العدد 219 - السبت 12 أبريل 2003م الموافق 09 صفر 1424هـ

أفلام 3-D لم تعد صرعة منسية من الخمسينات

يتذكر الممثل روبرت ستاك رد فعل الحضور في صالة العرض قبل 50 عاما خلال العرض الأول في هوليوود لفيلم قام ببطولته: «هب المتفرجون من مقاعدهم مذعورين وفروا مهرولين من الصالة وهم يصرخون».

ولم يكن ذلك رد فعل على تمثيل ستاك، كما يشرح: «لا، كان هناك مشهد طويل لقطار منطلق على السكة يلف الكوع ويأتي مباشرة نحو الكاميرا، وقد بدا ان القطار سيمر فوق الجميع في الصالة، وقد أخافهم ذلك كثيرا».

بذلك دخلت هوليوود الفيلم في البعد الثلاثي.

الفيلم الذي عرض في أواخر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 1952 اسمه Bwana Devil، وهو فيلم ميلودرامي بلا دماغ عن اسود هائجة تفترس عمالا يبنون السكة الحديد. ولعله كان سيصنف في خانة الافلام الثانوية لولا انه كان أول فيلم مجسم يعرض بالابعاد الثلاثية 3-D.

وقد ارتدى جمهور السينما نظارات قاتمة ومستقطبة تحول الصور التي تبدو مزدوجة على شاشة العرض الى أوهام تبدو طبيعية وحقيقية. والصورة الشهيرة التي نشرتها مجلة «لايف» للجمهور المنبهر بالنظارات السوداء عكست صرعة تلك الايام بأكمل وجه.

وقد رحبت هوليوود التي كانت تعاني كثيرا من الضربات الموجعة التي ألحقها التلفزيون حديث العهد بايراداتها بالافلام ثلاثية الابعاد باعتبارها وسيلة لاستعادة جمهورها الضائع، اذ بدا جليا ان السينما لن تندثر ابدا وانها ستقدم إلى الجمهور شيئا ليس بوسع التلفزيون ان يقدمه.

وتهافتت الاستوديوهات لصنع ما يزيد على 12 فيلما بطريقة 3-D بعد فيلم «بوانا ديفيل». ومنها Dial M for Munder لألفريد هيتشكوك وفيلم المغامرات اللاعادي House of Wax والاستعراض الموسيقي Kiss me Kate لكول بورتر.

وسرعان ما بدا كل شيء على الشاشة، من الاسود الثائرة الى الألبسة الداخلية، انه يطير نحو الجمهور. وحتى نجوم الافلام الكوميدية القصيرة مثل بوباي وباغز باني وكاسبر ذي غوست والمهابيل الثلاثة بدوا انهم يلقون بأشياء من الشاشة.

والممثلون الذين قاموا بأدوار البطولة في تلك الافلام ثلاثية الابعاد المبكرة لديهم ذكريات حية، وربما بـ 3-D عن الطريقة الغريبة الجديدة لصنع الافلام.

وتتذكر آن ميللر التي أثارت عاصفة في فيلم Kiss me Kate» انه كلما كنا ننتهي من تصوير وصلة موسيقية كان علينا ان نصنع وصلة مجسمة ايضا. ولم يكن ذلك سهلا، إلا اننا قمنا بذلك. والوصلة الثلاثية مختلفة عن الفيلم العادي لانه كان علينا ان نلقي اشياء نحو الكاميرا. عندما صنعنا فيلم Too Darn Hot على سبيل المثال، رشقت الكاميرا بشال واسورة وما شابه».

ويتحدث ستاك - الذي عرفه جمهور التلفزيون في السنوات الأخيرة من خلال مسلسل Unsolved Mysteries عن ذكرياته عند تصوير فيلم Bwana Devil قائلا: كانت هناك آلتا تصوير مثبتتان ببعض وكان هناك خط على بعد متر منهما. وكنت لا تستطيع الاقتراب منهما حتى مسافة معينة من دون ان تلقي بنفسك فوق الجمهور».

ومن العوامل الاخرى التي ساعدت على زوال اسلوب 3-D كان تطوير الشاشة العريضة، ففي سعيها المتواصل إلى استعادة جمهور السينما الضائع قدمت شركة «فوكس القرن العشرين» طريقة السيماسكوب في العام 1953. وسرعان ما ابتكرت استوديوهات منافسة لها طرقا خاصة بها لصنع افلام السينماسكوب.

ومع ان هذه لم تكن افلاما مجسمة فإنها قدمت إلى المشاهدين صورا بانورامية رائعة وغنية لا تحتاج الى نظارات.

وثمة سؤال منطقي: هل تعود الافلام المجسمة الى السينما؟ ربما لا. والطريقة الوحيدة التي قد تعود بها ينبغي ان تستغني عن النظارات، ولا يحتمل ان يحدث ذلك في وقت قريب.

ومع ذلك وفيما تكافح هوليوود من اجل تطبيق احدث ابتكاراتها التكنولوجية - التصوير والعرض الرقمي - لاتزال افلام 3-D حية ترزق، وإن كشيء مستحدث.

وفي العام 1980 جالت شركة 8th street Playhouse في نيويورك على الاستوديوهات بحثا عن افلام 3-D واقامت لها مهرجانا سينمائيا اصاب نجاحا كبيرا.

وسرعان ما تبعتها شركات اخرى لصالات العرض في مختلف انحاء البلاد، وفي مطلع الثمانينات استغلت الاستوديوهات نجاحاتها السابقة وأتبعتها بأفلام مثل «3-D Jaws و«Amityvill 3-D» و«Friday the 31 th, part3».

ولاتزال النسخ الثلاثية الابعاد لافلام «Kiss me Kate» وDial M for Munder و«House OF Wax» مطلوبة كثيرا لإقامة عروض خاصة بحسب ماير.

كما ان شركة IMAX التي تملك 230 صالة عرض بشاشات هائلة في 30 بلدا انتجت 21 فيلما بنظام 3-D، بينما فيلمها الكرتوني الاخير Santa vs. The Snowman.

ويقول رئيس ايماكس براد ويكسلر: «اننا نعمل منذ حوالي عشر سنوات في مجال افلام 3-D على صعيد صالات العرض التجارية او الصالات الموجودة في المتاحف والمراكز العلمية». ويشير ويكسلر الى ان Space Station 3-D الفيلم الذي وزعته الشركة في العام الماضي والذي يستغرق عرضه 43 دقيقة، حقق مدخولا قدره 33 مليون دولار حتى نهاية العام الماضي.

ويعتقد ويكسلر ان التكنولوجيا الحديثة قضت بشكل تام تقريبا على مشكلة ضغط العيون. ويقول: «اعتقد ان حوالي خمسة في المئة فقط من جمهورنا يصاب بشكل من اشكال ضغط العيون. ان ذلك ناجم عن كيفية تركيز عضلات العين على الصور. إلا أن النظارات لاتزال موجودة وهي سميكة أيضا»

العدد 219 - السبت 12 أبريل 2003م الموافق 09 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً