دعا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات القمة العربية لاتخاذ قرارات حاسمة وتاريخية لإقامة الدولة الفلسطينية ودرء خطر الحرب الوشيكة على العراق.

وقال في خطاب وجهه عبر الفيديو إلى القمة العربية التي اختتمت أعمالها مساء أمس في «شرم الشيخ» في مصر، وبثته الوكالة الفلسطينية للأنباء وتلفزيون وفضائية فلسطين إن القمة العربية مدعوة لاتخاذ القرارات الحاسمة والتاريخية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ولدرء خطر الحرب الوشيكة على العراق من خلال الجهود العربية والدولية لتجنيب الشرق الأوسط، بل والعالم برمته الاضطراب وفقدان الأمن وعدم الاستقرار، وقطع الطريق على المخططات الجهنمية لحكومة «إسرائيل».

وأشار إلى أن أمتنا العربية تقف أمام مفترق حاسم ومنعطف خطير، نظرا إلى الحرب الإسرائيلية المستمرة التي بلغت ذروتها بإعادة احتلال أرضنا ومدننا المحررة وإطلاق العنان للاستيطان السرطاني في كل أرضنا الفلسطينية وفي المقدمة تهويد القدس الشريف وحائط البراق حولها ومدينة خليل الرحمن وبيت لحم والمساس بمقدساتنا المسيحية والإسلامية، وتدمير البلدة القديمة التاريخية في نابلس وما حدث في قطاع غزة والضفة ومدنها ومخيماتها وقراها.

وأكد أن حكومة «إسرائيل» هي المحرض الأول للحرب ضد العراق الشقيق لأنها تعتبر هذه الحرب، حربا ضد الشعب الفلسطيني وضد سلطته الوطنية وكيانه واستقلاله وضد الأمة العربية جمعاء من المحيط إلى الخليج.

ونوه إلى أن الحكومة الإسرائيلية تضع اليوم، اللمسات الأخيرة على سيناريوهات دورها وأهدافها في إطار الحرب على العراق وشعبه الشقيق، موضحا أن الحكومة الإسرائيلية تجد اليوم، في هذه الأوضاع فرصتها السانحة لمزيد من التصعيد العسكري الإجرامي والتخريبي والاستيطاني لتقويض السلطة الوطنية الفلسطينية ومحاولة التهجير القسري لشعبنا بقوة السلاح والقتل والتدمير والحصار والعقاب الجماعي وفرض وجودها العسكري المتنفذ في المنطقة كلها. وأكد الرئيس الفلسطيني حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه وعن وجوده وعن مقدساته وعن مستقبله، مشددا على أنه حق مقدس تكفله له كل المواثيق الدولية وشرعة حقوق الإنسان.

وأضاف أنه على رغم هذه الحرب العدوانية الاستيطانية التي تشنها حكومة «إسرائيل» وجيش احتلالها المزود بأحدث الأسلحة الأميركية وحتى المحرمة دوليا، مثل الدبليتد يورانيوم والغازات السامة وغيرها، فإن شعبنا الفلسطيني لن يتخلى عن خيار السلام العادل بيننا وبين الإسرائيليين على أساس حل الدولتين، «إسرائيل» و فلسطين، كما أنه لن يتخلى كذلك عن أرضه ومقدساته وعن حقه المشروع في الدفاع عن هذه الأراضي وهذه المقدسات، مهما بلغت التضحيات والاضطهاد والاغتيال والتدمير الشامل لكل مقومات الحياة في أرضنا. على صعيد آخر، طالب وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات أثناء لقاء عريقات مع المبعوث الروسي لعملية السلام آندريه فيدوفين واتصالات أجراها مع المبعوث الأوروبي لعمليه السلام ميغل موراتينوس وعدد من المسئولين الأوروبيين والأميركيين أمس اللجنة الرباعية بالتدخل الفوري لوقف حال التدهور التي يعيشها النائب مروان البرغوثي الذي يواجه أوضاع صحية خطيرة في سجنه الانفرادي. وقال عريقات في بيان صحافي «إننا نطالب اللجنة الرباعية بالتدخل الفوري لوقف حال التدهور التي يعيشها النائب مروان البرغوثي الذي يواجه أوضاعا صحية خطيرة في سجنه الانفرادي». وحمل عريقات «الحكومة الإسرائيلية المسئولية الكاملة عن سلامة البرغوثي وباقي المعتقلين الفلسطينيين» مشيرا إلى ضرورة الإفراج عنه وعن جميع المعتقلين بمن فيهم عضوا اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عبدالرحيم ملوح وتيسير خالد. وأضاف عريقات «نطالب اللجنة الرباعية وفي ضوء البرنامج الذي طرحته الحكومة الإسرائيلية إلى ضرورة إعادة النظر في قرار تأجيل (خريطة الطريق) والعمل على طرحها فورا مع آليات تنفيذ وجداول زمنية ومراقبين دوليين وخصوصا ما يتعلق بوقف النشاطات الاستيطانية كافة ووقف الاعتداءات العسكرية». على الصعيد الميداني، أفاد مصدر طبي وأمني فلسطيني أمس ان أربعة فلسطينيين أصيبوا بينهم طفلة في حال حرج بعد ظهر أمس برصاص الجيش الإسرائيلي في خان يونس جنوب قطاع غزة أثناء تواجدها في المدرسة. وقال المصدر الطبي «إن أربعة فلسطينيين أصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي اليوم في خان يونس جنوب قطاع غزة من بينهم الطفلة هدى درويش 12 عاما اصيبت بعيار ناري في الرأس عندما كانت متواجدة داخل فصلها في مدرسة خان يونس الابتدائية المشتركة (ب) للاجئين الفلسطينيين بمخيم خان يونس ووصفت حالها بالحرجة». وأضاف المصدر «ان الثلاثة الآخرين وهم مدنيون أصيبوا أثناء تواجدهم في الحي النمساوي جنوب المخيم وصفت جروحهم بالمتوسطة». وتعرض الحي لإطلاق كثيف للنار من قبل الجنود الإسرائيليين المتمركزين على احد أبراج المراقبة في مستوطنة غوش قطيف جنوب القطاع.

سياسيا، أكد المبعوث الروسي لعملية السلام في الشرق الأوسط آندريه فيدوفين ضرورة الاهتمام بالقضية الفلسطينية والوضع في منطقة الشرق الأوسط على رغم الوضع المتأزم بشأن العراق. ووصف فيدوفين عقب اجتماعه في مدينة رام الله أمس مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قرار تعيين عرفات رئيسا للوزراء بالحكيم والشجاع «فهو قرار سليم وبالاتجاه الصحيح ويتزامن مع خريطة الطريق التي فيها التزامات على كلا الطرفين الإسرائيلي والفلسطينى». وأكد أهمية عقد اجتماع المجلسين المركزي والتشريعي الفلسطينيين ليتم تعيين رئيس للوزراء معربا عن اعتقاده بأن هذا سيكون خطوة نوعية في الاتجاه الصحيح، مطالبا الحكومة الإسرائيلية بتسهيل عقد اجتماع المجلسين