أعرب رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة عن ثقة البحرين فيما يمكن أن تؤديه حركة عدم الانحياز من دور فاعل في حفظ الأمن في المنطقة واتباع المنهج السلمي في التعامل مع الأمور ووقف الحرب بدلا من قيامها، مشيرا سموه إلى ما يحيق بالعراق من تهديدات بالحرب.
وشجب سموه في كلمة ألقاها أمام القمة 13 لدول حركة عدم الانحياز الممارسات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني داعيا إلى أن تكون دول منطقة الشرق الأوسط ـ بما فيها «إسرائيل» - خالية من أسلحة الدمار الشامل.
كوالالمبور - بنا
أكد رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة على ثقة مملكة البحرين قيام حركة عدم الانحياز بدور فاعل وقوي في سبيل وقف الحرب والتوصل إلى حل سلمي للأزمة القائمة في منطقة الخليج العربي. وقال سموه في الكلمة التي ألقاها في أعمال القمة (13) للحركة والمنعقدة في العاصمة الماليزية كوالالمبور إن البحرين ترى «انه باستطاعة حركة عدم الانحياز وبالتعاون مع المجتمع الدولي التوصل إلى حل سلمي لهذه الازمة القائمة في منطقة الخليج، وكذا الإسهام في التوصل إلى حلول سلمية للكثير من المشكلات الإقليمية والدولية الأخرى وبما يكفل ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في العالم».
وعلى صعيد القضية الفلسطينية قال سموه: «لا يخفى على أحد أن أعمال القمع الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني وانتهاك «إسرائيل» كل القوانين والأعراف الدولية مصدر لاستمرار التوتر في منطقة الشرق الأوسط وهو ما يوجب علينا العمل بكل قوانا لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف».
وأكد سموه على استمرارية الدعوة لجعل دول منطقة الشرق الأوسط كافة بما فيها «إسرائيل» خالية من أسلحة الدمار الشامل ومن بينها الأسلحة النووية.
وأدان الإرهاب مشيرا إلى ضرورة الاتفاق على تعريفه بقوله: «نؤكد على إدانة الإرهاب في صوره وأشكاله كافة والى ضرورة التعاون لمكافحته، وفي الوقت نفسه العمل على تحديد تعريف له متفق عليه دوليا يميز بين أعمال الإرهاب والمقاومة المشروعة للشعوب الخاضعة للاحتلال الأجنبي».
وأشار إلى أن أعضاء حركة عدم الانحياز «مطالبون الآن أكثر من أي وقت مضى بتضافر الجهود بما يتفق ومبادئ عدم الانحياز وميثاق الأمم المتحدة للإسهام في القضاء على مختلف بؤر التوتر التي تهدد الأمن والاستقرار في العالم».
ونقل صاحب السمو في كلمته تحيات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وتمنيات البحرين ملكا وحكومة وشعبا وتمنيات البحرين لأعمال المؤتمر بالتوفيق والنجاح.
وقال: «إن مملكة البحرين باعتبارها عضوا فاعلا في حركة عدم الانحياز لتفخر بأنها تتقدم بخطى ثابتة واثقة في مسيرة التطور والتحديث والتنمية الشاملة التي يقودها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة. ومن منطلق إيماننا بمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة والأسس التي قامت عليها حركة عدم الانحياز فإننا نحرص في سياساتنا على دعم علاقات الصداقة والتعاون مع مختلف الدول تحقيقا للمصالح المشتركة لشعوبنا وخير العالم أجمع».
وقال: «إن ظاهرة العولمة تحتم علينا تدعيم علاقاتنا وتنسيق مواقفنا وخصوصا فيما يتعلق بتداعياتها الاقتصادية وبما يجنبنا آثارها السلبية من ناحية ويزيد من فرص مشاركتنا فيها والاستفادة منها من ناحية أخرى».
ورحب سموه بالمبادرة الماليزية الخاصة بعقد منتدى الأعمال لحركة عدم الانحياز على هامش القمة من أجل دعم قدرات وآفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين دول الحركة مشيرا سموه إلى ما للتعاون بين البحرين وماليزيا من آفاق باعبتاره نموذجا للتعاون بين دول هذه الحركة، قائلا «إن هذا التعاون بين دولنا ينبغي أن يمتد وبصورة وثيقة ليشمل أيضا قضايا البيئة والفقر والمرض، كما نؤكد على أهمية تفعيل دور حركة عدم الانحياز في مجال تعميق ثقافة السلام ووحدة المصير البشري إضافة إلى الحوار بين الحضارات والذي تعتز البحرين باستضافتها خلال العام الماضي مؤتمرا دوليا ومنتدى فكريا بشأنه». وأعرب صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة في ختام كلمته عن ثقة البحرين في «قدرة حركة عدم الانحياز على مواكبة المتغيرات الدولية على النحو الذي يحقق طموحات شعوبنا في التنمية والتقدم والسلام، وان قمتنا هذه (...) ستشكل إنجازا مهما يضاف إلى ما تحقق في دربان بجنوب إفريقيا على طريق تحديد أولوياتنا وخطواتنا المقبلة من اجل عالم يسوده الأمن والعدل والسلام والاستقرار»
العدد 172 - الإثنين 24 فبراير 2003م الموافق 22 ذي الحجة 1423هـ