العدد 198 - السبت 22 مارس 2003م الموافق 18 محرم 1424هـ

«حرب المدن».... فخاخ عراقية في انتظار «الغزاة»

خبراء عسكريون يحذرون من مخاطر الحرب النفسية

حذر خبراء بارزون في أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية من مخاطر الحرب النفسية التي تشنها القوات الأميركية البريطانية ضد القوات العراقية، عن طريق ما يتم بثه من بيانات تدعو هذه القوات للاستسلام، وقصف صاروخي يستهدف مقرات للقيادة والرئيس العراقي. واعتبر هؤلاء الحرب «لم تبدأ بعد»، على رغم الأنباء التي تواترت عن توغل وحدات عسكرية أميركية إلى الأراضي العراقية، مشيرين إلى أن ما حدث في اليوم الأول لم يكن سوى عمليات عسكرية محدودة بتوجيه من أجهزة استخباراتية تستهدف الرئيس العراقي وعددا من قياداته.

ولفت خبراء استراتيجيون إلى ما قد تتعرض له القوات الأميركية من «فخاخ عراقية تستهدف جر هذه القوات إلى المدن الكبيرة ثم الاشتباك معها في قتال» يوصف بأنه الأصعب من صور القتال التي قد يواجهها جيش نظامي، لكنهم حذروا من مخاطر ضربات جوية صاروخية مكثفة على غرار ما حدث ليل ونهار أمس، مشيرين إلى أن القوات الأميركية والبريطانية مازالت في انتظار انتهاء بعض الظروف المناخية غير المواتية وتعرض المنطقة لعدد من «النوات» التي ضربت مبكرا هذا العام مثل «نوة السريات»، لبدء الغزو البري بعد قصف صاروخي مكثف ضد أهداف استراتيجية، الأمر الذي من شأنه أن يسهل الغزو البري أمام القوات الغازية.

واعتبر الخبراء أن الحرب الأميركية الحالية «لن تسير على نحو تقليدي، وستعتمد إلى حد كبير على المعلومات التي تحصل عليها عبر عناصر استخباراتية، وأخرى توافرت لديها من المفتشين الدوليين عن أهم الأهداف التي يتعين قصفها، بهدف إحداث أكبر قدر من الخسائر في صفوف القوات العراقية قبل بدء الحرب البرية، وهو من شأنه أن يؤثر في الحال النفسية لهذه القوات».

وأوضح هؤلاء أن القوات الأميركية البريطانية ستحرص قدر الإمكان على عدم التعرض لأهداف مدنية لجهة عدم إثارة الرأي العام العالمي المحتقن ضدها، غير أن ذلك لن يمنع بالطبع من حدوث مفاجآت قد تشهدها الحرب والتي من الممكن في ضوئها أن تنتهي خلال أسبوع على أقصى تقدير، حسب مدى قدرة القوات الأميركية على تدمير القيادة العراقية وعزلها عن باقي قواعدها العسكرية.

وتوقع خبير استراتيجي بارز أن تتكبد القوات الأميركية الغازية خسائر فادحة، مشيرا إلى أن الجنود العراقيين سيحاربون بضراوة، كون الحرب الحالية بالنسبة لهم تختلف إلى حد كبير عن حرب العام 1991 التي لم يكن للعراقيين الذين شاركوا فيها «دافع قوي للقتال، في حين حربهم الآن دفاع عن الوطن ضد احتلال معلن»، ولفت الخبير البارز إلى توحد الشعوب خلف قيادتها مهما كانت خلافاتها معها في حال تعرض الأوطان لتهديدات خارجية، مشيرا إلى أن الخسائر التي قد تتعرض لها القوات الأميركية في تلك الحرب «لن تكون في صالح الرئيس بوش الذي سيخوض الانتخابات في العام المقبل»

العدد 198 - السبت 22 مارس 2003م الموافق 18 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً