العدد 163 - السبت 15 فبراير 2003م الموافق 13 ذي الحجة 1423هـ

للأعمال المعاصرة صدى مغاير عن الأعمال التراثية

أحمد يعقوب المقلة لـ «الوسط»:

أجرى الحوار : عبدالله فخر 

15 فبراير 2003

أحمد يعقوب المقلة، مخرج بحريني من هذه الأرض المعطاء، حصد الكثير من الجوائز في التميز والإبداع. وقد تميز من خلال أعماله التراثية في السنوات الماضية، حتى انتقل في الفترة الأخيرة إلى الأعمال المعاصرة، وبرع فيها أيضا وحقق نجاحا ملحوظا، وخصوصا من خلال «حكم البشر» و«السديم»، وهذا بشهادة الجمهور المتابع لهذين العملين في رمضان الماضي.

وفي لقاء أجرته «الوسط» مع المقلة كشف فيه جوانب كثيرة عن سر نجاح أعماله الدرامية، وتحدث عن رؤيته للعمل الدرامي.

قدمت الكثير من الأعمال التراثية، ولكن ما تميز منها وظل في ذاكرة المتفرج، هما «سعدون» و«نيران»... ما سر تميزهما عمّا سبقهما من أعمال؟

- على عكس ما تقول، فإن للأعمال المعاصرة صدى مغايرا عن الأعمال التراثية. صحيح أن سعدون ونيران هما آخر الأعمال التراثية التي عملناها، وهما بالنسبة إليّ أكثر تميزا من سابقهما، ولكن مازالت في ذاكرة الناس الأعمال الأولية السابقة المتميزة، اذ مازال الجمهور يطالب بأعمال مشابهة لها إلا أن دخولنا في تجربة الأعمال المعاصرة كان أيا لحاجة الناس إلى هذه الأعمال. ويبقى بالنسبة إليّ «البيت العود» و«فرجان لول» عملين أعتز بهما. وفي تصوري أن هذه الأعمال قد عكست صورة الإنسان البحريني البسيط والأصالة التي كانت موجودة في مجتمعنا وكشفت ستار العالم الذي عاش فيه آباؤنا وأجدادنا، ولكن مثل ما ذكرت لك بأن سعدون ونيران أنضج التجارب.

في مسلسل «نيران» شاهدنا ثنائية جميلة بين علي الغرير وأحمد مبارك، فهل هناك نية لأن تعيدهما في عمل آخر؟

- الثنائية المكونة بين علي الغرير وأحمد مبارك في نيران أعتبرها مكسبا، والسيناريوهات كفيلة بكتابة هذا الشكل من الثنائي التمثيلي، فلو رجعنا إلى الدراما العربية أو الخليجية سنرى وجود مثل هذه الثنائيات، وقد كان هذا الثنائي بالذات من بين أجمل الأشياء في المسلسل، ظل في ذاكرة الناس إلى هذا اليوم، ولا بد من الإشارة إلى أن روح العمل هي التي تفرض عليك هذا النوع من الشخصيات، وأحمد وعلي يمتلكان طاقة تؤهلهما لأن يكونا ثنائيا ناجحا.

أخرجت أعمالا تراثية ومعاصرة، فما أوجه الاختلاف فيما بينهما من وجهة نظرك؟

- من خلال تجربتي في الأعمال التراثية والمعاصرة أجد صعوبة أكثر في العمل بالأعمال المعاصرة، لأن الأعمال التراثية، على رغم كونها توثق لمرحلة تاريخية فإن هناك مجالا رحبا لإضافة سمة موجودة حتى في ذلك الزمن، ولا يمكنك إطلاق العنان لخيالك وتبدع من جميع النواحي، أكانت الفكرة أو الموضوع أو حتى الشكل الذي ستوثقه لمرحلة ما، ولكن يجب المحافظة على سماته الواقعية والمجال متروك للإبداع، أما الموضوعات المعاصرة على رغم أنها معايشة للواقع وتمس فئات كثيرة من المجتمع، فتكمن صعوبتها في التنفيذ، لأنك تبرز هموما معاصرة، وهي مسئولية اكبر في رأيي. ولكن أحب أن أنوه أن الأعمال التراثية ليست بعيدة عن مجتمعنا الحالي، ففي الأعمال التراثية طرحنا قضايا معاصرة. ولو ترجع للأعمال السابقة بدءا من «البيت العود» وانتهاء بالجزء الثاني من «حزاوي الدار» ستجد أننا لم نبتعد كثيرا عن حاضرنا. حتى مسلسل «نيران» لم يكن بعيدا عن همومنا ومشاكلنا اليومية، فهو بالثوب التراثي ولكن يعالج قضايا معاصرة.

في أعمالك الأخيرة ظهرت طاقات شبابية على مستوى التمثيل، فما مدى دعمك وتشجيعك لهم؟

- أنا حريص جدا في كل عمل أن أبحث عن وجوه جديدة، وأحاول في كل عمل أن يطعم بوجوه أخرى جديدة، وهذا يثري الساحة الفنية عندنا، ونحن نرحب بكل المواهب الموجودة. فهناك من نعرفهم وهناك من لا نعرفهم وعليهم أن يعرفوننا بأنفسهم. وعلى هذا الأساس إذا وجدنا فيهم بذرة الموهبة سنقدمهم للناس بشكل جيد وصحيح. ففي الأعمال الأخيرة على سبيل المثال في «نيران» كان «الوجه الجديد» هيفاء حسين، وهي الآن من أبرز الوجوه النسائية البحرينية. كذلك في آخر عمل «السديم» اذ ظهر هشام أبوالفتح لأول مرة، وكان جيدا ومتميزا، ومادام فيه بذرة الموهبة وحب الفن يتصور لي سنكتشف وجوها جديدة.

ما مشروعاتك المقبلة؟

- المشروعات كثيرة، والآن أمامي أكثر من عمل أرغب في البدء به، فعندي أربعة أعمال، ولكنني في مرحلة انتقاء أفضلها وأجهزها لنبدأ تصويرها على مراحل السنة حتى رمضان، فمن المحتمل أن يكون لدي عملان أو ثلاثة أعمال في رمضان المقبل إن شاء الله. وبعد أسبوع سنبدأ تصوير مسلسل تحت عنوان «دمعة عمر» لمؤسسة جذير للإنتاج الفني وهي مؤسسة سعودية، والعمل من تأليف كاتبة سعودية تكتب لأول مرة اسمها سمر.

وختاما وجه مخرجنا المتميز شكره لصحيفة «الوسط» واهتمامها لإجراء هذا اللقاء، فقال: بما أن هذه الصحيفة جديدة، فأنا أتمنى تخصيص مساحة لإبراز الفنان البحريني، لأن هذا الشيء نعاني منه، بحيث تكون هناك صفحة تهتم بالفن والفنان البحريني، لأن الصحافة لها دور كبير في انتشار الفنان

العدد 163 - السبت 15 فبراير 2003م الموافق 13 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً