حين تراه تظنه ابن (حسب ونسب)، الملابس الأنيقة، النظارة الغالية،غريب، جاء إلى البحرين ملتحقا بعمل، وبعد فترة استغنوا عن خدماته. كان لابد أن يبحث عن عمل آخر، ولأنه من ذلك النوع الذي يحمل طموحا يفوق واقعه، قرر أن ينصب على الآخرين، ساعدته أناقته وملامحه الوسيمة. ولأنه يدرك أن المظهر يغش الناس، قرر أن يستغل هذا المظهر، استطاع من خلال مظهره النصب على رجال ونساء مدعيا أنه مندوب إحدى الشركات، ووقع الكثير في هذا الفخ. وقف أمام القاضي مخفيا جزءا كبيرا من وجهه بنظارة سوداء، تحدث قائلا: «لو كل إنسان كان يعرف مصيره لما فكر لحظة في ارتكاب خطأ، ولو كنت أعرف أن السجن سيكون مصيري لما نصبت على... (وتوقف عن الكلام، وانسابت دموع الندم.
ورفعت الجلسة) هؤلاء الناس، أعترف انني نصبت واحتلت على الكثيرين، ولكنني كنت أختار الأثرياء لأنني اعرف أن لديهم الكثير، لم أفكر يوما في أن احتال على الفقراء، أو متوسطي الدخل... عرفت بعد فوات الأوان أن السرقة هي السرقة، والحرام هو الحرام، والمهم أن يقنع المرء برزقه ولا ينظر إلى ما عند الآخرين حتى لا يصل إلى مصيري نفسه»
العدد 134 - الجمعة 17 يناير 2003م الموافق 14 ذي القعدة 1423هـ