العدد 184 - السبت 08 مارس 2003م الموافق 04 محرم 1424هـ

نشاط دبلوماسي مكثف للجنة الوزارية العربية في نيويورك لاحتواء الأزمة العراقية

برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية

ترأس نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة الجانب العربي في الاجتماع الذي عقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك مع وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركي كولن باول مساء أمس. وفي بداية الاجتماع تحدث الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة باسم أعضاء اللجنة وزراء خارجية كل من جمهورية مصر العربية والجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية والجمهورية التونسية إضافة إلى أمين عام جامعة الدول العربية إذ شكر باول وقدم له شرحا عن مهمة اللجنة التي تأتي بتكليف من القمة العربية من لمجلس جامعة الدول العربية في دورتها الخامسة عشرة التي عقدت أخيرا في شرم الشيخ برئاسة مملكة البحرين.

كما تحدث أعضاء اللجنة عن وجهة النظر العربية التي خرجت بها القمة من اجل التوصل إلى حل سلمي للازمة العراقية من خلال التطبيق التام لقرار مجلس الأمن 1441 بما يتطلبه ذلك من التزام من قبل العراق لنزع ما لديه من أسلحة للدمار الشامل وتعاون مع المفتشين الدوليين.

من جانبه أكد باول لأعضاء اللجنة موقف الولايات المتحدة الحازم والثابت من الأزمة ونزع أسلحة الدمار الشامل لدى العراق شارحا وجهة نظر الولايات المتحدة تجاه القرار 1441 وآلية تنفيذه بما يتضمنه من التزامات توجب على العراق الوفاء بها وتنفيذها من دون تأخير أو شروط مسبقة.

كما عقدت اللجنة اجتماعا آخر بعد ذلك مع وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية تانغ جياكزوان الذي عبر له رئيس وأعضاء اللجنة عن شكرهم لموقف بلاده المؤيدة للحل السلمي للأزمة العراقية وحرصها على الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج وتجنيب العراق خطر الحرب وتداعياتها عن شعبه واستقلاله ووحدة أراضيه وسلامته الإقليمية.

وقد ناقش أعضاء اللجنة والوزير الصيني أبعاد الأزمة العراقية وأسبابها وسبل حلها من خلال القرار الدولي 1441 الذي يدعو إلى التزام العراق بنزع ما لديه من أسلحة دمار شامل وتعاون غير مشروط مع المفتشين الدوليين، إذ خلص الطرفان إلى أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وقرارات الشرعية الدولية يجب أن تظل دائما الجهة والمرجعية لإقرار السلام والأمن الدوليين وحل النزاعات.

عقد أعضاء اللجنة الوزارية العربية اجتماعا مع وزير خارجية ألمانيا الاتحادية يوركا فيشر وذلك بمبنى الأمم المتحدة في نيويورك، ناقلة للوزير الألماني وجهة النظر العربية حيال الأزمة العراقية، والقرارات التي خلصت إليها القمة العربية الأخيرة، وأكدت اللجنة والوزير الألماني أهمية تعاون الأطراف كافة للحفاظ على السلم والأمن في منطقة الخليج والعالم.

بعد ذلك حضر الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة الاجتماع الذي عقده مجلس الأمن الدولي والذي استمع فيه إلى التقريرين اللذين قدمهما كل من رئيس لجنة «الانموفيك» هانز بليكس والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي.

كما تحدث خلال الاجتماع الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن الدولي والذي تم خلاله إيضاح مواقف بلدانهم من الأزمة العراقية والتقريرين اللذين قدمهما كل من بليكس والبرادعي وسبل حل الأزمة موضع البحث من قبل المجلس من خلال قرار مجلس الأمن رقم 1441.

كما عقدت اللجنة اجتماعا آخر مع وزير خارجية روسيا الاتحادية ايغور ايفانوف، إذ استمعت إلى وجهة نظر بلاده تجاه الأزمة العراقية وسبل حلها حلا سلميا من خلال تطبيق القرار 1441 مؤكدا أن الحل السلمي سيجنب العراق والمنطقة كارثة حقيقية إضافة إلى انه لا يعرض السلم والأمن الدوليين للخطر.

وقد شكر الشيخ محمد بن مبارك الوزير الروسي على تلبية رغبة أعضاء اللجنة في الاجتماع به وأكد أن اللجنة المكلفة من قبل القمة العربية تحمل معها قرارات هذه القمة المتمثلة في الدعوة إلى تجنب الحل العسكري لما له من تداعيات وآثار على أمن واستقرار المنطقة، مؤكدا أن وجهة نظر الدول العربية وروسيا الاتحادية متوافقة تجاه حل الأزمة الذي يجب أن يتم من خلال تطبيق القرار 1441 وإعطاء المفتشين الدوليين الوقت الكافي لأداء مهمتهم بما يوجب ذلك من استمرار التعاون من قبل العراق مع هؤلاء المفتشين.

وفي اطار اللقاءات التي تعقدها اللجنة مع أعضاء مجلس الأمن الدولي وخصوصا الأعضاء الدائمين في المجلس أجري اجتماع في مقر الأمم المتحدة مع رئيس مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر مندوب غينيا لدى الأمم المتحدة ممادي تروري، إذ قامت اللجنة بإطلاعه على قلق الدول العربية من التطورات الخطيرة للأزمة، وأهمية حلها حلا سلميا من خلال التطبيق التام لقرار مجلس الأمن الدولي 1441 وتفادي الحل العسكري.

وأكدت اللجنة ورئيس مجلس الأمن على أهمية دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ، وأن يظلا الجهة المعنية بحل النزاعات والحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

بعد ذلك عقد رئيس وأعضاء اللجنة اجتماعا مع وزير خارجية فرنسا دومينيك فيلبان الذي اطلع اللجنة على وجهة نظر الجمهورية الفرنسية من الأزمة العراقية مؤكدا أن قرار مجلس الأمن 1441 يوجب على العراق التزاما صريحا وعاجلا للإعلان عما لديه من أسلحة دمار شامل والاستعداد للتعاون مع المفتشين الدوليين.

وقال إن بلاده تشاطر الدول العربية قلقها تجاه خطورة الحل العسكري وتداعياته وآثاره على أمن واستقرار المنطقة، مؤكدا أن بلاده ستعمل بكل جهدها لحل الأزمة حلا سلميا ومن خلال القرار الدولي 1441.

من جانبها عبرت اللجنة عن شكرها للجمهورية الفرنسية وموقفها الرافض للحل العسكري مؤكدة أن ذلك الموقف متوافق مع الموقف العربي معربة عن أملها أن تحل الأزمة في هذا الإطار.

وتتألف اللجنة الوزارية العربية التي تزور نيويورك حاليا من نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة رئيسا، وعضوية كل من نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية بالجمهورية العربية السورية فاروق الشرع، ووزير خارجية جمهورية مصر العربية احمد ماهر، ووزير خارجية تونس حبيب بن يحيى، ووزير خارجية لبنان محمود حمود، والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى

العدد 184 - السبت 08 مارس 2003م الموافق 04 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً