العدد 204 - الجمعة 28 مارس 2003م الموافق 24 محرم 1424هـ

طفل العراق... من المسئول عن صرخته؟

يبعثني العراق نحو العراق الحزين... فأطير على صهوة حصان عربي وفي منعزل من اضلع الزوايا، التقي بطفل تحكي عيناه عن احلام الطفولة...

التي رشقتها أميركا بورود قاذفة فأدمتها، اقترب منه... فيفزع ويبكي ويرحل ولا مكان للرحيل...

فيهرع ويرجع للخوف... فلا مأوى ولا امان ولا اهل...

رحلوا وشدوا رحلهم نحو الموت...

اناديه ويستجيب... تثور عيناه.. يحدق بعيدا... دموع ترتجف على قارعة الطرقات... يختبأ بين الأرصفة... باحثا عن كسرة خبز بين الأزقة!!

يترقب بجنون ويبحث بجنون وينتظر بجنون!

يسافر بخياله وبدون جواز سفر!؟

اختفى صوته وانحبس، بلا رجعة!؟!

قتله الخوف، فأبقى على جسدة وعلى عينيه التي تسبح في موجة من الذعر اهداها إياه جميع القائمين على هذه الحرب او اللعبة السوداء!؟!

وفي لحظة وهنيهه صغيرة... فزع من يدي فقد دوى طلق رصاص قوي!؟!

فأدركته ولكني لم اره!؟!

فإذا به... في ركن آخر...

ملقى على ظهره...

وقد ودع الدنى... راحلا بسلام نحن عالم آخر... يهدي اميركا... انتصارا تتفاخر به... ضمن انتصاراتها!؟!

وغطى دمه الأرض...

فأشبع الأرض من دمه... حتى تشهد لها له يوما على الظلم الذي احتواه...

رحل وهو يحكي للعالم إن الدولة العظمى... تهاب جسده النحيل!! الصغير البريء...

وعلى منصة الزمن...

حكمت أميركا بالظلم

فأدار العالم وجهه...

ورفع يده ملوحا...

بعضهم بالتأييد والآخر بالرفض...

صرخة الطفل تعلق في رقباكم...

فأنتم كلكم مسئولون أمام الله...

ولم يكن بوسعي إلا ان أهيل عن جسده التراب...

واذهب به نحو عالم الأموات!؟!

فمن هذه الليلة... بات له مسكن جديد واهل جدد.. بين اهل القبور...

فوضعت على قبره الرطب وردة حمراء.. ووعدته...

بأني لابد ان اعود يوما واحكي له عن انتصار العراق...

واحدثه عن الأمان الذي دفع ثمنه هو وآخرون...

إيه العالم لحظة نداء تخبركم من هذا الطفل...

أرجوكم لا تشيعوا العراق...

سيد جلال الغربي

العدد 204 - الجمعة 28 مارس 2003م الموافق 24 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً