العدد 156 - السبت 08 فبراير 2003م الموافق 06 ذي الحجة 1423هـ

عودة الصليبي: من بطولة مردوخ

وضع فيلم جديد يتحدث عن اجهاض العدالة في احدى مناطق استراليا النائية في الخمسينات، الاعلامي الكبير روبرت مردوخ في دور الصليبي المدافع عن حقوق المظلومين.

الفيلم الاسترالي البريطاني «أسود وأبيض Black & White» مبني على اساس قضية ماكس ستوارت، احد السكان الاصليين الذي حكم عليه بالاعدام شنقا لاغتصابه ماري هاتام التي تبلغ من العمر تسعة اعوام، بالقرب من مدينة سيديونا الواقعة في جنوب استراليا في العام 1958م.

وقد كان الدليل الوحيد الموجود ضد ستيوارت الأمي، هو اعتراف مصاغ بلغه انجليزية راقية المستوى وقد ادعى المتهم بعدها ان هذا الاعتراف مصاغ من قبل رجال الشرطة. وقد وجد محاميه ديفيد اوسيلفيان تعاطفا غير متوقع من الشاب مردوخ الذي ورث صحيفة «الادليادا»، وهي الصحيفة الاقليمية التي بنى عليها ما اصبح بعدها امبراطورية عالمية.

واستخدم رجل الاعمال الاعلامي الصحف ليشن حملة قوية يطالب فيها بتحقيق العدالة لستيوارت واضعا نفسه في صراع مع مؤسسة «ادليادا» التي قال عنها ساخرا في احد مشاهد الفيلم «انها انجليزية اكثر من الانجليز».

وعندما تم عرض «اسود وابيض» في سيدني كبت الجمهور ضحكاتهم لتصوير شخصية مردوخ الذي لعب دوره ممثل استرالي شاب هو بن مندلسون، ولكن منتجة الفيلم هيلين ليك تقول إنه قريب بشكل كبير من الحقيقة.

وتضيف قائلة: «تولى روبرت ادارة الصحيفة بعد وفاة والده، وقد كان شابا طموحا ومثاليا وفوق كل ذلك كان مجازفا». كان مردوخ في السابعة والعشرين من عمره وقت حدوث قضية ستيوارت التي قسمت المواطنين إلى قسمين، وأدت إلى حدوث اصلاحات في جهاز القضاء. وقد درس في جامعة اوكسفورد التي كان يصعب دخولها كما هو الحال الآن، وكانت له سمعة كشخص يساري. وكان الناس على قناعة بأنه يحمل التزاما عاطفيا مع العدالة الاجتماعية في تلك الأيام بما فيهم ستيوارت نفسه الذي أُطلق من السجن في العام 1972 وأصبح رجلا محترما يقدم النصيحة إلى رجال قبيلته.

ستيوارت واثق بأن مردوخ انقذه من المشنقة ويقول انه يتذكر رؤيته في قاعة المحكمة.

ويضيف قائلا: «المحامي اخبرني بأنه يريد الوصول الحقيقة». المدهش في الامر هو ان الاثنين مازالا على اتصال إلى حد الآن. ويقول كين انجليز الذي ألف كتابا عن قضية ستيوارت ان مردوخ الذي يبلغ الحادية والسبعين من عمره الآن، بعث حديثا برسالة يستفسر فيها عن صحة ستيوارت الذي يبلغ من العمر اثنين وسبعين عاما.

الفيلم من بطولة روبرت كارليل وتشارلز دانس، وسيعرض في مهرجان لندن للافلام في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وطبقا للسيدة ليك فقد اعجبت عائلة مردوخ بالفيلم وتم ارسال النص إلى ابنة مردوخ اليزابيث التي اعجبت بالفيلم وبعثته إلى والدها في نيويورك.

من ناحية اخرى تضمنت جهود روبرت الشاب لتبرئة الرجل المدان تمويل رحلة إلى لندن لمحامي ستيوارت الذي حاول اقناع مجلس شورى الملك بقبول الاستئناف لكنه لم ينجح في مسعاه.

لكن مردوخ اتهم بالتحريض على الفتنة والقذف والتشهير بعد وضع عناوين رئيسة في الصحافة تتهم المندوبين الملكيين بالتحيز لكنه بُرّئ من هذه التهم بعد ذلك. وبعدها قام مردوخ بالتنازل عن حملته على رغم ان ماكس ستيوارت كان لايزال في السجن فقد أصبحت القضية سياسية خطيرة.

ولم يقم بعدها بالدفاع عن اية قضية اخرى وأصبح الامر كما يقول مردوخ «مجرد تاريخ»

العدد 156 - السبت 08 فبراير 2003م الموافق 06 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً