وقعت رئيسة جامعة الخليج العربي رفيعة غباش اتفاقا الأسبوع الماضي مع حرم خادم الحرمين الشريفين سمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم الابراهيم يقضي بتقديم دعم مالي للجامعة بقيمة ستة ملايين دولار (حوالي 23 مليون ريال سعودي). بغرض إنشاء مركز لعلوم الموروثات والأمراض الوراثية في الجامعة، ومن المتوقع أن يتم افتتاح مقره المؤقت خلال شهرين. وتدرس الجامعة بحسب غباش إنشاء المقر الدائم في المساحة الواقعة بين الجامعة ومجمع السلمانية الطبي وسيتم رفع الطلب بذلك إلى وزير الصحة خليل حسن قريبا. وذكرت أن سمو الأميرة وعدت بموازنة للمركز مستقبلا، أما في الظروف الحالية فالجامعة قادرة على تشغيل المركز بما تمتلك من قدرات مالية وإنسانية. وبالنسبة إلى الموازنة التشغيلية السنوية للمركز فستتضح خلال الأشهر المقبلة، وأكدت على أن الجانب المادي لن يعيق استمرار العمل في المركز. وأضافت أنه جار تجهيز ثمانية مختبرات في كلية الطب وتزويدها بأجهزة متطورة، كما تم تعيين مدير علمي للمركز واستقطاب الاختصاصيين كافة في هذا المجال في وزارة الصحة ومستشفى قوة الدفاع للتعاون معهم. وأشارت إلى التعاون مع عدد من المراكز العلمية المتخصصة في المنطقة وخصوصا مستشفى الملك فيصل التخصصي في المملكة العربية السعودية. وذكرت في المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس أنه سيتم تنظيم عدة زيارات إلى مراكز الموروثات المشابهة في منطقة الخليج لعقد اتفاقات تفاهم تهدف إلى التعاون وتنسيق العمل بينها. كما ستنظم زيارات قريبة إلى كل من فرنسا وبريطانيا للتعرف على التغيرات الجديدة في مجال الأمراض الوراثية، إضافة لذلك من المقرر زيارة اثنين من الاختصاصيين الفرنسيين إلى الجامعة للتعاون معهم والاستفادة من خبراتهم في مجال الموروثات. كما أشارت غباش إلى دراسة مسحية وميدانية شاملة تقوم بها الجامعة للتعرف على الأرقام الحقيقية للأمراض في المنطقة وذلك خلال الأسابيع المقبلة. والتعرف على أنواع الأمراض الوراثية المنتشرة وأسبابها وذلك بهدف التدخل المبكر لمنع انتشارها. من جانبه قال نائب رئيسة الجامعة رياض حمزة إن التبرع يدل على أهمية إنشاء مراكز تخصصية في المنطقة والتأكيد على ضرورة تقديم خدمات نوعية في تخصصات مختلفة إثراء للبحث العلمي. والنهوض بمستوى الخدمات الصحية والأكاديمية في الوطن العربي. وذكر عميد كلية الطب حسام حمدي أن إنشاء المركز يتماشى مع توجيهات وزير الصحة خليل حسن في الاهتمام بمشكلات الأمراض الوراثية في المملكة. الأمر الذي يبرز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية في دول الخليج. وأشار إلى التنسيق مع معامل الصحة في هذا المجال إضافة إلى عدد من الاختصاصيين في الوزارة ومن بينهم مديرة المختبرات الوراثية وعضو المركز شيخة العريض. وفي إشارة منه إلى أبرز أهداف المركز قال إنه يقدم خدمات تشخيصية وعلاجية وإرشادية، كما أن له دورا كبيرا في التثقيف الصحي في مجال الأمراض الوراثية. وتكوين الكوادر العلمية في هذا المجال وكذلك تدعيم الاتجاهات البحثية، إضافة إلى إنشاء قواعد بيانات ومعلومات توضح حجم المشكلة التي يتم بناء عليها إتخاذ قرارات تسهم في حلها. من جانبه وضح المدير العلمي للمركز معز بخيت أن المركز يسعى لتوسعة مفهوم الطب الجزيئي وهو من أحدث فروع الطب التي تعني التعامل مع الجزيئات التي تنظم وظائف الجسم وينتج عن أي خلل فيها مرض ما. إذ أن المركز يتعامل مع الجزيئات ويبحث فيها، كما أشار إلى أن عددا من الفنيين وطلبة الدراسات العليا والأطباء بدأوا في الإعداد للبحوث والدراسات التي تشمل مجال العلاج والتشخيص في هذا المجال. ويشار إلى أن المركز يهدف إلى حصر الحالات المرضية لكل أنواع الأمراض الوراثية ومنح خدمات متكاملة تشخيصية وعلاجية في الشائع منها في المنطقة. والعمل على تقليل نسبة مضاعفات الأمراض وآثارها على المرضى، وكذلك الارتقاء بالمستوى المعرفي والمهارات السريرية والتقنية في علوم الوراثة لدى العاملين في القطاع الصحي. إضافة إلى الاضطلاع بدور مهم في دعم وإجراء البحوث المتعلقة بالأمراض الوراثية، والعمل على رفع المستوى الصحي في الأمراض الوراثية لدى الفرد والمجتمع ومعرفة أسبابها وطرق تشخيصها وآثارها الصحية. ويضم المركز عدة أقسام منها قسم الخدمات التشخيصية والعلاجية الذي يضم ثلاث وحدات هي الوراثة الاكلينيكية، والكيمياء الحيوية، والوراثة الجزيئية، وأمراض المناعة. وقسم الخدمات المساندة الذي يضم وحدة المسح الصحي، والارشاد الأسري، والتثقيف الصحي ووحدة المعلوماتية. إضافة إلى قسم البحث والتطوير الذي تتمثل أبرز مهماته في إجراء البحوث المختبرية والسريرية ووضع برامج التعليم العالي وتطوير مناهج علم المورثات
العدد 142 - السبت 25 يناير 2003م الموافق 22 ذي القعدة 1423هـ