العدد 225 - الجمعة 18 أبريل 2003م الموافق 15 صفر 1424هـ

سفير الجزائر يلقي محاضرة عن جهود ابن باديس الوطنية

نظمتها جمعية تاريخ وآثار البحرين

نظمت جمعية تاريخ وآثار البحرين مساء الأربعاء الماضي 16 إبريل / نيسان الجاري محاضرة تمحورت حول سيرة وعمل المناضل الجزائري «عبدالحميد بن باديس» ( 1889 - 1940) ألقاها سفير الجزائر لدى المملكة محمد ملوح.

وأوضح السفير خلال محاضرته أن مولد بن باديس جاء بعد نصف قرن من احتلال الجزائر، وأنه ينتمي إلى الجيل الجزائري الثالث الذي واجه الاحتلال الفرنسي. وأشار إلى أن ابن باديس يمثل التيار السياسي الذي كان يدعو إلى إصلاح المجتمع الجزائري، كما أنه نادى بضرورة العودة للهوية الجزائرية، ذاكرا أن الجيل الأول تمثل في جيل الأمير عبدالقادر الجزائري الذي جاهد وحارب الاستعمار، ثم جاء الجيل الثاني وهو جيل ثائر يرفض الاستعمار، أما ابن باديس فقد انتهج طريقا ثالثا، وأسلوبا جديدا في النضال يختلف عن التيار السياسي المنتمي إلى المدرسة الوطنية البحتة التي كانت تدعو للاستقلال التام، كما يختلف أيضا عن المدرسة الفرنسية التي دعت إلى دمج الجزائر بفرنسا، والتي مثلها جيل متأثر تأثيرا كاملا بالتجربة الفرنسية.

وانتقل السفير في محاضرته من رسم الخطوط العريضة للعمل الذي قام به ابن باديس على المستوى السياسي والنضالي، إلى الحديث عن مختلف التأثيرات التي شكلت هذه الشخصية التي ولدت في قسنطينة بشرق الجزائر. ومن أبرز المحطات التي تناولتها المحاضرة حفظه للقرآن الكريم في سن مبكرة، وانتقاله إلى جامع الزيتونة في تونس بحيث حصل على شهادة العالمية - التي توازي شهادة الدكتوراه الآن - وتأثره بالمحيط والحركة والفكر في تونس، أكثر من تأثره بحركة ودعوات الإصلاح في المشرق العربي.

كما تناول في محاضرته مختلف العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي دفعته للتوجه للإصلاح ذاكرا المرامي والأهداف العامة، التي يمكن تلخيصها في بعث الشخصية القومية للشعب الجزائري من حيث الدين واللغة، والتحرر من الاستعمار... وبالمقابل الخطوات والجهود لتثبيت هذه الأهداف والانطلاق منها. وما قاله انه ظل طوال ربع قرن يدرس القرآن الكريم والأحاديث النبوية من عدة جوانب، بأسلوب يتواءم مع مرحلة النضال، بما هو عملية سياسية، اجتماعية، وتعبوية.

وكانت المحطة التالية التي توقفت عندها المحاضرة تأسيسه لجمعية العلماء العام 1930 بمناسبة مرور قرن على الاحتلال الجزائري من قبل فرنسا، وتحول هذا الاستعمار إلى استيطان إذ تم جلب نصف مليون فرنسي إلى الجزائر. وقد هدفت الجمعية التي ضمت مجموعة من المشايخ إلى إنشاء المدارس الأهلية، وتطوير المجتمع، وإدخال اللغة العربية والدين الإسلامي في مناهج التعليم، وخلق مناضلين واعين، والأهم تهيئة جيل واع مثقف يؤمن بحق الاستقلال، ويعبر عن إرادة الشعب الجزائري، لا بحمل السلاح وحده، وإنما بتطوير المجتمع أيضا.

كما ركزت المحاضرة على مسألتين من المسائل المهمة التي كانت تمثل رؤية بعيدة المدى أسهم ابن باديس في تأطيرهما، وهما فكرة توحيد العرب بالأمازيغ... فابن باديس ينتمي إلى أكبر القبائل البربرية، لكنه آمن بأن ما جمعته يد الله لا تفرقه يد الشيطان أي الإسلام، وأنه لا بد في حقبة الاستعمار من فصل الدين عن الدولة، إذ كان يحذر من استعمال السياسة في الدين من جهة، وبالمقابل يدعو إلى عدم تدخل الدولة في الشئون الدينية

العدد 225 - الجمعة 18 أبريل 2003م الموافق 15 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً