أعلنت قرينة الملك المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة سمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة الاستراتيجية الوطنية الجديدة التي بدأ المجلس بوضعها للنهوض بالمرأة في المملكة، وتحديد الخطوط العريضة لهذه الخطة يستلزم خطة عمل دقيقة وطموحة تحول رؤى الاستراتيجية إلى واقع عملي تعيشه المرأة لا أن تتطلع إليه فحسب. جاء ذلك في كلمتها التي ألقتها بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي الذي أقيم في قصر الروضة صباح أمس وحضرته مجموعة كبيرة من النساء البحرينيات من مختلف قطاعات المجتمع.
وأشارت سمو الشيخة سبيكة في سياق حديثها إلى وضع المرأة الأسري الذي يعتبر أساسا للاستقرار النفسي والاجتماعي لها وما يؤدي إليه هذا الاستقرار من مستويات أكبر من العطاء للمرأة بوجه عام.
وبين التاسعة والنصف والعاشرة والنصف من صباح أمس، استقبل قصر الروضة في الرفاع مجموعات كبيرة من النساء ممثلات عن وزارات الدولة والمؤسسات الأهلية والجمعيات النسائية إضافة إلى 25 سيدة مكرمة من محافظات المملكة الخمس.
وفي حديث لها مع «الوسط» قالت قرينة سمو ولي العهد الشيخة هالة بنت دعيج آل خليفة، ان تكريم النساء البحرينيات هذا اليوم تعبير عن الامتنان والشكر لهن على ما بذلنه من جهود في إنشاء جيل متميز ولإظهار جهودهن الكبيرة التي بذلنها أمام الجمهور. مشيرة إلى أن المرأة البحرينية أثبتت نفسها بجدارة وأنها ستبدع إذا ما أتيحت لها الفرصة وخصوصا مع امتلاكها الكفاءة المتميزة.
وقالت الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة لولوة العوضي ان اختيار المكرّمات تم بالتعاون مع المحافظات الخمس بناء على عدة معايير أهمها النساء العائلات لأسرهن اللاتي استطعن تنشئة جيل متميز من دون مورد ثابت لهن، وبذلك يكنَّ قد ساهمن في تنمية المجتمع على رغم الظروف الصعبة وذلك بجهودهن.
وحيت سمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم في كلمتها عطاء المرأة البحرينية صاحبة الإنجاز المتجدد، مشيرة إلى أن هذه الفرصة ستكون حدثا متجددا يحييه المجلس كل عام عبر الالتقاء بمزيد من نساء وبنات هذا الوطن. وأشارت سموها إلى احتفال المجلس منذ أسابيع قليلة بيوم المرأة العربية الذي أعقبه هذا الاحتفال بيوم المرأة العالمي إذ تبرز بين كلتا الاحتفاليتين إنجازات المرأة البحرينية وما تحقق لها من مكاسب وطنية تبعث على الفخر وتزيد الأمل باتساع آفاق مشاركة المرأة في عملية بناء الوطن.
وذكرت سموها ما حققته المرأة البحرينية على مستوى المشاركة الاجتماعية والتعليمية والصحية والاقتصادية والسياسية والقضائية لضمان استمرار إسهامها في دعم عملية التنمية. غير أنها أشارت إلى تطلعها المستمر إلى زيادة مستويات هذه المشاركة عبر تمكين المرأة وتأهيلها لتطوير أدائها وبالتالي دمجها في الوظائف الحيوية ودفعها إلى القيام بالمهمات التي تمتاز بطابعها التنموي الأمر الذي لن يتحقق مع عدم التعرف على المعوقات التي تواجهنا لتحقيق ذلك والعمل على وضع آليات إزالة العراقيل التي تقف في وجه المرأة وتحول دون مشاركتها الفاعلة التي ينتظرها منها الوطن. وأشارت إلى أهمية أن تلتقي الجهود الرسمية والأهلية في محاولة تطوير الواقع النسائي والعمل بفاعلية أكبر نحو تحسين نسب مشاركة المرأة من خلال التشاور والاتفاق حول سبل تمكينها.
وأضافت سموها أن مملكة البحرين تحمل على عاتقها دورا كبيرا لتنقل إلى العالم المستوى المشرف الذي وصلت إليه المرأة فيها مشيرة إلى مساعي المجلس الأعلى للمرأة في الفترة القصيرة التي تشكل فيها بقصد تمثيل المرأة في الكثير من المحافل العربية والدولية والاستفادة من خبرات العالم في هذا المجال.
ومن أهم إنجازات المجلس التي ذكرتها سموها هو انضمام المملكة إلى منظمة المرأة العربية التي دخلت اتفاقيتها حيز النفاذ أخيرا والتي من المؤمل أن تزيد مشاركة فعالية النساء العربيات فيها لدعم دور الرجل في البناء والتطوير. وفي ختام كلمتها حثت سموها المرأة البحرينية على استمرار العطاء وتقدمت بالشكر إلى القيادة السياسية في المملكة على تهيئة الإمكانات والأطر والتشريعات القانونية للوصول بالمرأة إلى هذا المستوى.
ثم ألقت إحدى المكرمات وهي فوزية خليل محمد أرحمة كلمة المكرمات شكرت فيها هذا التكريم مشيدة بالجهود التي قام بها المجلس الأعلى للمرأة والذي استطاع أن يلتمس عن قرب احتياجات وهموم المرأة البحرينية. وأضافت أن الجولات والحملات التوعوية التي قامت بها صاحبة السمو قرينة الملك كان لها أطيب الأثر في نفوس النساء ودفعهن إلى المشاركة السياسية والاجتماعية. وأن التكريم في هذا اليوم سيكون انطلاقة تجدد الثقة في نفوس المكرمات لبذل المزيد من العطاء في خدمة الوطن. وأعربت المكرمات لـ «الوسط» عن سعادتهن الكبيرة بهذا التكريم. ففي الوقت الذي قالت فيه شيخة توكل (من الحورة) ان هذا هو اليوم الذي تشعر فيه بقيمتها وبما حققته في حياتها بعد أن قامت بتربية 11 ابنا وابنة، عبرت وجيهة الحواج (من رأس الرمان) عن سعادتها الكبيرة بهذا التكريم «غير المتوقع» كما وصفته. وبصوت مليء بالفخر أشارت كل من سلمى سعد علي (من الرفاع) وفاطمة العرادي (من المحرق) إلى أنهما قامتا بتربية أبنائهما لوحدهما بعد أن توفي زوجاهما، موضحتين أن سنوات التعب والعناء جاءت بانفراج بعد أن كبر الأبناء وحصلوا على مراكز عالية وخصوصا بعد هذا التكريم
العدد 184 - السبت 08 مارس 2003م الموافق 04 محرم 1424هـ