العدد 196 - الخميس 20 مارس 2003م الموافق 16 محرم 1424هـ

متنفس

بداية أتقدم بالشكر الجزيل إلى أسرة تحرير صحيفة «الوسط» لاحتضانها الشباب بتخصيص صفحة أسبوعية مختصة تعنى بشئونهم، راجيا من الله أن يتحقق الهدف السامي المنشود من هذه الصفحة. وأود هنا عبر هذه السطور مناقشة عدد من القضايا التي تهم قطاع الشباب.

بداية، لقد أثلج صدورنا جميعا الأمر الملكي السامي بإطلاق سراح المتهمين في قضية شارع المعارض وما جرى به من حوادث شغب عشية رأس السنة الميلادية ما كان له الأثر الكبير في نفوس هؤلاء الشباب الذين ينتظرهم المستقبل الواعد لبناء هذا الوطن المعطاء، وأتمنى ألا تتوقف الأمور عند ذلك بل أرجو أن تتظافر الجهود جميعها للوقوف على الأسباب الرئيسية والحقيقية لما حدث، وبالتالي القضاء عليها واجتثاثها من جذورها كي نضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا. كما أتمنى ألا يسيء البعض تفسير هذه المكرمة بأن كل خطأ يرتكب سيقابل بالعفو وبمكرمة ملكية، وبالتالي تطبيق مقولة «من أمن العقوبة أساء الأدب».

انتهت منذ أيام قلائل مواكب العزاء في موسم عاشوراء، ويحق لنا كشباب بحرينيين أن نفخر بما قام به شبابنا من إبداعات تم توظيفها بشكل غير اعتيادي لصالح إحياء هذه المناسبة مثل ما رأينا من مراسم حسينية انتشرت في جميع أنحاء المملكة، وتمثيليات جسدت لنا واقعة الطف بتفاصيلها في عدد من قرى المملكة. في المقابل، يحق لنا كشباب بحرينيين أيضا أن نشعر بالخزي من تصرفات فئة غير قليلة من شباب هذا الوطن من مرتادي مناطق العزاء، إذ حدثت معاكسات بين الجنسين، واستغل البعض المناسبة في عقد اللقاءات الغرامية الحميمة التي لا تتناسب إطلاقا مع المبادئ التي من أجلها قامت ثورة الإمام الحسين (ع) ولا مع الأخلاق الحميدة التي يجب على الفتاة أن تتعلمها من شخصية عقيلة بني هاشم سيدتنا زينب بنت علي (ع). هذه الظاهرة تستحق الوقوف عليها وتدارسها ومحاولة إيجاد حلول لها لأنها تؤدي إلى انحلال خلقي بدلا من الاقتداء بسيرة أهل بيت الرسول الأطهار عليهم السلام، وتحسين الصورة التي نظهر بها للأمم الأخرى كعرب ومسلمين.

وجود الجمعيات الشبابية المشهرة في البلاد هو أمر جميل في حد ذاته، ويعكس نهضة شبابية كبيرة تشهدها المملكة، ولكن أمر محزن أن يغلب على بعضها التعصب الأيديولوجي والتحيز لتيار فكري أو سياسي معين على حساب التيارات الأخرى. لقد حضرت ندوة عن الجمعيات الشبابية نظمتها جمعية شبابية كثر الحديث عن انتمائها إلى اللون السياسي الذي تحمله إحدى الجمعيات السياسية التقدمية الرائدة في البلاد، وكانت لي مداخلة ذكرت فيها أنني أتوقع من الجمعية المنظمة أن تفتح صدرها لجميع الشباب في البلد كون هذه الجمعية شبابية وليست حزبا سياسيا. ولمست شخصيا ممارسات تعصبية من هذه الجمعية إذ كان لها مواقف ضد التيار الإسلامي من أعضاء ومشروعات على رغم أن من أحد أهدافها تثبيت الهوية العربية والمسلمة للشباب البحريني. واذكر احدى هذه الممارسات أن أحد أعضاء مجلس الإدارة في هذه الجمعية قدم استقالته ما يستدعي إحلال العضو الاحتياطي لمكان العضو المستقيل، إلا أن مجلس الإدارة لم يعلن استقالة هذا العضو للجمعية العمومية لتخوفهم من كون العضو الاحتياطي الأول ينتمي إلى أحد التيارات الإسلامية في البلاد، ولتحفظهم من العضوين الاحتياطيين الآخرين لسوء علاقتهم بهما. أتمنى أن تركز الجمعيات الشبابية على ما يهمها وتحافظ على وحدة الشباب.

البحرين - نضال بدر

العدد 196 - الخميس 20 مارس 2003م الموافق 16 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً