العدد 135 - السبت 18 يناير 2003م الموافق 15 ذي القعدة 1423هـ

العثور على وثائق عن اليورانيوم المخصّب... والعراق يخشى نبش القبور وهدم المساجد

مظاهرات عالمية حاشدة منددة بالحرب على العراق

فيما تم الإعلان أمس عن العثور على حوالي ثلاثة آلاف صفحة باللغة العربية حول اليورانيوم المخصب في منزل أحد العلماء العراقيين، ما اعتبره المفتشون دليلا على عدم التعاون، لم يخف مسئولون عراقيون خشيتهم أن تطول عمليات التفتيش المقبلة المقابر وهدم أجزاء من الجوامع بغية الوصول إلى ما يعتقد بوجود مخابئ للسلاح في أسفلها.

فقد أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أمس السبت أن مفتشي الأمم المتحدة عثروا الخميس الماضي في منزل احد العلماء العراقيين على ثلاثة آلاف صفحة من الوثائق التي أهملتها السلطات العراقية وتتحدث عن تكنولوجية لتخصيب اليورانيوم يمكن استخدامها في صنع قنبلة نووية.

وفي مقابلة مع شبكة «سي.ان.ان» الأميركية برفقة كبير المفتشين الدوليين هانس بليكس في لارنكا (جنوب قبرص) أشار البرادعي إلى أن الوثائق تعود إلى الثمانينات. وقال: «حصلنا على نحو ثلاثة آلاف صفحة من وثائق أصلية باللغة العربية (...) يبدو أنها تتحدث عن تكنولوجية لتخصيب اليورانيوم وتخصيب الليزر التي تستخدم في صنع قنبلة نووية».

وأضاف «كنا نعلم أن هذه التكنولوجيا موجودة في العراق منذ نهاية الثمانينات ولكن لم نتوصل إلى الوثائق الأصلية حتى الآن وهذا بالذات ما كنا نريد أن نلح عليه: يجب أن يبدي العراق تعاونا أكثر ومن المفترض ألا نعثر بأنفسنا على هذه الوثائق».

وفي الوقت نفسه، أعرب مسئولون عراقيون عن خشيتهم من أن تكون العمليات التفتيشية المقبلة أكثر فظاظة وحدة، وأنها قد تصل إلى نبش القبور وهدم بعض أركان الجوامع المعروفة والحديثة لتوافر معلومات استخبارية باحتمال وجود مخابئ للأسلحة تحتها.

في الوقت نفسه، شارك آلاف المتظاهرين من مختلف أنحاء العالم في مظاهرات حاشدة عمت غالبية المدن في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة وكندا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط للمشاركة في تلك الحملة الدولية المناهضة للحرب.

وتجمع آلاف من المتظاهرين في واشنطن أمس وفى عدد من المدن الأميركية الكبرى للاحتجاج على إجراء عسكري محتمل ضد العراق.

كما عمت المظاهرات أيضا حوالي أربعين مدينة فرنسية، ونظمت سلسلة تظاهرات في بريطانيا وايرلندا أمس احتجاجا على حرب محتملة في العراق خصوصا مع تنظيم تظاهرات في لندن وتجمع في مطار شانون الايرلندي يستخدمه الجيش الأميركي.

وفي ايرلندا شارك نحو ألف شخص في تظاهرة سلمية في مطار شانون (غرب) احتجاجا على استخدامه لتزويد الطائرات العسكرية الأميركية بالوقود.

وفي عشر مدن يابانية، بدأت المظاهرة التي جرت في طوكيو بتجمع لحوالى 5000 من المواطنين في إحدى الحدائق العامة ثم سارت بعد ذلك مخترقة شوارع وسط المدينة رافعة الشعارات الداعية للسلام والرافضة للحرب وكان من بين المتظاهرين بعض الأجانب من بينهم أميركي رفع لافتة قال فيها إنه يخجل من كونه مواطنا أميركيا.


ماهر: الفرصة قليلة أمام الرؤساء للمشاركة في الاجتماع الذي دعت إليه تركيا

العراق: المفتشون ينبشون القبور بحثا عن أنفاق أسلحة

عواصم - عصام العامري - وكالات

كشفت مصادر مقربة من المفتشين الدوليين أن بغداد قامت بتسليم المفتشين اعلانا جديدا عن مواقع انشطتها للمواد المزدوجة الاستخدام يوم الخميس الماضي. وقالت هذه المصادر لـ «الوسط» أن الاعلان الذي تسلمه المفتشون التابعون للوكالة الدولية للطاقة الذرية ولجنة الأنموفيك قد جاء قبل 48 ساعة من وصول هانس بليكس ومحمد البرادعي الى بغداد في زيارة يمكن ان تشكل منعطفا حاسما في استمرار وعمل المفتشين.

وقال مسئولون عراقيون «انه لاغراض التحقق من صحة هذه المعلومات الاستخبارية او كذبها فإن عمليات التفتيش ستكون اكثر حدة وفظاظة خلال الأيام القليلة المقبلة من بينها، نبش القبور وتهديم بعض أركان الجوامع المعروفة في بغداد، ومنها الجوامع المشيدة حديثا، إذ ان المعلومات الاستخبارية تقول ان بعض الانفاق موجود تحت مقبرة الكرخ وبعضها موجود تحت بعض الجوامع التي تم بناؤها حديثا». كما توقعت هذه المصادر ان تمارس أعمالا استفزازية تمتحن الصبر العراقي.

وأعلن وزير الاعلام المصري صفوت الشريف أمس ان الرئيس المصري حسني مبارك اكد على اهمية ان يكون للعراق «موقف واضح وخطاب يخاطب به العالم في هذه المرحلة، وان يكون لديه الالتزام بتنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الامن حتى يمكن ان يجنب الشعب العراقي احتمالات الحرب المتوقعة».

وكان وزير الاعلام يتحدث الى الصحافيين بعد اجتماع عقده الرئيس المصري أمس مع رئيس الحكومة عاطف عبيد ووزراء آخرين للبحث في «انعكاسات احتمالات الاعمال العسكرية ضد العراق والآثار الخطيرة التي ستنعكس اقتصاديا على المنطقة بشكل عام ومصر بشكل خاص».

وعلى صعيد التحرك الدبلوماسي العراقي، تسلم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أمس رسالة من الرئيس العراقي صدام حسين تتعلق بالاوضاع في العراق، وذلك خلال استقباله نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز في العاصمة الليبية.

وصرح طارق عزيز لدى وصوله الى طرابلس «تندرج هذه الزيارة في اطار المساعي (العراقية) الرامية الى توضيح الموقف العراقي في مواجهة التهديدات الاميركية».

من جهة اخرى، كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى النقاب عن وجود مشاورات عربية لبلورة تصور مشترك بشأن الدعوة التركية لعقد قمة سداسية عن المسألة العراقية. وكانت تركيا وجهت دعوة للاردن ومصر والسعودية وسورية وإيران للمشاركة في المؤتمر.

وأوضح موسى، أن الزيارة التي يقوم بها الى مصر يوم الثلثاء المقبل وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل تأتي في أطار هذه المشاورات الرامية الى ايجاد تفاهم عربي عام على الخطوات المقبلة.

وقال، إن المفهوم العام للدعوة التركية هو محاولة تجنيب العراق أعمال الخيار العسكري وما قضت به قرارات مجلس الامن الدولي.

من جانبه صرح وزير الخارجية المصري احمد ماهر بأن الفرصة قليلة امام رؤساء الدول المدعوة للمشاركة في الاجتماع الذي دعت اليه تركيا لبحث المسألة العراقية، وقال ان الرؤساء لديهم مسئوليات مسبقة.

جاء ذلك ردا على اسئلة المحررين الدبلوماسيين أمس عن جميع التفاصيل الخاصة بهذا الاجتماع.

وقال وزير الخارجية ان مصر قبلت الدعوة للمشاركة في هذا الاجتماع من حيث المبدأ.

من جانبها تحركت الحكومة الالمانية سريعا أمس لنفي تقرير بأنها لن تصوت لصالح شن ضربة عسكرية ضد العراق في حال صدور قرار ثان عن مجلس الامن الدولي. إلا أن المتحدث باسم الحكومة في برلين قال: إن ألمانيا لم تقرر بعد موقفها بشأن قرار ثان عن العراق.

من جهة اخرى قال وزير الدفاع التركي وجدي جونيل أمس انه ليس هناك طلب بخصوص دخول تركيا في عملية عسكرية محتملة ضد العراق. وذكر وزير الدفاع التركي في تصريحات له أمس أن أي ضغط اميركي على تركيا في هذا الاتجاه غير مطروح وغير قابل للمناقشة، مشيرا الى مسألة انه سيكون هناك تدخل عسكري ضد العراق في هذا التوقيت لايتأسس على معلومات حقيقية.

من جهة أخرى طالب وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان «بالتدخل لدى دولة الكويت لحثها على احترام المنطقة المنزوعة السلاح واحترام تعهداتها بموجب قرارات مجلس الامن».

واكد صبري في رسالة بعث بها الى عنان ان «ما ترتكبه الطائرات الاميركية والبريطانية المنطلقة من قواعدها في الكويت او من خلال اجوائها من قصف جوي لمواطنين عراقيين ومنشآت عراقية مدنية اضافة الى التمرينات العسكرية المشتركة التي تقوم بها القوات الاميركية والكويتية تعد اعمالا ترقى الى مستوى حرب غير معلنة ضد العراق وتتطلب تحميل القائمين بها المسئولية القانونية الدولية».


بليكس يقول إن العراق لم يتعاون بالكامل

نيقوسيا - رويترز

قال رئيس لجنة التفتيش عن الأسلحة التابعة للأمم المتحدة هانز بليكس أمس ان العراق لم يبد تعاونا كافيا وحقيقيا وان العالم ليس قريبا من معرفة ما إذا كان العراق يمتلك أسلحة للدمار الشامل ام لا.

وقال بليكس الذي وصل إلى قبرص عشية زيارة لبغداد اليوم (الأحد) انه سيوضح للمسئولين العراقيين «خطورة» عدم التعاون مع المفتشين. ومضى يقول للصحافيين ان المفتشين تمكنوا من «دخول المواقع في كل مكان وهذا جيد إلا انه من حيث الجوهر لم يبد تعاونا كافيا. يجب أن يكون هناك تعاون حقيقي وصادق». وقال بليكس في مقابلة مع شبكة (سي.ان.ان) انه كان يجب على العراق ان يعلن الرؤوس الحربية او يدمرها. ولكنه قال: ان من الواجب اخذ اكتشاف هذه الرؤوس في الاعتبار لانها لم تحتو على مواد كيماوية.


شركات عالمية تنفي مزاعم عن تعاونها في برامج التسليح العراقي

واشنطن - أ ش أ

ذكرت شبكة «سي ان ان» الاخبارية الاميركية ان العراق قدم لمجلس الامن قائمة بأسماء الشركات التي عاونته في برامجه لما يعرف بأسلحة الدمار الشامل تشتمل على 56 شركة معظمها من اوروبا الا ان غالبية هذه الشركات نفت تورطها في هذه البرامج على رغم اعترافها بتعاونها مع العراق. وأضافت الشبكة ان المانيا جاءت على رأس هذه القائمة ولها اربع عشرة شركة تليها هولندا وسويسرا ولكل منهما ثلاث شركات ثم فرنسا والنمسا والولايات المتحدة ولكل منهما شركتان وغيرها من الشركات. وقالت «سي ان ان» ان الشركتين الاميركيتين الواردة اسماؤهما في القائمة توقفتا عن العمل احداهما (الحداد) والثانية (الكالاك) حكم عليها بغرامة العام 1998 بمقتضى القانون الاميركي بعد اتهامها بتصدير كيماويات يمكن استخدامها في تصنيع غاز الخردل ولكنها كانت موجهة إلى دولة اخرى غير العراق حسب المتحدث باسم المالك الجديد للشركة

العدد 135 - السبت 18 يناير 2003م الموافق 15 ذي القعدة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً