استنكرت أسرة «الوسط» الحرب التي تديرها الآلة العسكرية الغازية في تقصُّدها للصحافة بأشكالها كافة، التي تغطي وقائع الحرب الدائرة على العراق، ما أدى إلى مقتل 11 صحافيا ومراسلا ومصورا في الأيام العشرين الماضية، هي عمر هذه الحرب إلى الآن.

فإن التعقُّب الواضح من قبل القوات المتحالفة في الحرب على العراق للصحافيين، وتعمُّد إصابة أماكن إقامة الصحافيين ومقار المحطات التلفزيونية، العربية منها على وجه الخصوص، يشير بوضوح إلى أزمة حقيقية في هذه الحرب، وخرق فاضح للمواثيق الدولية، إذ لا يمكن اعتبار الصحافي، والمقار الصحافية أهدافا استراتيجية في الحروب، إلا إذا كانت هناك نية من قبل مستهدفيها لإسكات هذه الأجهزة عن نقل الوقائع التي ربما تدينها، وبالتالي، لابد من التخلص منها.

إن أسرة «الوسط»، إذ تتقدم إلى أسر الصحافيين والعاملين في المجال الصحافي بتعازيها بفقدهم أحبابهم وأصدقاءهم في هذه الحرب شهداء لمهنتهم ومبادئهم، فإنها تقف بقوة في صف كشف الحقائق مهما كلف الأمر، والعمل بحرفية وأخلاق هذه المهنة مهما كانت التضحيات، مطالبة في الوقت ذاته، بمحاسبة المسئولين عن استهداف الصحافيين في هذه الحرب الذين هم عيون العالم وسمعه.

إن إسكات الصحافيين في البؤر المتوترة في هذا الظرف، وبالوسائل كافة، كالطرد والرقابة والتشويش على الإرسال والتصفية الجسدية وغيرها من الوسائل، جريمة ترتكب في حق التاريخ، وتشويه متعمَّد للرأي العام العالمي