العدد 196 - الخميس 20 مارس 2003م الموافق 16 محرم 1424هـ

الجودر: أدعو الشباب إلى الاستفادة من حركة الإمام الحسين والوعي بمخاطر الحرب

في الحلقة النقاشية التي نظمها «ملتقى الشباب» عن ذكرى عاشوراء

الحالة - محرر الشئون الشبابية 

20 مارس 2003

دعا عضو المجلس البلدي صلاح الجودر الشباب إلى الاستفادة من حركة الامام الحسين (ع) واستشهاده في «توحيد الصفوف بعيدا عن المهاترات الطائفية والوعي بمخاطر الحرب الأميركية على العراق» مؤكدا أن فعاليات عاشوراء مفتوحة للناس جميعا. ورد ذلك في الحلقة النقاشية التي نظمها ملتقى الشباب بنادي الحالة أخيرا بعنوان «ذكرى عاشوراء الانسانية» وحضرها عدد من الشباب والمهتمين.

وتطرقت محاور الحلقة إلى معالجة الأبعاد الانسانية في حركة الامام الحسين (ع)، وكيفية استفادة الشباب منها وخصوصا في هذه الفترة الحرجة من تصاعد الحملة العسكرية الأميركية على العراق، والآليات والطرق في بلورة الوحدة الوطنية.

وذكر الجودر في بداية حديثه مناقب الامام الحسين (ع) وجزءا من سيرته، واستشهد بأقوال الصحابة التي تعلي من شأنه وقدره. وقال: «نعتقد أن ما أصابه كرامة من الله له، وأنه رفعة لقدره، وإعلاء لمنزلته. إن عاشوراء وتضحية الامام الحسين ليست قضية عابرة، فهذه التضحية لعموم المسلمين ورسالة عامة لجميع البشر، فهي ملحمة دينية وانسانية ملهمة، نقتبس منها الدروس والعبر، ونأخذ منها القيم والمثل». وذكر «أن في عاشوراء يتجلى الالتزام بالدين والتضحية من أجل القيم والمبادئ، وترتسم صور الوفاء ومواقف البطولة».

وقال: «هذه المناسبة العظيمة تدفعنا جميعا إلى التوحد والتلاحم لا إلى الاختلاف والفرقة، فاختلافاتنا المذهبية لا تبرر التباعد والخلاف، فديننا واحد ونبينا واحد وكتابنا واحد، أضف إلى ذلك فنحن في سفينة واحدة».

الطائفية الغاء للآخر...

ورأى الجودر أن الطائفية تعني «قتل الوحدة الوطنية وهي تعني الاحادية في التصور، وحب الذات على حساب الآخرين وعدم المساواة في الحقوق والواجبات». وذكر ما حدث في لبنان وقبرص وايرلندا وهي «ثلاث دول عانت ما عانت لسنوات طويلة من الطائفية وحب الذات والغاء الآخر، وأوقفت الطائفية برامج التقدم والتطور والنماء» وأنه بغياب الطائفية استطاعت أن تبني كياناتها وتحقق لشعوبها الرخاء والازدهار.

واعتبر أن الطائفية «جريمة يجب أن يعاقب عليها القانون قبل أن تستفحل وتصبح وباء يصعب القضاء عليه والتخلص منه». وقال: «اذا كانت جميع الأديان والمذاهب المختلفة في مجتمعنا مكفولة بحكم الدستور الذي صوت عليه الشعب عبر ميثاق العمل الوطني، فكيف يمكن أن يوجد داخل الكيان الواحد أشخاص طائفيون وآخرون غير طائفيين؟». ورأى أن الحل هو «التذكر أن هناك شيئا اسمه الوطن».

حملة صليبية

ووصف الحرب التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية على العراق بأنها جزء من حملة صليبية ومخطط استعماري سيشمل دولا أخرى. وقال: «ليس غريبا ما تقوم به أميركا، ولكن الغريب هو صمتنا وتخاذلنا عن ما تقوم به. بالأمس أفغانستان واليوم العراق وغدا دول عربية أخرى». ووصف الهجمة الأميركية على المنطقة بأنها «شرسة ويجب على الشباب أن يعوا أبعادها ومخاطرها، ويمكن التغلب عليها بالوحدة».

وذكر الجودر أن موازين القوة لا تقاس بالأمور المادية ولكن «بقوة الايمان والمعتقد الذي عليه الانسان».

المداخلات

وأثناء النقاش المفتوح مع الشباب تساءلت عضوة الملتقى ميادة معراج عن سبب وجود فجوة بين الطائفتين الشيعية والسنية في التفاعل في المناسبات الاسلامية وخصوصا ما يتعلق بذكرى عاشوراء، وأنه في الماضي وإلى وقت قريب «لم تكن هناك فروقات كثيرة تفصل بين أبناء الوطن الواحد». وأجاب الجودر قائلا: «لا توجد اختلافات لدى أهل السنة بالاحتفال بذكرى عاشوراء، وأنها مناسبة لجميع المسلمين تتضمن واقعتين هما انجاء الله عز وجل نبينا موسى (ع) من فرعون وجنوده، واستشهاد الحسين في واقعة كربلاء». وذكر أن الناس يختلف تفاعلهم مع قضاياهم باختلاف الزمن وأن «حوادث التسعينات أثرت بشكل كبير على ذلك، ولكن الفضل يعود إلى الله سبحانه وتعالى لما حدث من تغييرات سياسية قادها جلالة الملك في البحرين».

وذكرت أميرة عبدالله أنه «من المهم أن يدرك الشباب أبعاد ثورة الامام الحسين وكيفية النهوض بها لتحقيق أهدافها العالمية. ورأى أحد الشباب أنه «لا توجد طائفية في البحرين، ودعا إلى أن تتضمن المناهج التعليمية سيرة الامام الحسين، وكيف يستفيد النشئ والكبار من الثورة التي قصدت ارجاع التوازن إلى الانسانية»

العدد 196 - الخميس 20 مارس 2003م الموافق 16 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً