العدد 185 - الأحد 09 مارس 2003م الموافق 05 محرم 1424هـ

صحافي أميركي: الشعب العراقي شجاع ومحب للسلام

بعد زيارته للعراق عبر الاردن قال الصحافي والمصور الاميركي المعروف جول بريستون انه قام خلال الفترة من الثامن ديسمبر/ كانون الاول حتى السابع والعشرين من شهر فبراير/شباط الماضي بزيارة العراق واصفا تجربة زيارته للعراق بأنها الأفضل في حياته كصحافي ومصور وانها تأتي في المرتبة الثانية بالنسبة إليه بعد زواجه وانجاب اطفال.

واضاف ان العمل في العراق شرف ومتعة لما يتمتع به هذا الشعب من حب للعمل وشجاعة وكرم أخلاق وحب للسلام، بالاضافة الى ما يتمتعون به من جمال الروح وجمال الوجه.كما انه لم يلمس في دول كثيرة زارها وعمل فيها ومنها بريطانيا وكينيا واوغندا وكندا وجميع انحاء الولايات المتحدة والمكسيك ما لمسه من الشعب العراقي من دفء وحب للغريب وكرم الضيافة.

واشار في حوار نشر في العاصمة الاردنية عمان الى ان هذه المشاعر جميعها تجلت عندما اكتشف بعض سائقي سيارات الأجرة في بغداد انني مواطن اميركي إذ رفضوا اخذ الأجرة مني ورحبوا بي بوضع ايديهم اليمنى على قلوبهم قائلين سلام واهلا وسهلا بك في بغداد. كما رفض الحلاق اخذ اجرته عندما علم انني ضيف من الولايات المتحدة على العراق.

وذكر انه تلقى الكثير من الدعوات لتناول الوجبات الغذائية وحضور الحفلات الموسيقية وعروض الأزياء والرقصات الشعبية والمعارض الفنية من دون مقابل، ما يؤكد ان حياة بغداد مفعمة بالنشاط الثقافي على رغم الظروف القاهرة التي يمر بها شعب العراق.

ومن التجارب الجميلة التي مر بها اثناء زيارته للعراق استعراض قامت به ميليشيات مسلحة وشارك فيه الكثير من الجنسين من اعمار تتراوح بين 17 و70 سنة في تكريت، في ذكرى استيلاء حزب البعث على السلطة. واشار الى ان المشاركين في الاستعراض عندما اكتشفوا انه صحافي اميركي تحمسوا للغاية وهتفوا بأعلى اصواتهم يسقط بوش وطلبوا منه تصويرهم ونشر صورهم في بلاده، ولم يشارك في الاستعراض اي عسكري رسمي.

وأعرب بريستون عن اعتقاده - وهو يستعرض امامي صورا لاطفال عراقيين باستخدام جهاز «اللاب توب» والدموع تملأ عينيه - بأن هؤلاء الاطفال لم يولدوا لحمل السلاح واطلاق الشعارات بل ليعيشوا مثل غيرهم من سكان العالم بسلام وطمأنينة. لقد شاهدت بأم عيني الامهات العراقيات اللواتي يحاولن دائما طمأنة اطفالهن وازالة الخوف والهلع من قلوبهم وتوفير الحنان لهم على رغم الأوضاع المتوترة التي يمر بها العراق في الوقت الحالي.

وقارن بين وسائل الاعلام الغربية ووسائل الاعلام العراقية قائلا: «في الغرب من النادر ان تشاهد صورا لامهات يقبلن اطفالهن، كما انه من النادر ان تشاهد الجد في العمل والهمة العالية التي شاهدتها عند العراقيين الذين يعيشون اسوأ ظروف حياتهم».

واضاف ان كل ما نشاهده في وسائل الاعلام الغربية رجال غاضبون، اسامة بن لادن، صدام حسين وغيرها من السياسيين، وان الصورة في الاعلام الغربي مشوهة تماما فيما يتعلق بالعالم العربي. ومن ضمن الصور التي عرضها بريستون صورة لطفلة عراقية تركب الأرجوحة، وعلق قائلا: «ان هذه الطفلة وغيرها من الاطفال العراقيين لا يستحقون الموت من دون سبب، وتساءل بأي حق يتم سلبهم حياتهم؟» كما اشار الى انه لمس اهتمام العراقيين خلال زياراته المختلفة لمدن عراقية بالثقافات الغربية ومدى اتساع الأفق الذي يتمتع به افراد هذا الشعب وانفتاحه على العالم.

وقال ان افضل ايام عمله صحافيا ومصورا كانت في بغداد عندما زار مدرسة لتعليم الموسيقى والباليه إذ كان هذا اليوم احزن ايامي عندما التقيت مُدرسة تعلم تلاميذ الفصل الرابع الابتدائي مبادئ الرسم بالتركيز على القاذفات والطائرات الاميركية والبريطانية وتقص عليهم ما حدث من دمار في ملجأ العامرية.

وعند سؤالي لها عن الاسباب وراء ذلك قالت انني اخطط لتشجيع وحفز هؤلاء الاطفال للبحث عن ملاجئ قريبة لهم للحفاظ على سلامتهم، وبالاضافة الى تعليمي لهم الرسم اريد ان اعلمهم كيفية مواجهة العدو وجها لوجه وكيفية مواجهة مخاوفهم بشجاعة وعدم الهروب منها. وأعرب عن عزمه على القيام بزيارة بغداد مرة ثانية

العدد 185 - الأحد 09 مارس 2003م الموافق 05 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً