العدد 137 - الإثنين 20 يناير 2003م الموافق 17 ذي القعدة 1423هـ

ليبيا تترأس لجنة حقوق الإنسان

على رغم معارضة واشنطن

على رغم المعارضة الشرسة التي أبدتها واشنطن تمكنت ليبيا أمس من الوصول إلى رئاسة لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بفضل غالبية واسعة وفرتها لها 33 دولة من الدول الأعضاء الثلاث والخمسين.

وللمرة الأولى في تاريخ اللجنة التي تأسست العام 1946 جرى هذه السنة تعيين رئيس اللجنة عبر اقتراع سري بناء على طلب من الولايات المتحدة التي عارضت اختيار ليبيا من قبل مجموعة الدول الإفريقية. وفي السابق، كانت إحدى المجموعات الجغرافية الخمس في اللجنة تعين المرشح الذي يصادق عليه برفع الأيدي. ومنذ بدء الدورة أمس قدمت الولايات المتحدة طلبا للرئاسة البولندية لإجراء تصويت، والدول الإفريقية لم تعارض ذلك على رغم اعتبارها هذا الأمر «مؤسفا».


ليبيا تصف انتخابها على رأس لجنة حقوق الإنسان بأنه «انتصار عظيم»

طرابلس - ا ف ب

وصفت ليبيا انتخابها أمس رئيسة لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة على رغم معارضة الولايات المتحدة، بأنه «انتصار عظيم».

واعتبر وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم اختيار ليبيا لرئاسة هذه اللجنة «شهادة عالمية على جدارة ليبيا لأن تكون راعية لحقوق الإنسان في العالم ومراقبة للالتزام بهذه الحقوق طيلة مدة رئاستها التي اختارها العالم لها وتزكية من الدول الإفريقية التي رشحتها لهذه المهمة الإنسانية العالمية». وأضاف ان ذلك «لان إفريقيا تعرف ان ليبيا هي الأجدر بالدفاع عن حقوق الإنسان في العالم».

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الليبية حسونة الشاوش «انه انتصار عظيم وقد جسد آمال المقهورين في العالم وأعطاهم حقهم».

ورأى ان انتخاب ليبيا بغالبية الأصوات في ختام عملية تصويت بناء على طلب الولايات المتحدة، يمثل «اعترافا دوليا تاريخيا بسجل ليبيا الناصع في ميدان حقوق الإنسان».

وجاء في بيان للخارجية الليبية ان «ليبيا ستبذل جهدها لإنجاح هذه الدورة والنهوض بحقوق الإنسان في العالم كافة».

وقد طالبت الولايات المتحدة التي عارضت بشدة اختيار دولة معروفة، برأيها، «بانتهاك حقوق الإنسان ودعم الإرهاب»، بإجراء تصويت بشأن هذه المسألة فيما كان التعيين يتم بالتوافق تقليديا. وتم انتخاب نجاة الحجاجي سفيرة ليبيا لدى الأمم المتحدة في جنيف بغالبية 33 صوتا لرئاسة الدورة الـ 59 للجنة حقوق الإنسان الدولية. وقد عارضت ترشيحها ثلاث دول وامتنعت 17 دولة عن التصويت. وتضم اللجنة 53 دولة عضوا. من جهته قال وزير الوحدة الإفريقية علي عبد السلام التريكي ان «هذا الاختيار قد مسح كل الأكاذيب والادعاءات الباطلة التي كانت تروجها الدوائر المعادية للحق ولسلطة الشعب المطبقة في ليبيا».

وحرص الشاوش على توجيه «الشكر للدول الصديقة التي وقفت مع الحق ورفضت الضغوط وخصوصا الدول العربية والأوروبية وخصوصا فرنسا وايطاليا وبريطانيا».

وتتولى الرئاسة الدورية للجنة حقوق الإنسان الدولية سنويا إحدى المجموعات الجغرافية الخمس التي تتألف منها. وكان من حق الدول الإفريقية هذا العام ان تختار الرئيس.

وقال «ان هذا اليوم هو يوم إفريقيا الجديد الذي انتصرت فيه إفريقيا بليبيا وليبيا بإفريقيا».

ومن جانبه اعتبر التلفزيون الليبي ان «محاولات أميركا فشلت بعد ان رفضت الدول الضغوط الأميركية وبقيت أميركا لوحدها. وأضاف ان نجاح ليبيا هو الرد الساحق من دول العالم لأميركا وان رصيد ليبيا بين المواثيق والعهود أنها تحترم حقوق الإنسان وتقدسها».

من جهته انتقد نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي الدول التي عارضت ترشيح ليبيا لرئاسة لجنة حقوق الإنسان قائلا إنها «دول لا تتعامل مع هذا الملف بشفافية وأخلاق الملائكة المنزهين».

وقال سيف الإسلام القذافي في رسالة وجهها إلى وزير الخارجية الكندي بيل غراهام ان «ملف الولايات المتحدة وكندا فيه الكثير من الخروقات والتجاوزات لحقوق الإنسان وتتعامل مع هذا الملف (ترشيح ليبيا لرئاسة لجنة حقوق الإنسان) بتوظيف سياسي لا يراعي الأسس والمبادئ الصحيحة».

وأضاف في الرسالة ان «ملف الولايات المتحدة في مجال حقوق الإنسان ليس بأفضل من الملف الليبي» مذكرا «بالخروقات التي تمارس بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول»

العدد 137 - الإثنين 20 يناير 2003م الموافق 17 ذي القعدة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً