قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة إنه بعد اكتمال مشروع المعهد الديني الجعفري، خلال السنوات المقبلة هناك خطة لإنشاء كلية للشريعة في الجامعة تشمل المذهبين السني والجعفري. وأشاد الوزير في تصريح صحافي له في حفل افتتاح المعهد الجعفري صباح أمس بتوجيهات جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد ووزير التربية التي ساهمت في تيسير متطلبات إنشاء المعهد. والذي يعد أول معهد ديني جعفري رسمي في المملكة والخليج العربي ينشأ بناء على أوامر ملكية مباشرة.
وأكد الوزير في كلمة له بهذه المناسبة حرص القيادة على رعاية المؤسسات العلمية والتعليمية على أساس المنهجية الوسطية المتزنة. وذكر أن تنفيذ التوجيهات الملكية في إنشاء المعهد يشكل أحد أوجه التكامل مع وزارة التربية والتي تمثل أبرزها في تفعيل مبادئ الوحدة الوطنية.
من جانبه أكد وزير التربية والتعليم ماجد علي النعيمي في تصريح صحافي له بعد حفل الافتتاح أن الاهتمام بمخرجات المعهدين الدينيين سيكلل مستقبلا بإنشاء كلية للشريعة، كما قال إن الوزارة تعد خطة لأعمال إنشائية عدة منها مدارس جديدة ومنشآت أخرى تتلاءم وما تهدف إليه الوزارة من تطوير للعملية التعليمية، مشيرا إلى أن المدارس ستحدد مواقعها بحسب عدة معايير منها الكثافة السكانية ومدى الحاجة إليها وذلك بحسب متطلبات التوسع.
وتطلع النعيمي في كلمته إلى أن يسهم كلا المعهدين في إثراء البيئة العلمية والدينية البحرينية، وأن يشكلا رافدا حضاريا لتعزيز قيم التسامح والحوار والتعاون بين المواطنين. مشيرا إلى اهتمام الوزارة بتطوير التعليم وتنميته من خلال رؤية حضارية مدروسة قائمة على توفير الإمكانات الإنشائية والبشرية والفنية لهذا القطاع. إضافة إلى الاهتمام بمواكبة مخرجات التعليم لتطلعات المجتمع وطموحاته في التقدم العلمي والتكنولوجي.
وأشار مدير المعهد جاسم الصيرفي في كلمته إلى أن المعهد يمثل أحد أبرز أوجه التعايش الحر بين مختلف الأديان والطوائف في المملكة. كما ذكر أنه يشكل انطلاقة لقبول ترسيخ الآخر فكريا وثقافيا، ويؤكد السعي نحو تعزيز المواطنة الحقة القائمة على التكامل عمليا.
وذكر الصيرفي في حديث صحافي له بعد الحفل أن المعهد يضم حاليا 106 طلاب في الحلقة الأولى الابتدائية، يتوزعون على خمسة فصول دراسية. وذلك بمعدل 22 ـ 23 طالبا في كل فصل، مشيرا في الوقت ذاته إلى استمرار عملية التسجيل ووضع البعض على قوائم الاحتياط. إذ أنه كما أشار فإن العدد الإجمالي الذي سجل سابقا بلغ حوالي 152 طالبا، وكان من المفترض أن يوزعوا على ستة فصول. مضيفا أن المعهد مهيئا ليضم عشرة فصول، ما يعني وجود خمسة فصول أخرى شاغرة حاليا.
كما ذكر أن هناك حوالي خمسين طالبا مسجلا للعام المقبل من خلال إدارة التعليم الابتدائي.
وأوضح الصيرفي أن سبب ذلك ربما يعود إلى التباس لدى البعض ممن سجلوا إذ كان منهم من يعتقد ان المعهد يفتتح عصرا، ومنهم من واجهته مشكلة التأقلم في الجو الدراسي الجديد.
وقال الصيرفي إن عدد مدرسي المعهد بلغ خمسة من معلمي نظام الفصل، منوها إلى أن الفصول عموما من ناحية كثافتها أو مساحتها لا تستوعب العمل بنظام الفصل بحسب المعايير المطلوبة. وعن نظام الدراسة قال إن الطلبة في المعهد ينتقلون تدريجيا من المرحلة الابتدائية حتى المرحلتين الإعدادية والثانوية. كما أشار إلى أن المدرسة تضم معلما للتربية الرياضية، ومرشدا اجتماعيا واحدا، ومن المتوقع أن يتم تزويدها بمشرف إداري وسكرتير وكاتب قريبا كما قال.
وعن المناهج الدراسية المطبقة في المعهد أوضح أن المعهد يدرس مناهج مماثلة لمناهج المدارس الحكومية الأخرى، وستكون له ذات الأنشطة، مشيرا إلى أن الفارق الوحيد في المناهج يتمثل في تدريس الطلبة ملحقا للتربية الإسلامية حول الوضوء والصلاة للفصل الأول الابتدائي، وذلك وفقا للمذهب الجعفري.
وذكر المدير المساعد للمعهد محمد العصفور أنه يأمل في أن يتم تنويع وزيادة عدد المناهج الجعفرية مستقبلا وذلك بالتعاون مع إدارة المناهج في وزارة التربية، وخصوصا أن الوزير النعيمي وعد كما قال بمواصلة التوجيه والمتابعة في مختلف الأمور المتعلقة بالمعهد. ويأمل العصفور في أن تدرس الوزارة إنشاء معهد جعفري آخر للبنات.
وبالنسبة إلى المواصلات أشار الصيرفي إلى أنها متوافرة لجميع مناطق المملكة لكل الطلبة المسجلين، والذين تم استقبالهم منذ الخامس عشر من الشهر الجاري. أما المبنى فذكر أنه مستأجر لمدة عامين، ولذلك فهو يتوقع أن تعمل الوزارة على تغييره وتوسعته ضمن خططها الإنشائية مستقبلا.
من جانبها أشارت المنسقة الإدارية للحلقة الأولى في إدارة التعليم الابتدائي أمينة رضي إلى تشكيل الإدارة للجنة مكونة من ثلاثة عشر موجها أخذت على عاتقها مهمة متابعة احتياجات المعهد ومتطلباته المختلفة. إذ عملت بشكل مكثف كما قالت خلال الأسبوعين الماضيين على متابعة أقسام العلاقات العامة والأنشطة والخدمات، إضافة إلى التقنيات والتربية الكشفية. وذلك لسد النواقص في المعهد من ناحية المواد أو الأثاث والوسائل والأجهزة. كما ذكرت رضي أن اللجنة اهتمت بإعداد المعلمين والوسائل التعليمية وتنظيم الفصول، وذلك بإتباع توجيهات كل من وزير التربية ومديرة الإدارة عائشة عبدالغني.
يشار إلى أن المعهد يدرس كتاب التربية الإسلامية للفصل الأول الابتدائي، ومزود بمذكرة عن الوضوء والصلاة وفق أحكام المذهب الجعفري الإثني عشري، وهي تعنى بالجانب العملي مراعاة لمستوى الطلبة في هذا الفصل وذلك كما جاء في المذكرة. كما جاء فيها توجيهات للمعلمين بتبني الأسلوب العلمي في تطبيق الأحكام الفقهية، وتهيئة الأجواء الطبيعية الملائمة لأداء العبادات. إضافة إلى المتابعة المستمرة في تقويم الطلبة وربط العبادة العملية (موضوع المذكرة) بقيم الإسلام ومبادئه
العدد 172 - الإثنين 24 فبراير 2003م الموافق 22 ذي الحجة 1423هـ