العدد 135 - السبت 18 يناير 2003م الموافق 15 ذي القعدة 1423هـ

الزواج... شروطه ومتطلباته؟

نحلم بكل هذا بعيدا عن معايشة الواقع متناسين أن الزواج هو رباط روحي ومعنوي قبل كل ما سبق وأن له شروطا ومتطلبات تفوق أحلامنا هذه، وشروطه الشرعية معظمنا قادر على تحقيقها ولكن شروطه الدنيوية هي ما ينهكنا ويجعلنا ندخل في دوامة لا تنتهي. ولابد لنا هنا من وقفة عند بعض هذه الشروط لدى غالبيتنا، فكل ما سبق هو مجرد أحلام سرعان ما تتبدد بمجرد الخوض الجدي في إيجاد شريكة أو شريك الحياة فنرى ذلك الشاب يتنازل عن معظم أحلامه التي كان يرسمها ليجد نفسه في نهاية المطاف وقد أستحوذ على شرطين أساسين هما العفة والدراسة اللذان لن يتنازل عنهما، هذا طبعا بعد رؤيته للفتاة والأخذ بالاعتبار رضاه عن جمالها، ونرى الفتاة وقد تدرجت من أحلامها الكبيرة في ارتباطها بفارس أحلامها واستبقت على أهم ما كانت تطالب به، فمتطلباتها تقلصت واقتصرت على أنه لابد لهذا الشاب أن يعمل وأن يكون قادرا على دخول معترك الحياة بقوة وليس لزاما أن يعمل براتب خيالي ولكن المهم هو استطاعته أن يوفر لها مناخا جيدا للسكن ويوفر لها الستر ويستطيع أن يذلل لها مصاعب الحياة إذ كانا يراقبانها عن كثب ويحاسبانها باستمرار عن تصرفاتها.

هناك من يقول: أريدها جامعية ولا أريدها أن تعمل!، البعض يعلل ذلك بأن الوظيفة تشغلها عن وظيفتها الأساسية في المنزل بصفتها زوجة وأما، والبعض الآخر لا يضمن ظروف عملها ومع من تعمل وأوقات دوامها! لنقف هنا لحظة، ما ذنب هذه الفتاة وقد سخرت من عمرها 4 أو 5 سنوات ولربما أكثر لنيل شهادة في تخصص معين ولديها ميول وطموح في جني ثمار الدراسة في العمل واكتساب الخبرة، وأيضا ما الخطأ في أن تعمل ما دامت تقوم بواجباتها على أكمل وجه باعتبارها زوجة وأما، وكلنا يعلم ظروف الحياة هذه الأيام وكم هي صعبة وعمل الزوجة بجانب زوجها يعينهما على ظروف الحياة، على الأقل يعين المرأة على تلبية حاجياتها التي غالبا ما يشتكي منها الزوج وبالتالي تكون قد خففت عنه حمله، إذا لماذا يريدها جامعية، ربما لتكون مصدر فخر له بين أقرانه ولكي تفهمه ويسهل التعامل معها وحتى لا تجد صعوبة في تربية أولادها وتعليمهم بعد ذلك، وكأن الجامعيات فقط أو جميعهن يتقن هذه الأمور! بعضهم - حين إصرار الفتاة على العمل - يشترط أن تعمل في قطاع الحكومة لا القطاع الخاص وكأنها تملك قرار التوظيف وهو سهل ميسر في يديها وجميعنا يدرك مشكلة البطالة وتداعياتها هنا في البحرين!، أو مدرّسة، لماذا بالذات مدرّسة؟!، قد يكون لأنها تعمل في القطاع الحكومي ولها دوام معين ولا تخالط الرجال. أتساءل؟ هل ذلك بسبب انعدام الثقة بزوجة المستقبل؟ أم البعض يفكر في المرأة فقط بصفتها زوجة له وأما لأولاده وينسى أنها إنسان لديه ميول وطموح ويسعى لتحقيقها؟ أم هو يضع هذه الشروط فقط من أجل لا شيء؟

اما عن العمل فنحن نعلم أن عصرنا الحالي من الصعب أن يتحمل المرء لوحده أعباء الحياة، لهذا فهو يحتاج لمن يتحمل عنه ولو القليل من هذا العبء فهذا ليس عيبا إذا طلب زوجة تكون متعلمة وتعمل من اجل مساعدته والتعاون مع بعضهما البعض على مسئوليات هذه الحياة وحتى الزوجة يكون من شروطها على الزوج أن تعمل هي أيضا فوضع مثل هذه الشروط تكون أفضل وأنجع لحياة زوجية متفاهمة من دون مشكلات كبيرة تؤدي إلى الطلاق، أهم شيء هو التفاهم. كثيرا ما نجد ان من لا يحمل الشهادة الإعدادية، يريدها جامعية! وهو ليس في عجلة من أمره، فسيبحث ويبحث ويقابل الواحدة تلوى الأخرى .

زهير الغتم

العدد 135 - السبت 18 يناير 2003م الموافق 15 ذي القعدة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً