أكد مسئولون أميركيون الأنباء المتداولة عن أن الاحتلال العسكري للعراق لن يشكل عبئا ماليا على الولايات المتحدة. وكشف النقاب في واشنطن عن أن البيت الأبيض يبحث مقترحات لاستخدام صادرات النفط العراقي لتغطية نفقات الاحتلال، التي من شأنها أن تؤجج مشاعر العداء العربي للولايات المتحدة.
وكان الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض مايك أنتون قال إن «عائدات النفط العراقي ستلعب دورا مهما خلال فترة الاحتلال ولكن فقط لصالح الشعب العراقي وإعادة إعمار العراق». غير ان صقور ادارة بوش يدافعون عن مقترحاتهم التي تقضي بالاستيلاء على عوائد النفط كـ «غنائم حرب».
ونسبت صحيفة «نيوزداي» الأميركية إلى مصدر مطلع في الادارة قوله: «هناك أناس في البيت الأبيض يتخذون موقفا بأن كلها غنائم حرب» موضحا: «إننا نأخذ كل أموال النفط إلى أن تكون هناك حكومة ديمقراطية جديدة في العراق». وأضاف المصدر، الذي لم تفصح الصحيفة عن هويته، ان وزارة العدل الأميركية دعت إلى الحذر إذ أن «المحامين في الوزارة غير متأكدين ما إذا كان أي منها (أموال النفط العراقي) يمكن استخدامها أو أن يسيطر عليها كلها كأمانة لشعب العراق». وقال مصدر آخر عمل عن كثب مع مكتب نائب الرئيس ديك تشيني إن عددا من المسئولين في مكتب تشيني أيضا يحثون على أن تستخدم أموال النفط العراقي لتغطية نفقات الاحتلال. وامتنعت الناطقة باسم نائب الرئيس جينيفر ميلروايز عن التحدث عما أسمته «مباحثات سياسية داخلية».
ويذكر أن مكتب الموازنة في الكونغرس ذكر أن تكاليف احتلال العراق ستتراوح ما بين 12 و48 مليار دولار سنويا، ويعتقد المسئولون أن أي احتلال قد يستمر على الأقل 18 شهرا.
ويحتل العراق حاليا المرتبة الثانية في العالم بعد السعودية في احتياطات النفط المؤكدة، ولكن كمية عوائد صادراته النفطية التي يمكن الحصول عليها تعتبر مسألة مفتوحة. ويقدر مكتب الموازنة في الكونغرس أن العراق ينتج الآن نحو 2,8 مليون برميل يوميا ويذهب ثلث عوائده إلى صندوق تعويضات المتضررين من حرب 1991، وتغطية نفقات برامج الأمم المتحدة في العراق وخصوصا عمليات التفتيش عن الأسلحة، بينما يتم استخدام الثلثين لتغطية برنامج «النفط مقابل الغذاء».
ولكن بوجود عمليات حفر واستكشاف جديدة ومعدات جديدة فإن انتاج النفط قد يصل إلى 6 ملايين برميل يوميا.
وكشفت مصادر مطلعة أن وزارة الدفاع (البنتاغون) تلقت الشهر الماضي تقريرا سريا أعده «مركز التقديرات الاستراتيجية والموازنة» في واشنطن عن الدور المستقبلي للقوات الأميركية الخاصة في حرب عالمية ضد الإرهاب وأمور أخرى . وقالت هذه المصادر أن التقرير تم إعداده بناء على طلب المدير المتنفذ لإدارة التقديرات الصافية في البنتاغون أندرو مارشال . ويوصي التقرير بأن تستخدم أموال النفط العراقي لتغطية تكاليف الحرب.
وقالت المصادر ذاتها أن التقرير خلص إلى القول «إن تكاليف الاحتلال وتكاليف الإدارة العسكرية وتزويد الإدارة المؤقتة بالنفقات، سيأتي كله من النفط العراقي».
وتلقى مكتب نائب وزير الدفاع الأميركي بول وولفويتز نسخة من التقرير في 13 ديسمبر/كانون الاول الماضي.
وقال مدير دراسات الموازنة في المركز ستيفن كوسياك إنه «لا يستطيع أن يذكر ما إذا كانت مثل هذه التوصيات قدّمت ولكن إذا قدمت فإنها مجرد إشارة عابرة لشيء فعلناه». ورد الناطق باسم البنتاغون العقيد غاري كيك عما إذا كان البنتاغون يتبنى استخدام النفط العراقي لدفع تكاليف الحرب قائلا: «ليس لدينا أي تعليق رسمي على ذلك». وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي مايك أنتون انه في حال الحرب والاحتلال العسكري فإن عائدات النفط ستستخدم «ليس كثيرا لتمويل العملية والمحافظة على القوات الأميركية بل باعتبارها مساعدات إنسانية للاجئين وربما لإعادة بناء البنى التحتية ومثل هذه الأمور»
العدد 127 - الجمعة 10 يناير 2003م الموافق 07 ذي القعدة 1423هـ