مع بقاء سباقين اثنين فقط من الموسم ببطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا 1 وهما سباقا الجائزة الكبرى الصيني والبرازيلي، يحتفظ البريطاني لويس هاميلتون سائق فريق مكلارين مرسيدس بفارق صدارة بالترتيب العام للسائقين يصل إلى 12 نقطة.

ولكنه أهدر هذا الفارق الكبير خلال آخر سباقين من الموسم عندما قرر على نحو غريب عدم تغيير إطارات سيارته خلال سباق الجائزة الكبرى الصيني لينزلق بالسيارة خارج مضمار السباق ولا يتمكن من إنهائه، ثم يخرج عن المضمار من جديد مرتين خلال سباق الجائزة الكبرى البرازيلي ليحتل في النهاية المركز السابع.

وبهذه الطريقة ذهب لقب بطولة العالم بالموسم الماضي إلى سائق فريق فيراري الإيطالي الفنلندي كيمي رايكونن الذي كان فوزه بلقبي سباقي الصين والبرازيل كافيا لتمكينه من تعويض فارق العشرين نقطة الذي كان يفصله عن هاميلتون قبل آخر سباقين بالموسم والفوز باللقب.

وفي ذلك الوقت، فسر بعض المحللين ما تعرض له هاميلتون، الذي كان يسعى لأن يصبح أصغر بطل عالم في تاريخ بطولات فورمولا 1، بأن السائق الشاب انهار تحت وطأة الضغوط النفسية والعصبية.

ولكن هذا العام، ومع تبقي السباقين نفسيهما على نهاية الموسم يتقدم هاميلتون بفارق 5 نقاط على أقرب منافسيه في ترتيب السائقين وهو البرازيلي فيليبي ماسا سائق فريق فيراري الإيطالي. وأوضحت التصريحات التي أدلى بها هاميلتون قبل سباق الجائزة الكبرى الياباني في الأسبوع الماضي أنه ربما يكون قد أسهم بنفسه في مأساة خسارته للقب بطولة العالم في العام الماضي. إلا أن هاميلتون أكد أن اهم شيء بالنسبة له هذه المرة سيكون إنهاء السباق مع جمع العدد الكافي من النقاط الذي يمكنه من إحراز اللقب.

ولكن بعد ما تعرض له هاميلتون في السباق الياباني بفوجي يوم الأحد الماضي عندما بدأ السباق من مركز الانطلاق الأول ولكنه فشل في احتلال أحد المراكز المانحة للنقاط بعد تعرضه لعقوبة بسبب محاولته اجتياز رايكونن في المنعطف الأول بالسباق ما أدى إلى إطاحته بسيارة السائق الفنلندي، فقد بدأ القلق يسود من أن يكون الضغط قد بدأ يؤثر من جديد على السائق البريطاني الشاب.

وإن كان هاميلتون يصر على التقليل من أهمية مثل هذا الكلام مؤكدا أن سباقي العام الماضي جعلا منه سائقا أكثر قوة. وقال هاميلتون بموقعه على الانترنت: «إن مثل هذه الأمور تقع لأسباب معينة. وقد تعلمت منها الكثير... في العام الماضي تعلمت الكثير عن شخصيتي وحياتي بوجه عام من خلال آخر سباقين بالموسم. ولهذا السبب فإنني أقوى الآن».

وأوضح هاميلتون الخميس إنه يتوقع سباقا صعبا يوم الأحد وقال: «لا شك في هذا الأمر، ولكنني سأخوض السباق كما أفعل في أي سباق آخر». بينما أكد ماسا، الذي أنهى سباق فوجي في المركز السابع ليضيق الفارق الذي يفصله عن هاميلتون إلى 5 نقاط، أنه يتطلع لسباق الصين وقال: «خضت سباقا جيدا للغاية هنا في العام الماضي، وآمل أن أقدم أداء أفضل هذه المرة».

وأضاف ماسا «يعجبني مضمار شنغهاي وأعتقد أن سيارتنا تناسبه. لذلك لا شك في أننا (فيراري) سنسعى لتحقيق المركزين الأولين بهذا السباق».

ويعد البولندي روبرت كوبيكا /23 عاما/ سائق فريق بي إم دابليو-ساوبر هو السائق الوحيد، بعد هاميلتون وماسا، الذي مازال ينافس على لقب بطولة العالم لهذا العام. إذ يحتل السائق البولندي المركز الثالث بالترتيب العام للسائقين برصيد 72 نقطة مقارنة بماسا (79 نقطة) وهاميلتون (84 نقطة).

وأبدى كوبيكا، الذي لم يسبق له جمع أي نقاط من السباق الصيني، إصراره على المحافظة على فرصته في إحراز اللقب.

وقال السائق البولندي: «لم يحالفني الكثير من الحظ في هذا المضمار حتى الأن. وآمل أن يتغير هذا الأمر هذه المرة بإحراز بعض النقاط المهمة من أجل إحراز لقب بطولة العالم».

وأضاف «إنه مضمار مثير في شنغهاي إذ يوجد به طريق طويل ومستقيم ما يتيح الفرصة لتجاوز السائقين الآخرين. هذا المضمار يقدم مزيجا من المنعطفات التي تتمتع بخصائص مختلفة تماما عن بعضها بعضا، فهناك بعض المناطق التي تبطئ من سرعتك فيها ولكن هناك أيضا الكثير من القطاعات السريعة بالمضمار».

ويحتل حامل اللقب رايكونين المركز الرابع بالترتيب العام للسائقين، ولكنه لم تعد لديه أية فرصة في الحفاظ على لقبه اذ يصل الفارق بينه وبين هاميلتون إلى 21 نقطة. وسيكون على السائق الفنلندي الآن مساعدة زميله ماسا في إحراز اللقب.

وقال رايكونن: «يتطلب مضمار شنغهاي الكثير من الجهد والتركيز وهو يعجبني حقا. وهدفنا هو تحقيق المركزين الأولين بالسباق. وسأبذل قصارى جهدي لمساعدة فيليبي والفريق على تحقيق النتائج التي نريدها»