قد يكون موضوع تفشي التبذل الخلقي والتهتك القيمي من أفظع الممارسات السلوكية التي تستقبحها المجتمعات ويفزع لها الضمير النقي غير الملوث بقذارات المادة وسمومها فهي وصمة عار وسمة انحطاط وتردٍ حضاري تعصف بالمجتمعات وتوقعها في أسفل سافلين كونها تخاطب نزعات شهوانية تخرج عن أطرها السليمة وتخلق تخبطات عشواء لا يعلم عواقبها الوخيمة ووقعها على البيئة والمحيط.

وجامعة البحرين أحد رموز الوطن العزيز وصرح علمي شامخ لا يرتضي الشرفاء ممن ينتمون إليها أن تجد تلك المظاهر طريقها إليها ولا يقبلون تفشي تلك العادات القبيحة الواردة من الشرق والغرب متطفلة على مجتمعاتنا الأصيلة في قيمها وهويتها.

إن ذلك المزيج المتنوع من الألبسة التي تظهر بها بعض الشابات والشباب هي بعيدة عن انتمائنا لأمتنا وتشكل انتهاكا وتحديا لمشاعر أبناء وبنات الجامعة الذين يودون الشعور بالأمن على جميع صعده ومستوياته. فمظهر اللباس الذي يرتديه بعض الطلبة والطالبات على حد سواء هو لا مسئول وبعيد عن المراقبة الدقيقة من المعنيين في الإدارة الجامعية، ويجعلنا أمام مسئولية جسيمة في معاودة النظر في سياستنا أمام الجيل القادم الذي سيشغل كل مواقع الإدارة في وطننا الحبيب، فإن لم يكن جيلا مؤمنا واعيا يقظا مسلحا بثقافة نقية ومغروسا بهوية أصيلة، فلا نستغرب أن يكون متأثرا بثقافة الاستهلاك المادي والتبعية العمياء لما هو قادم من الحضارات الأخرى.

إننا نعول في عودة إعادة التوازن لما يجري عبر تطبيق اللوائح المسلكية التي تنظم السلوك داخل الجامعة فضلا عن جوهر الدين وأحكامه المقدسة.

وهناك مظاهر أخرى لابد من التوقف عندها مثل ظاهرة التدخين في الحرم الجامعي من قبل ثلة من شباب الجامعة، وازدياد هذه العادة في عدد من المواقع له أثر في تلويث البيئة والمحيط الجامعي والتعدي على حق الآخرين بالتمتع بهواء نقي خالٍ من الملوثات. ومثل هذا السلوك لا ينم عن اتزان في الشخصية ويعكس صورة مشوهة عن أبناء الجامعة.

يا شباب البحرين ويا رفاق العلم والمعرفة أنتم صفوة المجتمع فلا تخذلوه بتصرف وممارسة غير مسئوله. كونوا الأمناء على وعي الشارع وعلى قيادة المجتمع وعلى علو هامة الوطن، فبكم تنهض العزائم وترتقي الإرادات من خلال اليقظة الروحية والتوقد الذهني الفكري والالتزام العملي المنضبط.

البحرين - علي مكي