قال تجار وإعلاميون ان العلاقة بين الصحافة والقطاع الخاص متخلخلة ولا تعكس تطلعات وطموحات الجانبين بسبب جوع المعلومات بالتكتم الشديد وممارسات بعض التجار التملقية واستخدام بعضهم سلاح قطع الإعلانات عن الصحيفة عقابا على نشر موضوعات لا توافق مصالحهم ما شوه صورة التاجر في المجتمع.
هذا ما دار في ندوة «صورة التاجر البحريني في الصحافة المحلية» التي نظمتها جمعية سيدات الأعمال البحرينية والتي حضرها رجال وسيدات أعمال وصحافيين أمس الأول في غرفة تجارة وصناعة البحرين.
افتتحت الندوة رئيسة جمعية سيدات الأعمال أفنان الزياني بمشاركة كل من رئيس الغرفة خالد كانو (انظر كلمته في ص11) ورئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري (انظر رأي الوسط) وقالت افنان: تهدف الندوة إلى طرح مآخذ القطاع الخاص على الصحافة والاستماع لوجهة نظر الصحافة المحلية عن التاجر البحريني مؤكدة أهمية تعاون الجانبين.
وأوضحت أفنان نيابة عن عضوات الجمعية أهم مآخذ التاجر على الصحافة المحلية إذ تمثلت في ارتفاع كلفة الإعلانات قياسا بالمردود بسبب صغر السوق المحلية وضعف القوة الشرائية، بالإضافة إلى تسرع الصحافة بنشر أخبار قد تضر التاجر بناء على شكوى قد تكون كيدية، كما يساهم تبني الصحافة مواقف تسيء لوضع التاجر والاقتصاد مما يؤلب الرأي العام، غافلين ارتباط قوة وضع التاجر بتوفير فرص عمل أكثر للبحرينيين وبالتالي انتعاش الاقتصاد الوطني.
كما أعربت الزياني عن أملها في صحافة موضوعية حرفية في عرضها وتناولها للمواضيع.
إخفاق القطاع الخاص
في التدريب والتوظيف
ومن جانبه قال رئيس جمعية المعلنين البحرينيين خميس المقلة إن موضوع الندوة حيوي بالنسبة لقطاع الأعمال ووسائل الإعلام لكونهما من القطاع الخاص بالجانبين مطالبين بتوضيح الصورة الإعلامية من خلال التواصل المستمر كما تفعل جمعية السيدات والاهتمام أكثر بالعلاقات العامة من قبل الشركات.
وذكر المقلة انه من خلال استبيان قام بإعداده ليستقرئ مدى مساهمة القطاع الخاص في الأعمال الخيرية والمجتمع تبين إن عدم وضوح الإجابة بسبب عدم نشر فعاليات المساهمات الاجتماعية، وكذلك دور القطاع الخاص في التدريب والتوظيف للعمالة الوطنية، ليتبين ان القطاع لم يأخذ دوره في هاتين العمليتين.
الصحافة لم تكن حرة
وفي تعقيب له قال النائب الأول لرئيس الغرفة يوسف صالح الصالح: ان الصحافة العربية تتجه إلى الشأن السياسي والرياضي والاجتماعي متجاهلة الجانب الاقتصادي بسبب الأوضاع السياسية التي تعصف بالمنطقة.
وأضاف الصالح ان الصحافة لم تكن حرة لحد قريب، إذ هي شبه رسمية تعنى بالشأن الحكومي كثيرا وتحرص على مغازلة المسئولين في الوزارات.
ودعا الصالح القطاع الخاص إلى انتقاد نفسه قبل الصحافة لتاريخ القطاع في العزوف عن الإعلام مبين انه اللقاء الأول بالصحافة إذ دعا رجال الأعمال إلى التوجه إلى الصحافة ككتلة واحدة تهدف لخدمة الوطن والمواطنين.
تكتم شديد وفجوة كبيرة
و في الجانب الآخر انتقد رئيس القسم الاقتصادي في الزميلة الأيام خليل يوسف رضي، تكتم بعض رجال الأعمال الشديد في نشر المعلومات، وعدم مشاركة البعض منهم بفاعلية في خدمة المجتمع، فضلا عن الحذر الشديد في التعامل مع الصحافة مشيرا إلى ان الشأن الاقتصادي بدأ يكبر وهذا مؤشر ايجابي.
وطالب رضي التجار بتأسيس نظرة جديدة في العلاقة من قبل التاجر والمجتمع بروح تتسم بالشفافية والحرية.
وأضاف رئيس القسم الإقتصادي بـ «الأيام» أن الصحافة البحرينية تعاني من افتقارها للصحافيين المتخصصين في الجانب الإقتصادي مما يفقدها الموضوعية والتخصصية مقارنة بصحافة الدول الأخرى، كما أشار إلى طبيعة بعض التجار في ممارسات تملقية خاطئة تعيق العمل الصحافي وتشوش على الجو العام.
الفجوة كبيرة - والحديث للصحافية طفلة الخليفة من الزميلة أخبار الخليج، والعاملين في القطاع الخاص لا يتحدثون عن مشكلاتهم في وسائل الإعلام ولا بد من الاهتمام بالعمال والمستهلكين والتجار، مؤكدة ان الصحافة ليست عدوا لأحد وإنما لخدمة الصالح العام
العدد 215 - الثلثاء 08 أبريل 2003م الموافق 05 صفر 1424هـ