الشاعر مظفر النواب من يقترب من شعرك يجد قصائدك مليئة بالألوان التراجيدية، ولمسة الحزن واضحة تظهر في مشاهد بألوان تحمل لون النجيع وصورة الدم يسقط على الأرض باحثا عن الحرية، ونرى الحسين «ع» حاضرا في مجمل قصائدك؟
- لقد كانت صورة كربلاء التاريخية حاضرة في مشاعري، ولعلك تلحظ ان من أبطال قصائدي الذين أجدهم مثالا للحرية هو الحسين بن علي. لقد كانت احتفالات كربلاء تعقد من كل عام في منطقتنا، وبالتحديد في بيتنا، كانت المواكب الدينية تدخل بيتنا الضخم بمشاعلها، بماء الزهر، النساء يحتشدن في الطابق الأول كتلة سوداء هائلة لا يظهر منها سوى العيون، للتفرج على أولئك المعزين، كان البكاء يسري بين الجميع. ربما كان هذا من العوامل الأولى في تشكيل نوع من الذهنية المسرحية عندي بشكل غير واعٍ وهو الأخطر والأهم».
هل لك ان تسمعنا مقطعا من قصيدتك في الحسين «ع»؟
- لقد كتبت قصيدة «في الوقوف بين السماوات ورأس الامام الحسين»
قد تعلمت منك الثبات
ولم يك أشمخ منك
وانت تدوس عليك الخيول...
إلى أن أقول:
... أم ترى جنة الله
... كانت تريد إليك الوصول
واقف وشجوني ببابك
إلى ان يعرج على فلسطين مناديا الله:
انت لابد يارب
تغفر للكافر ان كان حرا أبيا
وهيهات تغفر للمؤمنين العبيد
وذلك فهمي
وانت ضماني على ما أقول
ها هو شعب العراق
وقد رجلته سيوف الحصار وحيدا
ويطول يزيد به
ولم ألق مثل العراق كريما خجولا
أسيْفَ عليّ
قتلتنا الردة يا مولاي كما قتلتك بجرح في الغرة
هذا رأس الثورة
يحمل في طبقٍ في قصر يزيد
ويزيد على الشرفة يستعرض اعراض عراياكم
ويوزعهن كلحم الضأن
لجيش الردة...
ويصبح نداء الثورة مشتعلا
ونداء لملك الثوار ان يظهر من جديد
العدد 190 - الجمعة 14 مارس 2003م الموافق 10 محرم 1424هـ