لم يكن مأتم العجم الكبير - الذي يعتبر في الوقت الحالي من أجمل وأحدث مآتم البحرين - عند إنشائه في العام 1904 غير قطعة من الأرض مسيّجة بجذوع وسعف النخيل، حاله حال جميع المساكن والمساجد في تلك الفترة.
ففي العام 1882 اشترى أحد كبار التجار الإيرانيين وكان يدعى السيد صادق الفارسي قطعة من الأرض في منطقة المنامة لبناء مأتم للجالية الإيرانية التي كانت تعيش في البحرين منذ أواخر القرن التاسع عشر بعد أن كانوا يقيمون شعائرهم الحسينية في بيوت وجهائهم بشكل دوري.
وظل المأتم على حاله السابق مع إجراء بعض التعديلات البسيطة حتى تشكيل أول إدارة له في العام 1952 إذ تبنت إدارته المكونة من محمد طاهر آل شريف وميرزا عباس إيراني وخليل ديواني وعباس كازروني وحسين كاظم بوشهري جمع التبرعات لبناء مأتم من الطوب والإسمنت ليساير المرحلة العمرانية التي شهدتها البحرين في منتصف الخمسينات.
ويقول منسق بناء المأتم الجديد إسماعيل كازروني: «إن المأتم الذي تم الانتهاء من بنائه في العام 1960 ظل لما يقارب 40 سنة حتى أصابت الشروخ والتشققات جميع جدرانه، ولذلك فكرنا في بناء مأتم حديث... وفعلا حصلنا في العام 1999 على موافقة إدارة الأوقاف الجعفرية على هدم المأتم القديم وبناء مأتم جديد».
ويقول خليل ديلمي الذي وضع التصميمات الخارجية والداخلية والزخارف للمأتم الجديد الذي افتتح بداية الشهر الجاري: «لقد استوحيت التصميمات من العمارة الإسلامية في العالم الإسلامي (القرن التاسع الميلادي) الذي اشتهرت فيه العمارة الإسلامية في إصفهان بزخارفها الجميلة وألوانها الزاهية».
ويذكر الديلمي أن البناء والتصميمات كلفت أكثر من نصف مليون دينار، ويقول: «لقد قمت باختيار الآيات القرآنية التي تزين جدران المأتم بحسب المساحة المتاحة وبما يتوافق مع الغرض من المبنى وبعد تصميم الزخارف بعثت نموذجا منها إلى أصفهان إذ تم تصميمها وتركيبها... وقد استخدمت الخط الكوفي والنسخ والثلث في كتابة الآيات القرآنية لما لهذه الخطوط من جمال خاص».
وقد انتقلت رئاسة مأتم العجم في مطلع العام 2000 الى اسماعيل كازروني بعد رحيل المرحوم كاظم بوشهري، ولاحقا تكونت لجنة تنسيقية لرعاية شئون المأتم.
المنامة -الوسط
خرج يوم أمس، موكب عزاء السجاد التابع لمأتم العجم الكبير، بأسلوب جديد/قديم في العزاء وذلك بالعزف على الآلات الموسيقية بأدواتها مثل الطبل والسكسفون.
وأشار بعض المتابعين إلى أن هذا الأسلوب يرجع إلى عهد السبعينات، إذ كانت بعض المواكب آنذاك في البحرين وإيران تستخدم الموسيقى المصاحبة للقصيدة العزائية، إلا أنه عاد واختفى في الثمانينات والتسعينات، نتيجة بعض الآراء الفقهية التي حرمت الموسيقى، ومنع بعض علماء الدين هذا الأسلوب، إلا أنه عاد مرة ثانية في العام 2000 ، على رغم اعتراض الكثيرين عليه. وبحسب مصادر قريبة من الموكب، فإن القائمين على هذا العمل، هم مجموعة من الموسيقيين المنظمين إلى فرق موسيقية سابقا، وقد أرادوا توظيف إمكاناتهم لإعادة الأسلوب الذي كان سائدا في السبعينات في البحرين وإيران
العدد 186 - الإثنين 10 مارس 2003م الموافق 06 محرم 1424هـ