس سيميتيس الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي ان الاتحاد لا يريد حربا في العراق، مؤكدا انه يعود إلى مجلس الأمن الدولي اتخاذ القرار المناسب طبقا إلى الإجراءات المرعية.

من جهة أخرى، قال منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا لصحيفة (لو موند) الفرنسية أمس ان القيام بعمل عسكري ضد العراق سيكون أمرا يصعب تبريره من دون أدلة على وجود برامج أسلحة سرية. وعلى صعيد التنسيق العسكري استعدادا لاحتمال شن الحرب، صرح رئيس الوزراء التركي عبد الله غول أمس بأنه وقع وثيقة تسمح للولايات المتحدة بتفقد قواعد عسكرية في تركيا تمهيدا لحرب محتملة ضد العراق.

وعلى صعيد متصل، قال مسئولون بسلاح مشاة البحرية الأميركية أمس إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمرت سبعة آلاف من أفراد مشاة البحرية في كامب لوجون بولاية نورث كارولاينا بالاستعداد إلى التوجه إلى الخليج إلى جانب قوات أميركية أخرى وأسلحة في تعبئة عسكرية ضخمة استعدادا لحرب محتملة مع العراق. ميدانيا، قال الجيش الأميركي ان طائرات اميركية بريطانية هاجمت خمسة أهداف تابعة للدفاع الجوي العراقي في «منطقة الحظر الجوي» في جنوب العراق أمس ردا على محاولات لإسقاط الطائرات.

من جهته، أكد رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني أمس ان الولايات المتحدة مستعدة لتقديم ضمانات إلى ايران بأنها لن تتعرض لها في حال شن هجوم ضد العراق المجاور. بينما أكد الرئيس الإيراني السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني في تصريح منفصل أمس ان أية حكومة موالية للولايات المتحدة لن تصمد طويلا في العراق. وفي تصريحات اميركية أقل شدة، أكد المنسق الخاص في مكتب العلاقات العامة في الخارجية الاميركية كريستوفر روس أمس من بيروت ان الحشود العسكرية الاميركية في المنطقة هدفها «الضغط» على الرئيس العراقي صدام حسين لتطبيق القرارات الدولية مشددا على أن بلاده لم تقرر حتى الآن ضرب العراق. بينما اعتبرت موسكو أمس ان التقرير الجديد عن الترسانة العراقية الذي قدمه مفتشو نزع الأسلحة أمس الأول الخميس إلى مجلس الأمن في الأمم المتحدة يؤكد إمكان التوصل إلى حل سياسي للأزمة بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية. وكان رئيس انموفيك هانس بليكس ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أكدا الخميس خلال اجتماع مجلس الأمن في نيويورك انهما لم يعثرا على أي دليل يتيح ادانة بغداد.


حماس تدعو العراق إلى إعداد استشهاديين ضد الأميركان

غزة - أ ف ب

دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال تظاهرة بعد ظهر أمس العراقيين إلى إعداد عشرات الآلاف من «الاستشهاديين» لمواجهة القوات الأميركية، مؤكدة مساندتها للشعب العراقي.

وفي تظاهرة للتعبير عن تضامنها مع العراق وشارك فيها أكثر من ألفي شخص في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين، دعا القيادي البارز في حماس عبدالعزيز الرنتيسي العراقيين إلى «تجهيز عشرات الآلاف من الاستشهاديين والأحزمة الناسفة وتفجير أنسفهم في الطغاة الاميركييين».

ودعا الرنتيسي العواصم العربية والإسلامية إلى «الانتفاض على الاستسلام»، مناشدا الجامع الأزهر في مصر «إشعال فتيل الأرض لهيبا على الاميركيين» والسعودية «إشعال فتيل الانتفاضة ضد الغزو الاميركي».


نفي سعودي وليبي لانباء عن تنحي صدام عن السلطة

عواصم - أ ف ب

نفت السعودية - أبرز حليف للولايات المتحدة في الخليج - أمس ان تكون حاولت إقناع الرئيس العراقي صدام حسين بالتنحي عن السلطة لتجنب ضربة ضد العراق. وصرح ناطق رسمي سعودي بأن «وسائل الإعلام تناولت أنباء عن قيام مسئول سعودي كبير بزيارة العراق الشهر الماضي لاستكشاف إمكان قبول صدام حسين التنازل عن الحكم». وأضاف ان «هذه الأخبار ليس لها أي أساس من الصحة».

من جهتها نفت ليبيا رسميا أمس معلومات تحدثت عن احتمال منحها اللجوء للرئيس العراقي صدام حسين في حال نفيه. وقال مصدر في وزارة الخارجية الليبية «لا أساس لما تروّجه بعض الدوائر» في هذا الشأن. وأضاف «لم تجرِ اتصالات (بين ليبيا) وأي كان»

العدد 127 - الجمعة 10 يناير 2003م الموافق 07 ذي القعدة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً