ان مثل هذه اللقاءات والاجتماعات في المناسبات المختلفة ينبغي ان تشجع وان نعمل من أجل تكريسها والاكثار منها حتى نقلص من هوة الخلاف والجدار الجليدي الذي يتوهمه البعض من الطائفتين وان كنا لا نحبذ ان نستعمل كلمة طائفة لاننا أمة واحدة لا يفرقنا شيء، اذ ان المواطن البحريني لديه الفهم الراقي والعقل الراجح والفكر النير الذي يستطيع ان يواكب متغيرات العصر ويستطيع ان يعايش قضاياه وهمومه ومشكلاته بنفسية قادرة على التغلب على كل ما يواجه مجتمعنا فينبغي ان تكرس لقضايانا المشتركة الافكار والعقول حتى نستطيع ان نصلح شأننا ومن ثم نتغلب على عدونا.
إن مقتضيات الوحدة كلها متوافرة، فالتلاحم في الفكر والتوجه والشعور والتقارب والتعانق بين القلوب والآمال والآلام والإحساسات كل هذه جوامع تجمع بين نفوسنا وقلوبنا فهذه اللقاءات والاجتماعات لو كنا نعيشها في تاريخنا والفترات الزمنية السابقة لما تمكنت يد مهما تكن تمتلك من كيد وحيلة وقدرة على التهميش والإضعاف والتفريق، لما تمكنت ان تضعف كلمتنا أو تمزق صفوفنا أو تفتت جهودنا، فما أحوجنا لتعميق هذا الشعور، شعور الوحدة شعور تراص الصفوف في الضراء والسراء لكي نفوت الفرصة على كل من يريد لهذه الأمة السوء وكل من يكيد لأمة محمد (ص). وتأتي هذه الأيام العصيبة لنا جميعا، إذ يواجه أهلنا في فلسطين صنوفا من القتل، (قتل الشباب، قتل الأطفال والرضع، وتشريد النساء، وهدم البيوت)، ويبقى هذا الشعب المناضل صامدا وحيدا في ساحة المعركة ينادي «هل من ناصر ينصرنا، هل من معين يعيننا»، يذكّر بملحمة الطف في عاشوراء، في أرض كربلاء بموقف أبي الأحرار وسيد الشهداء الحسين عليه السلام وأهل بيته من قتل للشباب والرضع وسبي للنساء وحرق للخيام... فبالأمس كانت كربلاء واليوم فلسطين والعراق الذي يهدد لغزوه واحتلاله لمحو فلسطين وشعبها. فلا يسعنا إلا ان ندعو الله أن يبعد عن فلسطين وأهلها والعراق وأهله كل مكروه وان ينصرهم على أعدائهم ويثبت أقدامهم.
بيت الخاجة
العدد 204 - الجمعة 28 مارس 2003م الموافق 24 محرم 1424هـ