رفض المجلس التشريعي الفلسطيني تعديلا اقترحه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يحد من صلاحية رئيس الوزراء خلال مناقشة المجلس أمس للتعديلات الخاصة باستحداث المنصب وقرر تأجيل مناقشة صلاحيات رئيس الوزراء إلى اليوم الثلثاء.
وقام المجلس التشريعي خلال جلسته المغلقة بالتصويت على التعديلات التي يقترحها الرئيس عرفات على النظام الأساسي، وخصوصا بشأن أحد بنود التعديل المتعلق بصلاحية رئيس الوزراء والذي يشترط عودة رئيس الوزراء بعد إتمام تشكيل الحكومة إلى التشاور مع الرئيس عرفات لأخذ موافقته ومصادقته على تركيبة الحكومة.
هذا وقرر المجلس التشريعي الفلسطيني إرجاء مناقشاته إلى اليوم الثلثاء بعد ان فشل المقربون من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في تمرير التعديلات التي يريدها. وأعلن رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ان المجلس سيستأنف نقاشاته اليوم الثلثاء، فيما لم يتمكن مناصرو عرفات من جمع ما يكفي من الأصوات للتصويت على تعديل ينص على تعيين وإقالة وزراء في الحكومة الفلسطينية على ان يبقى ذلك في يد الرئيس الفلسطيني. وقلل وزير التعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث الذي يعتبر مقربا من عرفات من أهمية إرجاء نقاشات المجلس التشريعي الفلسطيني.
وقال إن «النواب وافقوا على كل شيء باستثناء نقطة تطرح مشكلة، تتعلق بحق عرفات في تعيين أو إقالة الوزراء. وذلك ليس أمرا مهما مقارنة مع السلطات التي يملكها عرفات بتعيين أو إقالة رئيس الوزراء».
وأضاف انه مع تعيين رئيس للوزراء «نحن في مرحلة تغيرات كبرى، وهذا النقاش يعكس لهفة النواب إزاء هذه التغيرات».
وكان المجلس أنهى جلسته الأولى والعلنية التي عقدت في مقر عرفات وخرج إلى استراحة ليعود بعدها إلى الاجتماع في مقر المجلس ضمن جلسة مغلقة للتصويت في القراءة الثالثة على استحداث منصب رئيس الوزراء وعلى التعديلات الأساسية بهذا الخصوص.وحضر الجلسة 71 عضوا من أصل 85 وتغيب 14 عضوا، من بينهم مروان البرغوثي المعتقل لدى سلطات الاحتلال و حسام خضر الذي اعتقلته قوات الاحتلال فجر أمس.
وافتتح الجلسة رئيس المجلس التشريعي أحمد قريع (أبو العلاءالذي تطرق إلى المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال فجر أمس في مخيم النصيرات وفي بيت لاهيا.
وفي كلمته أمام المجلس قال عرفات إن قرار استحداث منصب رئيس الوزراء جاء لتعزيز عملنا وتكامل مؤسساتنا بما يخدم مصالح شعبنا الفلسطيني غير آبهين بما يشاع هنا وهناك، وسنكمل مع أخي ورفيقي أبو مازن بكل ثقة ومسئولية لدفع مسيرتنا للحرية والاستقلال».
وحذر الرئيس الفلسطيني من التهديدات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين عشية الحرب الأميركية على العراق وطالب العالم كله أن يكون واعيا لكل ما يقال وينشر ويعلن من قبل المسئولين الإسرائيليين.
وعلى الصعيد الميداني، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي من عملياته العسكرية في الأراضي الفلسطينية خصوصا في قطاع غزة وقتل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 11 فلسطينيا وناشطة سلام أميركية وأصاب 30 آخرين واعتقل 37 فلسطينيا.
وذكرت مصادر طبية وأمنية فلسطينية أن تسعة شهداء فلسطينيين سقطوا أمس سبعة منهم ـ بينهم طفلة ـ في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة في مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال وثلاثة في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع فيما استشهد فلسطينيان وقتلت ناشطة أميركية في رفح وخان يونس جنوب القطاع مساء أمس الأول.
وذكرت مصادر طبية وأمنية فلسطينية أن شرطيين من قوات «الشرطة البحرية» ومواطن فلسطيني استشهدوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي التي توغلت في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة صباح أمس.
وقال مدير عام الاستقبال في مستشفى الشفاء في غزة، معاوية أبو حسنين، ان شادي اخريس ورامز اسدودي في العشرينات من عمرهما استشهدا برصاص قوات الاحتلال خلال عملية التوغل المتواصلة في منطقة العطاطرة ببلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. ومن ناحيته أوضح رئيس المجلس المحلي في البلدة، محمد المصري، أن قوات كبيرة من الجيش توغلت في البلدة وسيطرت على أحياء العطاطرة والسلاطين والسيفا ومشروع العلمي وعزبة المقوسي، فيما تمركزت قافلة من الدبابات في محيط المدرسة الأميركية غربي البلدة وفرضت نظام حظر التجوال عليها عبر مكبرات الصوت، وطالبت المواطنين تحت سن 40 عاما بالخروج من منازلهم، وتسليم أنفسهم. وقال محمد حمد أحد سكان منطقة العطاطرة إن الجنود قاموا بتقييد عدد من الشبان بالسلاسل الحديدية، ثم وضعوا كل اثنين معا في حفرة حفرتها الجرافات الإسرائيلية وانهالوا عليهم بالضرب المبرح وقامت الجرافات بتجريف الشارع الرئيسي الذي يربط البلدة بمدينة غزة من جهة الشمال.
وقالت المصادر إن «الجنود الإسرائيليين دمروا منزلا مكونا من عدة طوابق يعود لأحد نشطاء حركة الجهاد الإسلامي ويدعى محمد السعافين».
وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أن السعافين، الذي استشهد في المواجهة كان أحد قادتها في مخيم النصيرات. وأضافت في بيان وزع على الصحافيين أنه «استشهد في اشتباك مسلح مع جنود الإرهاب الصهيوني الذين حاصروا منزله فجر أمس بالدبابات والطائرات». وقال البيان إن «السعافين بقي مقاوما صامدا في منزله رافضا الاستسلام بعد أن حاصرته قوات العدو طالبة منه تسليم نفسه، فرد عليهم بإطلاق النار والقنابل اليدوية».
وأكد البيان أنه «بعد اشتباك استمر أكثر من ساعة مع جنود الاحتلال قصفت قوات العدو منزله بالقذائف ودمرته عليه ما أدى إلى استشهاده»
العدد 193 - الإثنين 17 مارس 2003م الموافق 13 محرم 1424هـ