وجّه عدد من أعضاء المجلس الوطني في غرفتي الشورى والنواب عتابا للإعلام الرسمي يلومونه فيه على التقصير في تغطية أعمال المجلس ونقل صور مبتورة عنه إلى أفراد الشارع العام. يأتي هذا العتاب نتاج تقييم للفترة السابقة التي بدأ المجلس عمله خلالها ولم يكن حجم التغطية الإعلامية على حجم الأطروحات داخل المجلس الوطني.
وأكد النواب على أهمية الإعلام كوسيط بين السلطة التشريعية المتمثلة في النواب والشورى وبين أفراد الشارع العام، بحيث ينقل مشروعات المجلس ويشرح أبعادها للناس، وفي الوقت نفسه ينقل إلى النواب ردود فعل الناس حيال ما هو المجلس بصدده، وأسباب الموافقة أو الاعتراض. وهذا ما أكده عضو مجلس الشورى منصور بن رجب إذ قال: «تنتشر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بشكل كبير بين الناس، وتصل إلى قطاع كبير من الناس لتقدم لهم صورة عن الواقع وفسحة نحو تأمل الحقيقة، إلا أنها لا تقوم بدور يدعم المجلس. المشكلة الآن أنه لا توجد قنوات عملاقة تصل بين الشارع العام وأعضاء المجلس الوطني أكثر فعالية من الإعلام المقصر حقيقة في اداء ما يتوجب عليه تجاه التجربة الديمقراطية المتمثلة في المجلس الوطني».
وأوضح بن رجب: «إن الشعب البحريني شعب واع سياسيا واجتماعيا، لذلك لابد لنا من إشراكه في الرؤية الوطنية لمختلف المشروعات، والاستماع إلى آرائه وأفكاره حيالها، بما يحقق نقاط التقاء بين السلطة التشريعية وأفراد الشارع البحريني. وطرح جدول الأعمال قبل الجلسة بيومين لا يمنح النائب الفرصة للبحث والتداول والتقصي بينه وبين ذوي الاختصاص، ولا بينه وبين الناس المعنيين، إذ لابد من توفير فترة كافية قبل طرح المقترحات في المجلس من أجل تناولها بالبحث والتقصي وتكوين فكرة كاملة عن الموضوع».
التغطية ملزمة
ويرى النائب غانم البوعينين أن «تحريك الرأي العام بدأ يأتي من النواب الذين يمثلون جمعيات عدة من اجل تحريك الرأي العام في هذه القضية، إذ أن الإعلام مقصر وبشكل كبير في تغطية فعاليات المجلس. والجميع غير راض عن النقل المبتور لوقائع الجلسات. ونحن نعمل على أن يكون ذلك من خلال اللائحة الداخلية للمجلس بحيث يكون ملزما كما هو الحال في اللائحة الداخلية لمجلس الأمة الكويتي ومجلس الشورى العماني التي تلزم أجهزة الإعلام الرسمية بنقل وقائع الجلسات كاملة من دون بتر أو نقصان».
ويرى عدد من النواب أن الصحافة متفوقة على أجهزة الإعلام الأخرى في تغطيتها لأعمال المجلس واجتماعات لجانه وجلساته الأسبوعية، باعتراف من الأعضاء أنفسهم، وقال عضو مجلس الشورى خالد المسقطي: «تتفوق الصحافة على أجهزة الإعلام الرسمي بعملها ضمن مناخ من الشفافية، واعتماد سياسة الرأي والرأي الآخر، ونحن نرى الصحافيين موجودين على الدوام في المجلس وفي الجلسات وعلى اتصال دائم بالنواب ليس من أجل تغطية الفعاليات فقط ولكن من اجل عرض وجهات النظر والآراء المتعلقة بمختلف القضايا من اجل فتح مدارك أوسع أمام المتلقي وإشراكه في العملية البرلمانية. على الجانب الآخر يقصر الإعلام في هذا المجال كثيرا ولا يقارن بما تقوم به الصحافة».
وهذا ما أكد عليه النائب سعدي عبدالله، إذ انه يرى أن التغطية الصحافية مميزة جدا، مع تحفظاته على ضرورة تحري الصحافيين للدقة أثناء تناول الأخبار.
علاقة مبهمة
أرجع عدد من اعضاء مجلس الشورى مسألة العلاقة المبهمة وغير الواضحة بين الإعلام والمجلس على حداثة التجربة، وقالوا: «إن التجربة ما زالت جديدة على الجميع، ولعل جديتها السبب في عدم معرفة الأساليب السليمة لتحقيق اكبر قدر من التفاعل بين الإعلام والمجلس، ونحن نريد أن نبين وجه الحقيقة للناس من دون بتر أو نقصان او إغفال لجانب على حساب جانب آخر، بهذا لن تكون صورة الديمقراطية كاملة طالما لم تظهر بعض الألوان واضحة. التلفزيون مقصر في تغطيته لفعاليات المجلس، والصحافة تعمل ولكن ليس بالشكل المقبول تماما».
وأوضح عضو مجلس الشورى إبراهيم بشمي أن «للدقيقة وقتها في التلفزيون، ولكن يمكن أن تخصص حلقة برلمانية يتم من خلالها إلقاء الضوء على أعمال البرلمان ومقابلات سريعة مع الأعضاء لاستشراف رؤاهم وتقديم إضاءة عن جميع ما يجري أسفل قبة البرلمان. وبالنسبة إلى الصحافة فإن التغطية تخضع لسياسة الصحيفة او الصحيفة العامة في تناول التجربة البرلمانية، بالإضافة إلى خبرات الصحافيين المكلفين بها، ويمكننا أن نعتبر التغطية الإخبارية على مستوى جيد، إلا أننا في حاجة إلى صحافيين يقرأون ما خلف الحدث ويقدمون تحليلا متميزا لما يدور في البرلمان إلى جانب التغطية الخبرية».
وأشار كل من النائب عبدالنبي سلمان وجاسم عبدالعال إلى «ضرورة إيجاد استراتيجية إعلامية واضحة المعالم تتناول التجربة البرلمانية بقدر أكبر من الحرفنة، لو أننا نظرنا إلى التغطية الإعلامية منذ بدأ البرلمان سنجد علامات مضيئة هنا وهناك لندوات او تحليلات متميزة، إلا أنها تبقى مبتورة وغير متواصلة. نحن بحاجة إلى مساحة إعلامية تبين وجهات نظر النواب وتفسر ما قد يكتنفه الغموض من أمور تتعلق بالعمل البرلماني ونظامه ومشروعاته. ويمكن للإعلام البحريني أن يستفيد من التجارب الموجودة في المنطقة كتجربة تلفزيون الكويت مع مجلس الأمة بما يخدم الوطن والمواطن في الأخير»
العدد 218 - الجمعة 11 أبريل 2003م الموافق 08 صفر 1424هـ