العدد 133 - الخميس 16 يناير 2003م الموافق 13 ذي القعدة 1423هـ

البحرين وريادة فن الصوت

استودع الله لي في بغداد قمرا

يهواه قلبي وعن عيني محجوب

يرضى ويغضب ما احلى تدلله

وكل ما يفعل المحبوب محبوب

وساهمت دور الطرب او دور الغناء الشعبي كثيرا في انتشار الفن الشعبي عموما في القرن التاسع عشر. وكانت الدار تشيّد بطريقة بحيث لا يكون فيها نوافذ حتى لا يتسرب الصوت للناس وقد يزعجهم. وهناك بعض الدور التي تم استئجارها للفنون الشعبية البحرية. ولكل دار اسم تعرف به مثل دار البصرة للفنان محمد بن فارس، ودار لبنان للفنان ضاحي بن وليد، وهي الدور التي يمارس فيها الفن بانواعه مثل الفجري ايضا:

حسبي على اهل الهوى

هم بالهوى ولعوني

عطشان ظميان انا

من يوم ثوبي ذراع

ياهل الهوى ادركوني

بشر به هنية بساع

ولم تقتصر ممارسة الفنون على الدور فقط بل اقيمت في البساتين او في الجلسات الخاصة في الاماكن البعيدة والواحل والبر والمصايف.

ومرت هذه المرحلة الفنية بظروف سياسية واقتصادية واجتماعية صعبة في فترة العشرينات اثر قيام بحارة الغوص بالاحتجاج على القوانين التي تنظم امور الغوص ما اضطر السلطات الى هدم بعض هذه الدور التي تعتبر اندية يجتمع فيها الغواصون. وعلى رغم المنع الذي استمر فترة الا ان الحركة الفنية الشعبية احيت الدور من جديد ودورها الريادي في تنشيط الحركة الفنية.

وساعد دخول التعليم ووسائل الاعلام الاخرى على تعميق النظرة للفن:

ان كان للناس عيد يفرحون به

يا نور عيني فعيدي يوم لقياك

او كان للناس خمر يسكرون به

يا نور عيني في ثناياك

آلة العود

والالآت المستخدمة في فن الصوت العود. وهو الالة الرئيسية في فن الصوت ويقال انه سلطان الصوت والالآت الموسيقية الاخرى.

ويعتبر اسحق الموصلي وزرياب وابراهيم ابن المهدي من اشهر العازفين العرب على آلة العود وبرزوا في العصر العباسي ثم انتقل العود الى الاندلس مع زرياب عندما ارتحل اليها ومنها الى اوروبا.

وعدد اوتار العود عادة خمسة مجاميع ثنائية، كل منها من نوع وتر واحد، واجزاء العود هي:

القصعة: او الصندوق المصوت للعود.

الصدر: أو الوجه وتفتح فيه فتحات تسمى قمرية او شمسية تساعد هذه الفتحات على زيادة رنين الصوت.

الفرس: مربط اطراف الاوتار قرب مضرب الريشة.

الرقمة: وهي قطعة تلصق بين الفرس والقمرية لصيانة وجه العود من تأثير ضرب الريشة وقت العزف.

الرقبة: وهي زند العود وعليها تجلس الاوتار المشدودة عليها.

الانف: او العظمة التي توضع فيها رأس زند العود من جهة المفاتيح لإسناد الاوتار عليها.

المفاتيح: وعددها 12 مفتاحا توضع في ثقوب خاصة ومكانها بعد الرقبة وتستعمل لربط الاوتار ودوزنتها.

الريشة: وهي من جناح النسر تستعمل للنقر على اوتار العود.

الاوتار: وتشمل خمسة اوتار مزدوجة وتشد هذه الاوتار مرتبة بحسب غلظتها وتربط في المفاتيح.

وافضل انواع العود التي تستخدم في البحرين جلبت من مصر وسورية والعراق وقبلها الهند.

الالآت المستخدمة في فن الصوت:

المرواس: طبل صغير الحجم يحمل في يد واحدة وله وجهان مصنوع من جلد الماعز الرقيق بخيوط تشد باستمرار حينما يرتخي الجلد ويضرب على المرواس من جهته العلوية بينما نقرات الاصابع على جهته الاخرى لضبط وزن الايقاع واحيانا تشكل الايقاع وتجلب المراويس من الهند.

والالآت الاضافية المستخدمة القانون والكمان.

اما الترتيب التقليدي لأداء فن الصوت فهو:

الاستهلال، الموال، الصوت، التوشيحة، التقسيم.

الاستهلال: او التحريرة وهي عبارة عن عدة نغمات تردد على العود وتهيئة للغناء ولشد انتباه الحاضرين.

الموال: أو المقطوعة المرتجلة يستخدم فيها الفنان مقطعا من الشعر العربي القديم الزهيري ويكون بمثابة مدخل للصوت.

الصوت: هو الغناء الذي يؤديه المطرب لكافة الانواع المتعارف عليها في الصوت ويؤدي النص الغنائي بالعربية الفصحى وبالشعر الحميني وباللجة العامية المحلية. ويصاحب الغناء الضرب على المرواس.

التوشيحة: غناء جماعي يردده المطرب مع المتلقين وهو المقطع الذي يبشر بانتهاء الاغنية وتعزف التوشيحة على العود ويؤدى على مقام رست.

التقسيم: المقطع الاخير لانتهاء الاغنية يعزف على العود ويؤدى على مقام رست.

أنواع الصوت

هناك عدة انواع او تسميات لفن الصوت متشعبة عن الاسم الاصلي: الصوت. واستخدمت هذه التسميات نسبة الى المناطق والبلدان، فاليماني والصنعاني نسبة الى اليمن وصنعاء، والشحري نسبة الى مدينة الشحر في اليمن ايضا.

كما ينسب الصوت ايضا للايقاع المستخدم. فبعض الاصوات تحمل اسماء مختلفة ولكن ايقاعاتها متشابهة ولاسيما بين مجموعة الاصوات ذات الوزن الرباعي كالشامي والشحري والصنعاني والمروبع.

كذلك تستخدم التسمية نسبة الى اللحن او المقام المستعمل خصوصا وان كل الاصوات مهما كانت انواعها وتسمياتها يستعمل فيها البياتي او السيكا بالحانها المتشابهة. وهناك ايضا النص اذ يرجح بعض الدارسين ان منبع كلمات الاغنية هو الذي يعطي الصوت تسميته . ومن هذا الاختلاف المتعدد نستطيع ان نحصر تسميات فن الصوت في نوعين رئيسيين متعارف عليهما من قبل من يؤدي هذا الفن وهي على النحو الاتي:

1- صوت عربي او عربية: نسبة الى الكلمات الفصحى التي تستخدم في غنائه وايقاعه هو 6/4. يتناسب هذا اللون مع الشعر العربي وهو صعب الغناء.

2- صوت شامي: 4/4.

وهناك تسميات اخرى متداولة لفن الصوت:

- صوت رخيم ابتدع في البحرين.

- صوت صنعاني نسبة الى مدينة صنعاء في اليمن.

- صوت حجازي: نسبة الى منطقة الحجاز في المملكة العربية السعودية.

- صوت شحري: نسبة الى منطقة شحر في اليمن.

- صوت مروبع: نسبة الى ايقاعه.

- الصوت المطور: وهو الذي يغنى ويعزف في ايامنا، وهو الذي يحتفظ بالايقاع التقليدي للصوت ولكنه يحتوي على الحان وجمل موسيقية مختلفة ويمكن اداؤها بفرق موسيقية.

- الزفن: رقصة تصحب الصوت يؤديها راقصان اثنان يقومان باداء حركات ايقاعية متناسقة جيئة وذهابا على طول جلسة الغناء.

- الكف: يؤدى ضرب الكف في المقاطع الموسيقية التي يتوقف فيها المطرب عن الغناء ويقوم الحاضرون او الفرقة الموسيقية بزخرفة اداء الكف مع التقسيم المويقي للعود:

ما عودوني احبابي مقاطعة

بل عودوني اذا قاطعتهم وصلوا

هم يحسدوني على موتي ووااسفاه

حتى على الموت لا اخلو من الحسد

العدد 133 - الخميس 16 يناير 2003م الموافق 13 ذي القعدة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً