العدد 164 - الأحد 16 فبراير 2003م الموافق 14 ذي الحجة 1423هـ

بتول المهندس: نولي أهمية كبيرة لقطاع التمريض في المملكة

حديث صحافي أجرته «الوسط» مع عميدة كلية العلوم الصحية

تحظى كلية العلوم الصحية بأهمية في حقل العلوم الطبية في البلاد، فهي تقوم برفد الساحة الطبية بكوادر متدربة تنخرط مباشرة في مجال العمل، وتسهم في تطوير مجال الخدمة الطبية. وقد اختيرت الكلية حديثا مركزا متعاونا إقليميا في الشرق الأوسط في مجال التمريض، ما يعكس التقدم والتطور الذي حققته. ويحيط عمل هذه المؤسسة الكثير من الأسئلة الحيوية التي تتعلق بأدائها ومستوى برامجها التعليمية وخططها المستقبلية، وهل هي قادرة على اللحاق بركب التطورات العلمية المتلاحقة في مجال العلوم الطبية. وعن هذا الموضوع قامت «الوسط» بإجراء حديث صحافي مع عميدة الكلية بتول المهندس.

في خضم التركيز على قطاع التمريض، والتطورات التي شهدها، ترجع المهندس هذا الاهتمام بقولها: «يوجد نقص شديد وكبير في الأيدي العاملة في مهنة التمريض عالميا وعلى مستوى البحرين، إضافة إلى صعوبة المهنة واختلاف معدل الإقبال عليها مقارنة بالسنوات السابقة».

وتبين ان وزارة الصحة تمتلك أكبر نسبة من طاقم التمريض بالنسبة إلى باقي الموظفين، إذ يقدر عدد الممرضين في مجمع السلمانية الطبي بحوالي 1500 ممرض وممرضة موزعين على جميع الأجنحة في المجمع. ويحتل مجال التمريض المرتبة الأولى في بحرنة الوظائف إذ تصل فيه النسبة إلى 50 في المئة من البحرينيين. وتضيف ان عدد طاقم التمريض حاليا يفوق هذه النسبة، مقارنة بالدول الخليجية الأخرى التي تصل فيها نسبة المواطنين العاملين فيها إلى حوالي 15 في المئة.

وعن اختيار الكلية مرة أخرى مركزا متعاونا إقليميا في الشرق الأوسط، ترجع المهندس ذلك إلى «وجود كفاءات متمكنة في الكلية في مجال التمريض إلى جانب الإنجازات التي حققتها الكلية وسعيها إلى تطوير طاقم التمريض، وتنوع المشروعات مع منظمة الصحة العالمية لتطوير التمريض في دول مجلس التعاون».

وتضيف المهندس ان أهداف الاتفاق المبرمة مع المنظمة طبق بعضها والبعض الآخر في طور التنفيذ، وأهم ما فيها هو تكوين قاعدة بيانات لمهنة التمريض والتعاون مع المراكز المتعاونة في تبادل البحوث.

واقعية الاستراتيجية

وعن مدى تنفيذ الكلية لتوصيات خطة 2000 توضح المهندس ان الكلية وضعت هذه الخطة للتوسع في البرامج والمرافق الصحية بالإضافة إلى زيادة عدد المدرسين فيها. وتقول: «تحتوي خطة 2000 على أهداف ورؤية مستقبلية للكلية، وهذه الأهداف التي من المقرر الانتهاء من تنفيذها مع نهاية العام الجاري، إذ بدأت الكلية بتنفيذ بعض بنودها ومن ضمنها فتح تمريض الطوارئ نتيجة كثرة الحوادث المسجلة لدى الوزارة، وبرنامج صحة الفم والأسنان في العام الماضي على رغم إغلاقه لعدة سنوات ماضية، بالإضافة إلى ذلك توجد خطة واضحة لرفع كل البرامج إلى درجة البكالوريوس، فغالبية البرامج الحالية بدرجة الدبلوم، وترنو الكلية إلى تدشين برنامج البكالوريوس المباشر (لا يحتاج إلى دبلوم مسبق) في السنوات المقبلة».

شعبية الكلية

وتبرر المهندس سبب الإقبال الكبير على الكلية بقولها: «رغبة المتقدم في الانخراط في برامج الكلية وضمان الوظيفة في إحدى المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة بالإضـــــافة إلى سياسة الوزارة في جعــل التعليم مجانيــــــــا جعل الإقـــــــــبال يتدفق بشكل ملحوظ على الكلية. ولكن للأسف المقاعد محدودة ولا تفي لجميع المتقدمين». وتشير إلى ان باستطاعة الطلبة المتخرجين من الثانوية العامة الذين تقدموا بطلب الالتحاق ولم يحالفهم الحظ، تقديم طلبهم في السنتين المقبلتين.

وتؤكد المهندس وصول الكلية إلى قناعة بفتح أبوابها على دوامين لاستغلال الأجهزة، وقد تم فتح صفوف الدراسة في الكلية بدوامين، وعن ذلك تقول: «وصلنا إلى قناعة بفتح أبواب الكلية في دوامين لاستغلال مرفقاتها وأجهزتها، والصفوف والموارد المتوافرة في الكلـــية»، وتضيف ان هذه السياسة ستجذب أعدادا أكبر إلى الكلية في المستقبل بالإضافة إلى السماح للطالب بأن يدرس في الكلية على حســابه الخــاص بحيث لا توجد التزامـــات مع وزارة الصحة بالحصول على أية وظيفة في المجالات الصحية الخاصة في البحرين.

مخرجات الكلية

وبخصوص الكادر الأكاديمي المتخرج تقول المهندس: «الطاقم الأكاديمي في الكلية هم من ذوي الكفاءات، ولهم خبرة طويلة في هذا المجال». وتشير المهندس إلى ان عدد الطلبة المتخرجين كل عام يقارب حوالي 80 إلى100 طالب من جميع برامج الكلية، و«هؤلاء يجدون وظائف بانتظارهم». ومن ضمن المتخرجين عدد من الموظفين في الوزارة الحاصلين على درجة الدبلوما العليا، ويحتل برنامج التمريض العام أكبر نسبة من المتخرجين.

يوم التهيئة

وعن زاوية التعريف الأكاديمي للطلبة الجدد، تقول المهندس ان التعريف ذو أهمية كبيرة وبالغة الضرورة في حياة الطالب في الكلية. وتصف الأيام الأولى بأنها أيام فرح وسعادة على رغم إحساس الطالب بالضياع في حياته التعليمية الأولى في الكلية.

وتوضح المهندس انه في يوم التهيئة يعقد المسئولون والأساتذة اجتماعا مع الطلبة الجدد، ويتحدثون إليهم عن منهجية التعليم في الكلية، وعن تخصصاتهم الأكاديمية، والتطرق إلى حقوق الطالب في الكلية بشكل أساسي. وتضيف: «في حال وجود انتهاك لهذه الحقوق يجب على الطالب ان يقف موقفا بشأن هذه الإشكالية لمعالجتها».

وتؤكد العميدة ان آليات اليوم الأول بحاجة إلى مراجعة وتغيير الروتين الذي يجمع الطلبة في قاعة واحدة، بل «يجب بدء الأيام الأولى في التجوال داخل الكلية والتعرف على مرافقها وتكوين فرق صغيرة من طلبة ومدرسين لطرح المناقشات التي تدور في ذهن الطالب حديث القبول، بعد ذلك تأتى مرحلة أخرى في إدخال أعداد صغيرة من الطلبة إلى صفوف بحيث تبدأ العميدة ونائبها الحديث عن قوانين وإرشادات الكلية».

مسايرة التطوير

وتقول المهندس: «الكلية لا تتوقف عن عملية التطوير على مستوى الأداء والمناهج في أية فترة من الفترات. غالبية الطلبة المقبولين في الكلية حاصلون على معدلات مرتفعة في الثانوية العامة». وتوضح أن الكلية شيدت ستة صفوف تتسع لتسعين طالبا مجهزة بأحدث الأدوات التعليمية بالإضافة لتزويد المكتبة بأحدث التقينات الالكترونية، وعمل دورات تدريــبية مستـــمرة للمدرسين من خلال مشاركتهم في مؤتمرات عالمية أو ندوات داخلية وإرسال عدد كبير منهم لنيل شهادات عليا من مختلف دول العالم. وفي خضم التطوير المستمر في الكلية تقول المهندس: «الاحتفال باليوبيل الفضي للكلية شكل نقطة مراجعة لـ 25 سنة الماضية واستعدادا لبدء مرحلة جديدة نحو اليوبيل الذهبي مع تزامن صدور خطة استراتيجية جديدة لـ 25 سنة المقبلة»

العدد 164 - الأحد 16 فبراير 2003م الموافق 14 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً