امتاز عاشوراء هذا العام بنكهة مختلفة... إذ بدأت تتعمق بعض الرؤى الحضارية المتناسبة مع إيقاع العصر مع الحفاظ على الأصالة... المرسم الحسيني، إضاءة جديدة بدأت تتعزز أكثر وأكثر، وخصوصا مع مشاركة بعض الرسامين غير البحرينيين، وذلك يعزز أممية مبادئ الحسين وانه خدم الفكر الإنساني لحركته التصحيحية... والشيء الأخوي الكبير ما لحظته هذا العام بنكهة التسامح والأخوة المنفتحة، إذ كانت نشرة المآتم، تجد فيها كل التوجهات الإسلامية حاضرة من غير تعصّب لأحد على أحد. وهذه نقلة نوعية ستساعد على تعزيز الرؤية التسامحية والأخوية التي يهدف إليها أكثر من رمز.
كذلك امتاز هذا الموقع بحضور جمع كبير من المثقفين على شتى أطيافهم من رسميين ووطنيين وإسلاميين، وهذا يعزز التلاحم الذي يجب أن يسود، وهو خلق جبهة وطنية صادقة غير مسيّسة، كما أن لحضور جمع غفير من اخواننا الأعزاء من أهل السنة كان له دور في تعزيز الوحدة الإسلامية، فقد أثلج قلوبنا حضورهم معنا، وهذا يدلل على أن الشعب البحريني كان ولايزال بخير.
وإننا في البحرين قادرون ـ كشعب ـ على خلق جبهة إسلامية وطنية قوية تعيد لنا مجد هيئة الاتحاد الوطني في العام 1956م، وهذا هو قدر البحرينيين سنة وشيعة، أن يحضروا مجالس بعضهم بعضا. وإن حضور كل الأطياف على شتى مراجعهم الفقهية أيضا كان مكسبا إسلاميا ووطنيا. كما أن حضور مسئولين من الدولة أعطى مؤشرا على إمكان تلاحم رجال الدولة مع احتفالات ومراسم المجتمع، ليسمعوا هموم الناس عبر المنابر، وهو أمر يجب أن يدعم.
أما بالنسبة إلى تلفزيون البحرين فليس بوسع المواطن إلا أن يشكر القائمين عليه خصوصا خليل الذوادي والأخوة الفاعلين، مثل: راشد الجودر، فوزي الجفن، فريد قمبر، غازي عبدالمحسن، وبقية الأخوة لما قاموا به من مجهود كبير يشكرون عليه.
ختاما هناك أكثر من إضاءة هذا العام منها مسرحية السنابس التي كان لها صدى كبير، كما كان لهتافات الجماهير ضد الحرب على العراق بإمامة الشيخ عيسى قاسم لها طابعها الأصيل الذي يعكس الموقف الحقيقي لهذا الشعب ضد أي أمركة أو صهينة لواقعنا العربي أو الإسلامي
العدد 190 - الجمعة 14 مارس 2003م الموافق 10 محرم 1424هـ
