العدد 179 - الإثنين 03 مارس 2003م الموافق 29 ذي الحجة 1423هـ

الخطابة الحسينية على نهج «الملا عطية» هي السائدة

عاشوراء في البحرين

الخطابة الحسينية فن وعلم وخبرة وممارسة ومشاركة شعبية. والبحرين لديها نمطها الخاص في اقامة الشعائر الحسينية، ولها مدارسها للمنبر الحسيني. ففي مطلع القرن العشرين كانت الخطابة في المنبر الحسيني تتبع مدرسة الملا علي بن فايز، او ما يطلق عليه اهل البحرين «بن فايز». بن فايز كان جنديا (عراقيا) في الجيش العثماني ونقلته السلطة العثمانية الى شرق الجزيرة العربية، ومن هناك انتقل الى البحرين في اواخر القرن التاسع عشر. وصل الى البحرين لايملك سوى ما يلبسه، وحتى الاقلام والاوراق لم تكن لديه ولا يملك المال لشرائها، ولذلك بدأ ينظم الشعر ويكتبه على الرمل بأصبعه وبدأ اهل البحرين يتعرفون على خطابته. وسرعان ما أصبح اسلوبه في الخطابة هو السائد، بل ان المنبر الحسيني في مطلع القرن الماضي تحول الى الخطابة على نهج «بن فايز».

المدرسة الثانية التي نشأت في مطلع ومنتصف القرن العشرين واستمرت حتى يومنا هذا ويتبعها جميع الخطباء الحسينيين في مناطق البحرين المختلفة هي مدرسة الملا عطية بن علي الجمري (أبو يوسف). الملا عطية هاجر من البحرين الى البصرة وثم المحمّرة في العام 1909 عندما كان عمره عشر سنوات وهناك درس اللغة العربية والقرآن والفقه والشعر واطلع على تجارب الخطابة الحسينية وعاد الى البحرين في مطلع العشرينات من القرن الماضي. وكانت البحرين آنذاك تحيي المنبر الحسيني على نهج «بن فايز»، فعشق شعر «بن فايز» واعتلى المنبر الحسيني ولكنه سرعان ما أنشأ مدرسته الخاصة به وبدأ بطباعة أشعاره التي تقرأ على اسلوبه ونهجه الذي طوره و«بحرن» من خلاله القراءة الحسينية، إذ استطاع الملا عطية استخدام لهجة اهل البحرين بدلا من الفصحى.

ومنذ الستينات من القرن الماضي اصبح نهج الملا عطية هو السائد في البحرين، واصبحت «الجمرات الودية» بأجزائها الستة هي المصدر الاساسي الذي يستخدمه خطباء المنبر الحسيني. وعلى رغم رحيل الملا عطية في العام 1981 فإنه مازال من اكثر الشخصيات التي تذكر في عاشوراء، اذ عادة ما يترحم الخطباء على «ابو يوسف» قبل قراءة شعره الحسيني.

وقوة المدرسة الحسينية للملا عطية واضحة الى درجة ان الخطباء الكبار من خارج البحرين بمن فيهم الشيخ احمد الوائلي (صاحب النهج الحسيني المعروف على مستوى العالم العربي) يخصص جزءا من قراءته على المنبر باسلوب الملا عطية استجابة لرغبة اهل البحرين الذين يتلذذون بالشعر الحسيني على نهج الملا عطية.


اختلاف بشأن تحديد أولوية المواضيع العامة

خطباء المنبر الحسيني يتناولون أبعاد الثورة الحسينية بأولويات مختلفة

الوسط - خليل عبدالرسول

اتفق خطباء المنبر الحسيني الذين التقتهم «الوسط» يوم أمس، على ضرورة التطرق إلى المواضيع التربوية والاجتماعية، فيما اختلفوا في تحديد أولوية المواضيع السياسية، فرأى بعضهم أن المواضيع السياسية لا يمكن التطرق إليها إلا بشكل «هامشي»، فيما رأى آخرون ضرورة التنوع في طرح مواضيع المنبر الحسيني لتشمل السياسة والاقتصاد وربطها بأوضاع الناس والخلفية التاريخية لثورة الإمام الحسين (ع).

فمن جانبه يرى خطيب كل من مأتم الحاج حسن العالي بعالي ليلا والمأتم الجنوبي بكرزكان عصرا الشيخ حميد المبارك، أهمية التطرق إلى مواضيع مهمة منها، «التحول الثقافي»، «أهمية الإعلام في تكوين الرأي العام»، «تاريخ التجديد الديني»، «نماذج من التجديد الفقهي للإمام الخميني (رحمه الله)، و«التسامح الديني».

وعما إذا كان المبارك سيتعرض إلى مواضيع سياسية في ظل احتمال نشوب حرب في المنطقة، رأى أن المواضيع المطروحة تختزن البعد السياسي، فمثلا عند الحديث عن التجديد الديني فذلك يرتبط بالحديث عن «اليمين المتطرف» في أوروبا ومدى تأثيره على الوضع السياسي الجاري، كما يمكن التطرق إلى «مقولة العنف» عند الحديث عن «التسامح الديني»، وهكذا فإن كل المواضيع يمكن لها أن ترتبط بالواقع السياسي بحسب وجهة نظر المبارك.

فيما أبدى خطيب مأتم السادة بقرية المهزة (سترة) سيد فيصل الطالبي اهتمامه برغبات الجمهور في تحديد الموضوعات، وأكد على ضرورة التنوع في الطرح ليستفيد المستمعون بشيء من الموضوعات التربوية والاجتماعية والسياسية، إذ لا يمكن - بحسب وجهة نظر الطالبي - عدم التطرق إلى المواضيع السياسية في ظل الحديث عن القضايا الدينية والتربوية كالفقر والرزق وغيرها، فعند التطرق إلى مسألة «الرازقية من الله سبحانه» فلابد من تناول الموضوع بشكله الصحيح ولا يتم إغفال الجانب السياسي المرتبط بالبطالة مثلا، معتبرا التنوع في طرح المواضيع بما فيها السياسية والاقتصادية من «التفقه» الذي حث عليه القرآن الكريم.

ويضيف الطالبي «أن السياسية والاقتصاد هما سبب الفساد الذي يعاني منه الناس»، مشيرا إلى احتمالات وقوع الحرب في المنطقة، منتقدا الطرح الذي يتغافل السياسة بحجة تناول الوعظ الأخلاقي والتربوي فحسب، وأشار الطالبي إلى نيته الطرق إلى مواضيع عدة، منها «الصحافة البحرينية والنقد»، و«عطاء كربلاء».

وعن استدرار الدمعة يرى الطالبي أن الفرد في مجتمعنا يعيش معاناة على المستوى الإيماني، ولذلك فإن الخطيب يحاول انتزاع الدمعة من المستمعين قسرا، فالمفروض أن يكون الخطيب مجرد مولد لهذه الدموع والمشاعر، متسائلا «إذا قام الخطيب بـ (عملية قسرية) لانتزاع الدمعة من المستمعين، فهل سيبكون باختيارهم مستقبلا؟!».

أما خطيب مأتم معيوف بقرية الحجر الشيخ بشار العالي فيرى ضرورة التركيز على المواضيع العقائدية، بينما يمكن التطرق إلى بعض الأمور السياسية بشكل «هامشي» بحسب رأيه.

ورأى العالي ضرورة سعي الخطيب إلى إبكاء المستمعين، إذ تؤكد الروايات الواردة عن الرسول الأعظم (ص) والأئمة (ع) أهمية البكاء والتباكي على الإمام الحسين (ع)، مؤكدا عدم إغفال الجانب الثقافي لتوضيح قيم ومفاهيم الثورة الحسينية.

ويؤيد خطيب مأتم الحاج عباس بعراد الشيخ محمد الكراني العالي في وجهة نظره فيقول إنه سيتطرق إلى مواضيع مختلفة منها عقائدية وتربوية وتاريخية، بينما يبقى التطرق إلى السياسة أمرا هامشيا وعند الضرورة. أما خطيب مأتم الإمام الرضا (ع) بقرية المالكية الشيخ محمد جواد الشهابي فيجد ضرورة التطرق إلى المواضيع السياسية إذا ما حدث أمر سياسي طارئ (ربما إشارة إلى احتمال نشوب الحرب في المنطقة)، إلا أنه لا ينوي حاليا التطرق إلى مواضيع سياسية معينة.

وما يرى خطيب مأتم بن خميس في السنابس الشيخ محمد حبيب المقداد ضرورة ربط الحركة الإصلاحية للإمام الحسين (ع) بما يؤدي إلى دعم الإصلاح في البحرين لصالح الوطن والمواطن، مؤكدا اهتمامه بالمواضيع التربوية والسياسية والاجتماعية.

وانتقد المقداد الداعين إلى فصل العاطفة عن العقل، وقال «إن الإمام الحسين (ع) عَبرة وعِبرة، ولابد أن يتماشى العقل مع العاطفة معا»، لنبكي الحسين (ع) ونعتبر من سيرته وقيم وأهداف ثورته.

أما خطيب مأتم بن عمران في القرية (سترة) الشيخ محمد صالح القشعمي، فينوي التطرق إلى الكثير من المواضيع السياسية والتربوية، منها «البرلمان والفصل بين السلطات»، و«الحرب المحتملة وآثارها»، و«البيئة في نظر الإسلام»، و«الثورة الحسينية»، و«المجالس العاشورائية»، فلابد - بحسب وجهة نظر القشعمي - من التنوع في طرح المنبر الحسيني، فإلى جانب التركيز على المواضيع الاجتماعية والتربوية وتحليل ثورة الإمام الحسين (ع) لابد من التطرق إلى المواضيع السياسية والمواضيع ذات الأبعاد القانونية. اختلاف بشأن تحديد أولوية المواضيع العامة

خطباء المنبر الحسيني يتناولون أبعاد الثورة الحسينية بأولويات مختلفة

الوسط - خليل عبدالرسول

اتفق خطباء المنبر الحسيني الذين التقتهم «الوسط» يوم أمس، على ضرورة التطرق إلى المواضيع التربوية والاجتماعية، فيما اختلفوا في تحديد أولوية المواضيع السياسية، فرأى بعضهم أن المواضيع السياسية لا يمكن التطرق إليها إلا بشكل «هامشي»، فيما رأى آخرون ضرورة التنوع في طرح مواضيع المنبر الحسيني لتشمل السياسة والاقتصاد وربطها بأوضاع الناس والخلفية التاريخية لثورة الإمام الحسين (ع).

فمن جانبه يرى خطيب كل من مأتم الحاج حسن العالي بعالي ليلا والمأتم الجنوبي بكرزكان عصرا الشيخ حميد المبارك، أهمية التطرق إلى مواضيع مهمة منها، «التحول الثقافي»، «أهمية الإعلام في تكوين الرأي العام»، «تاريخ التجديد الديني»، «نماذج من التجديد الفقهي للإمام الخميني (رحمه الله)، و«التسامح الديني».

وعما إذا كان المبارك سيتعرض إلى مواضيع سياسية في ظل احتمال نشوب حرب في المنطقة، رأى أن المواضيع المطروحة تختزن البعد السياسي، فمثلا عند الحديث عن التجديد الديني فذلك يرتبط بالحديث عن «اليمين المتطرف» في أوروبا ومدى تأثيره على الوضع السياسي الجاري، كما يمكن التطرق إلى «مقولة العنف» عند الحديث عن «التسامح الديني»، وهكذا فإن كل المواضيع يمكن لها أن ترتبط بالواقع السياسي بحسب وجهة نظر المبارك.

فيما أبدى خطيب مأتم السادة بقرية المهزة (سترة) سيد فيصل الطالبي اهتمامه برغبات الجمهور في تحديد الموضوعات، وأكد على ضرورة التنوع في الطرح ليستفيد المستمعون بشيء من الموضوعات التربوية والاجتماعية والسياسية، إذ لا يمكن - بحسب وجهة نظر الطالبي - عدم التطرق إلى المواضيع السياسية في ظل الحديث عن القضايا الدينية والتربوية كالفقر والرزق وغيرها، فعند التطرق إلى مسألة «الرازقية من الله سبحانه» فلابد من تناول الموضوع بشكله الصحيح ولا يتم إغفال الجانب السياسي المرتبط بالبطالة مثلا، معتبرا التنوع في طرح المواضيع بما فيها السياسية والاقتصادية من «التفقه» الذي حث عليه القرآن الكريم.

ويضيف الطالبي «أن السياسية والاقتصاد هما سبب الفساد الذي يعاني منه الناس»، مشيرا إلى احتمالات وقوع الحرب في المنطقة، منتقدا الطرح الذي يتغافل السياسة بحجة تناول الوعظ الأخلاقي والتربوي فحسب، وأشار الطالبي إلى نيته الطرق إلى مواضيع عدة، منها «الصحافة البحرينية والنقد»، و«عطاء كربلاء».

وعن استدرار الدمعة يرى الطالبي أن الفرد في مجتمعنا يعيش معاناة على المستوى الإيماني، ولذلك فإن الخطيب يحاول انتزاع الدمعة من المستمعين قسرا، فالمفروض أن يكون الخطيب مجرد مولد لهذه الدموع والمشاعر، متسائلا «إذا قام الخطيب بـ (عملية قسرية) لانتزاع الدمعة من المستمعين، فهل سيبكون باختيارهم مستقبلا؟!».

أما خطيب مأتم معيوف بقرية الحجر الشيخ بشار العالي فيرى ضرورة التركيز على المواضيع العقائدية، بينما يمكن التطرق إلى بعض الأمور السياسية بشكل «هامشي» بحسب رأيه.

ورأى العالي ضرورة سعي الخطيب إلى إبكاء المستمعين، إذ تؤكد الروايات الواردة عن الرسول الأعظم (ص) والأئمة (ع) أهمية البكاء والتباكي على الإمام الحسين (ع)، مؤكدا عدم إغفال الجانب الثقافي لتوضيح قيم ومفاهيم الثورة الحسينية.

ويؤيد خطيب مأتم الحاج عباس بعراد الشيخ محمد الكراني العالي في وجهة نظره فيقول إنه سيتطرق إلى مواضيع مختلفة منها عقائدية وتربوية وتاريخية، بينما يبقى التطرق إلى السياسة أمرا هامشيا وعند الضرورة. أما خطيب مأتم الإمام الرضا (ع) بقرية المالكية الشيخ محمد جواد الشهابي فيجد ضرورة التطرق إلى المواضيع السياسية إذا ما حدث أمر سياسي طارئ (ربما إشارة إلى احتمال نشوب الحرب في المنطقة)، إلا أنه لا ينوي حاليا التطرق إلى مواضيع سياسية معينة.

وما يرى خطيب مأتم بن خميس في السنابس الشيخ محمد حبيب المقداد ضرورة ربط الحركة الإصلاحية للإمام الحسين (ع) بما يؤدي إلى دعم الإصلاح في البحرين لصالح الوطن والمواطن، مؤكدا اهتمامه بالمواضيع التربوية والسياسية والاجتماعية.

وانتقد المقداد الداعين إلى فصل العاطفة عن العقل، وقال «إن الإمام الحسين (ع) عَبرة وعِبرة، ولابد أن يتماشى العقل مع العاطفة معا»، لنبكي الحسين (ع) ونعتبر من سيرته وقيم وأهداف ثورته.

أما خطيب مأتم بن عمران في القرية (سترة) الشيخ محمد صالح القشعمي، فينوي التطرق إلى الكثير من المواضيع السياسية والتربوية، منها «البرلمان والفصل بين السلطات»، و«الحرب المحتملة وآثارها»، و«البيئة في نظر الإسلام»، و«الثورة الحسينية»، و«المجالس العاشورائية»، فلابد - بحسب وجهة نظر القشعمي - من التنوع في طرح المنبر الحسيني، فإلى جانب التركيز على المواضيع الاجتماعية والتربوية وتحليل ثورة الإمام الحسين (ع) لابد من التطرق إلى المواضيع السياسية والمواضيع ذات الأبعاد القانونية.اختلاف بشأن تحديد أولوية المواضيع العامة

خطباء المنبر الحسيني يتناولون أبعاد الثورة الحسينية بأولويات مختلفة

الوسط - خليل عبدالرسول

اتفق خطباء المنبر الحسيني الذين التقتهم «الوسط» يوم أمس، على ضرورة التطرق إلى المواضيع التربوية والاجتماعية، فيما اختلفوا في تحديد أولوية المواضيع السياسية، فرأى بعضهم أن المواضيع السياسية لا يمكن التطرق إليها إلا بشكل «هامشي»، فيما رأى آخرون ضرورة التنوع في طرح مواضيع المنبر الحسيني لتشمل السياسة والاقتصاد وربطها بأوضاع الناس والخلفية التاريخية لثورة الإمام الحسين (ع).

فمن جانبه يرى خطيب كل من مأتم الحاج حسن العالي بعالي ليلا والمأتم الجنوبي بكرزكان عصرا الشيخ حميد المبارك، أهمية التطرق إلى مواضيع مهمة منها، «التحول الثقافي»، «أهمية الإعلام في تكوين الرأي العام»، «تاريخ التجديد الديني»، «نماذج من التجديد الفقهي للإمام الخميني (رحمه الله)، و«التسامح الديني».

وعما إذا كان المبارك سيتعرض إلى مواضيع سياسية في ظل احتمال نشوب حرب في المنطقة، رأى أن المواضيع المطروحة تختزن البعد السياسي، فمثلا عند الحديث عن التجديد الديني فذلك يرتبط بالحديث عن «اليمين المتطرف» في أوروبا ومدى تأثيره على الوضع السياسي الجاري، كما يمكن التطرق إلى «مقولة العنف» عند الحديث عن «التسامح الديني»، وهكذا فإن كل المواضيع يمكن لها أن ترتبط بالواقع السياسي بحسب وجهة نظر المبارك.

فيما أبدى خطيب مأتم السادة بقرية المهزة (سترة) سيد فيصل الطالبي اهتمامه برغبات الجمهور في تحديد الموضوعات، وأكد على ضرورة التنوع في الطرح ليستفيد المستمعون بشيء من الموضوعات التربوية والاجتماعية والسياسية، إذ لا يمكن - بحسب وجهة نظر الطالبي - عدم التطرق إلى المواضيع السياسية في ظل الحديث عن القضايا الدينية والتربوية كالفقر والرزق وغيرها، فعند التطرق إلى مسألة «الرازقية من الله سبحانه» فلابد من تناول الموضوع بشكله الصحيح ولا يتم إغفال الجانب السياسي المرتبط بالبطالة مثلا، معتبرا التنوع في طرح المواضيع بما فيها السياسية والاقتصادية من «التفقه» الذي حث عليه القرآن الكريم.

ويضيف الطالبي «أن السياسية والاقتصاد هما سبب الفساد الذي يعاني منه الناس»، مشيرا إلى احتمالات وقوع الحرب في المنطقة، منتقدا الطرح الذي يتغافل السياسة بحجة تناول الوعظ الأخلاقي والتربوي فحسب، وأشار الطالبي إلى نيته الطرق إلى مواضيع عدة، منها «الصحافة البحرينية والنقد»، و«عطاء كربلاء».

وعن استدرار الدمعة يرى الطالبي أن الفرد في مجتمعنا يعيش معاناة على المستوى الإيماني، ولذلك فإن الخطيب يحاول انتزاع الدمعة من المستمعين قسرا، فالمفروض أن يكون الخطيب مجرد مولد لهذه الدموع والمشاعر، متسائلا «إذا قام الخطيب بـ (عملية قسرية) لانتزاع الدمعة من المستمعين، فهل سيبكون باختيارهم مستقبلا؟!».

أما خطيب مأتم معيوف بقرية الحجر الشيخ بشار العالي فيرى ضرورة التركيز على المواضيع العقائدية، بينما يمكن التطرق إلى بعض الأمور السياسية بشكل «هامشي» بحسب رأيه.

ورأى العالي ضرورة سعي الخطيب إلى إبكاء المستمعين، إذ تؤكد الروايات الواردة عن الرسول الأعظم (ص) والأئمة (ع) أهمية البكاء والتباكي على الإمام الحسين (ع)، مؤكدا عدم إغفال الجانب الثقافي لتوضيح قيم ومفاهيم الثورة الحسينية.

ويؤيد خطيب مأتم الحاج عباس بعراد الشيخ محمد الكراني العالي في وجهة نظره فيقول إنه سيتطرق إلى مواضيع مختلفة منها عقائدية وتربوية وتاريخية، بينما يبقى التطرق إلى السياسة أمرا هامشيا وعند الضرورة. أما خطيب مأتم الإمام الرضا (ع) بقرية المالكية الشيخ محمد جواد الشهابي فيجد ضرورة التطرق إلى المواضيع السياسية إذا ما حدث أمر سياسي طارئ (ربما إشارة إلى احتمال نشوب الحرب في المنطقة)، إلا أنه لا ينوي حاليا التطرق إلى مواضيع سياسية معينة.

وما يرى خطيب مأتم بن خميس في السنابس الشيخ محمد حبيب المقداد ضرورة ربط الحركة الإصلاحية للإمام الحسين (ع) بما يؤدي إلى دعم الإصلاح في البحرين لصالح الوطن والمواطن، مؤكدا اهتمامه بالمواضيع التربوية والسياسية والاجتماعية.

وانتقد المقداد الداعين إلى فصل العاطفة عن العقل، وقال «إن الإمام الحسين (ع) عَبرة وعِبرة، ولابد أن يتماشى العقل مع العاطفة معا»، لنبكي الحسين (ع) ونعتبر من سيرته وقيم وأهداف ثورته.

أما خطيب مأتم بن عمران في القرية (سترة) الشيخ محمد صالح القشعمي، فينوي التطرق إلى الكثير من المواضيع السياسية والتربوية، منها «البرلمان والفصل بين السلطات»، و«الحرب المحتملة وآثارها»، و«البيئة في نظر الإسلام»، و«الثورة الحسينية»، و«المجالس العاشورائية»، فلابد - بحسب وجهة نظر القشعمي - من التنوع في طرح المنبر الحسيني، فإلى جانب التركيز على المواضيع الاجتماعية والتربوية وتحليل ثورة الإمام الحسين (ع) لابد من التطرق إلى المواضيع السياسية والمواضيع ذات الأبعاد القانونية

العدد 179 - الإثنين 03 مارس 2003م الموافق 29 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً