العدد 163 - السبت 15 فبراير 2003م الموافق 13 ذي الحجة 1423هـ

«8 نساء» عن جريمة غامضة كلاسيكية بطاقم كله نساء

خذ صفوة الممثلات الفرنسيات وأحجزهن في دارة ريفية خلال عاصفة ثلجية وألبسهن أفخم الأزياء، وأضف اليهن جرعة قوية من أجواء روايات أغاثا كريستي - طبعا مع جثة ميت.

الخليط اسمه «8 نساء» - فيلم لذيذ عن جريمة غامضة وغالبا غير معقولة من الخمسينات الماضية، من عمل المخرج فرنسوا اورزون.

كاترين دونوف تتزعم قافلة النساء الثمان اللواتي ستدوخن الرجال: فاني اردان وايزابيل اوبير وايمانويل بيار ودانيال داريو وفرجيني لودويين ولوديفين سانييه وفيرمين ريشار.

ينقلنا فيلم «8 نساء» إلى زمن ما قبل الهاتف الخلوي والـ DNA عندما كان يمكن أن يقتل رجل في غرفة نومه في وقت يكون لدى كل الأشخاص الآخرين في المنزل سبب لتمني موته.

ولكن من هي تلك التي تريد موته أكثر من الأخريات؟

وكل واحدة تطلق صرخة «جاكوز» (إني أتهم...) مع ظهور الأسرار وتكشف الأكاذيب الصغيرة وتتفجر الغيرة النسائية بقوة بركان فيزوفيوس.

دونوف هي القرقة - الأم الحاضنة - وهي سيدة جميلة ومترفة ولا تنوي أن تدع المشكلات المالية التي تواجه زوجها تقضي على طريقة حياتها البورجوازية، واردان هي شقيقة الزوج، وهي حورية بحاجة إلى المال. وداريو هي حماته الفقيرة، وأوبير شقيقة زوجته العانس، ولودوبين وسانييه هما ابنتاه المراهقتان المدللتان، وبيار خادمته الغاوية وريشار رئيسة الخدم الوفية.

هذه إذن، تشكيلة الشخصيات والحبكة - فلننتقل الآن إلى الألبسة، إنها من نوع الأزياء التي سبق أن فازت بجائزة الأوسكار.

دونوف ترفل في فستان أخضر غامق وقصير - فصل لها خصيصا - فنحن في موسم الأعياد على كل حال. واردان ترفل في أحسن فستان أحمر منذ عدة مواسم بفتحة «كلوش» عند العنق ترفض أن تبقى مزررة. وبيار تشعل المخيلات عن الخادمات الفرنسيات وخصوصا أولئك اللواتي يرتدين معاطف سيدة المنزل المصنوعة من جلود النمر الاصطناعية. أما لودويين فتذكرنا باودري هيبورن بأنسامبل مرقط باللون البرتقالي، فيما تلعب سانيي دور الفتاة الساذجة ببلوزة من الصوف الأخضر الفاتح. وتبدو أوبير صارمة بتنورتها الحمراء. آه، ولكن انتظر حتى تظهر بالفستان المسائي.

سيتنهد محبو الأزياء بتلهف، ولكن محبي الموسيقى سيصرخون لفكرة أوزون الذي أسند لكل ممثلة غناء أغنية ميلودية فرنسية معروفة جيدا تساعد على كشف شخصيتها على نحو أفضل.

والأغنية الأولى التي تغنيها سانيي تستدر السخرية بكوريوغرافيتها التي تذكرنا بالممثلة سوزان ساراندون في فيلم «The Rocky Horror Picture Show». ومن هذه النقطة يبدأ الفيلم انحداره السريع.

دونوف والطاقم يقدمن أداء رائعا غير أن الأغاني تبدو أنها رتبت بطريقة متثاقلة ورتيبة.

أوزون، الذي سبق له إن أخرج فيلم «تحت الرمال» و«ماء على الصخور»، جمع باقة عظيمة من الممثلات وهن تبنين بحماس كبير فكرة صنع فيلم جرائم كلاسيكي كل ممثليه من الإناث. وإذا كانت الموسيقى ليست من مستوى بقية الفيلم، فهذه هي الحياة.

الفيلم من توزيع فوكوس فيتشرز، وهو مصنف (R) لمحتواه الجنسي، وهو باللغة الفرنسية ومدبلج بالانجليزية ويستغرق عرضه 113 دقيقة

العدد 163 - السبت 15 فبراير 2003م الموافق 13 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً