إن حوادث السرقات أخذت بعدا خطيرا، ففي كل يوم نسمع ونقرأ في صحفنا المحلية عن سرقات هنا وهناك، تتعرض لها المنازل والشقق والدور السكنية والمحلات التجارية ، وحتى حضانات الأطفال، والسرقات الكثيرة والمتكررة للهواتف النقالة سواء من أصحابها أو من محلات بيع الهواتف، وما إليه من سرقات متنوعة واحتيالات مختلفة.
ولقد تطورت مع تلك السرقات، حالات اعتداء على الأعراض، وهناك حالات من إثارة الشغب، كما حدث ليلة رأس السنة الميلادية، وغيرها من حوادث مرور مروعة، راح ضحيتها أبرياء، نتيجة تهور وطيش بعض السواق من الشباب المتهور، وغيرها من حالات تمس أمن واستقرار المواطن والمقيم، وتؤثر من قريب أو من بعيد على أمن هذا الوطن واستقراره، وعلى الاقتصاد القومي للبلاد.
إن انفلات زمام الامور، وعدم السيطرة على جماح تلك الحوادث وغيرها يؤثر سلبيا على سلامة وأمن واستقرار البلاد برمتها، ويعد خرقا وتهديدا للأنظمة والقوانين وسيادة البلاد وأمنها واستقرارها.
ويجب في المقابل أن تتضافر الجهود، وتتحرك كافة الجهات في البلاد لدراسة وبحث أبعاد وتداعيات هذه الحوادث وتطوراتها، وإيجاد الحلول السريعة والناجعة لوقفها، واتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة للقضاء عليها نهائيا.
إن ما يقلق المواطن واستقراره في الوقت الجاري، هو ارتفاع وتيرة السرقات والتي تسجل في الغالب ضد مجهول، ولم يتم التوصل إلى مرتكبيها، فجميع الخيوط التي توصل لمرتكبي جرائم السرقة المتكررة مقطوعة، وهذا يدل على أن المنفذين لهذه السرقات هم من المتخصصين وأصحاب خبرة قد تكون دولية، ولا يستبعد وجود عصابات (مافيا) مختصة في حوادث السرقات والإجرام، وهذا يتطلب من الجميع التحرك سريعا للتصدي وإتخاذ الإجراءات كافة، وحتى لو استدعى الأمر الاستعانة بخبرات من الدول الأخرى، للتوصل وكشف ووقف تلك التجاوزات الأمنية في البلاد.
إن من أعظم النعم هي نعمة الأمن والأمان، وإننا أصبحنا ننام ونحن جد قلقون بأن يقتحم هؤلاء اللصوص منازلنا في أية لحظة، ليس خوفا على ما سيسرقون من ذهب وأموال ومقتنيات ثمينة، ولكن خوفا على أمننا وسلامتنا وشرفنا وعرضنا، فمن يضمن لنا ذلك؟ وها نحن نسمع ونقرأ يوميا، عن حدوث سرقات وقد نفذ الفاعلون بجلدهم، وسجلت القضية ضد مجهول.
حقا إن ما يحدث يجعل المرء مشدوها وحائرا لا يدري ماذا يفعل، وكيف يتصرف، فالذين يقومون بهذه السرقات، ويختفون عن الأنظار بهذه القدرة الفائقة، وكأنهم يرتدون طاقيات الإخفاء، يجعلنا ننبهر ونستغرب لهذه القوة الخفية لهؤلاء البشر، الذين لا نعرف عنهم هل هم من الإنس أم من الجن.
إننا لا نخيف الناس ولسنا في موقع التشكيك أو الإساءة إلى أحد، أو حتى التقليل من قدرة او كفاءة أحد، ولكننا أردنا شحذ الهمم، وإثارة النخوة لحماية أمن واستقرار المواطن والوطن، ولوقف كل ما من شأنه أن يؤثر ويقلق المواطن واستقراره النفسي والاجتماعي، وحتى تكون بلادنا الحبيبة، واحة فيحاء للأمن والاستقرار والأمان.
محمد خليل الحوري
العدد 134 - الجمعة 17 يناير 2003م الموافق 14 ذي القعدة 1423هـ