تعتبر مكتبة «الأستاذ»، هكذا كانت تسمى عند اهل المنامة القديمة لصاحبها المرحوم الاستاذ عبدالرسول بن الشيخ سلمان بن الحاج احمد عباس التاجر، من أهم واغنى المكتبات التي عرفتها البحرين والمنطقة الخليجية كونها تملك تراثا أدبيا وعلميا نادرا.
لا أحد يعلم ماذا حلّ بهذه المكتبة الضخمة وأين ذهبت مخطوطاتها المحلية والعربية النادرة الزاخرة بالمراجع والمخطوطات الادبية والفكرية والتراثية البحرينية التي من بينها كتابات والد «الاستاذ» الشيخ سلمان بن احمد عباس التاجر وجده الكبير الشيخ ابراهيم بن محمد بن حسين آل نشرة الماحوزي.
لقد كان سكن الاستاذ عبدالرسول يقع في شارع القصر القديم قرب «مسجد البلوش» وهو آخر مقر «للمدرسة الاهلية» ضمن سلسلة مقار المدرسة إذ كانت بداياتها الاولى جزءا من مساكن آل التاجر في «فريق» الحمام بالمنامة ثم في فريق العوضية قرب «حوطة سلمان ميجو». وكان يمارس تدريس اللغتين العربية والانجليزية الى جانب تعليم استعمال الآلة الكاتبة للجنسين رجالا ونساء اضافة الى تدريسه مواد مسك الدفاتر وادارة الاعمال المصرفية.
لقد استمر الاستاذ عبدالرسول في خدمة التعليم سنوات طويلة و تخرج على يديه الكثير من ابناء البحرين. كما عرف بمواقفه الصلبة ابان الحكم الاستعماري في عهد المستشار البريطاني تشارلز بلجريف. توفي في احد مستشفيات لندن بعد اصابته بمرض عضال في الثمانينات من القرن الماضي.
ان كانت سوق المنامة بطابعها القديم في طريقها إلى الاندثار فان ثروة تراثية وأدبية كتلك التي خلفها «الاستاذ» لابد من كشف الغبار عنها وحل اللغز الذي حدث مع وفاة مؤسس المدرسة الاهلية والذي يعد واحدا من اعلام البحرين ممن يستحقون تخليد ذكراهم بروعة اعمالهم وخدماتهم الجليلة من خلال مكتبة ضخمة كان يتردد عليها اناس عاديون وطالبو العلم والادباء من مختلف مناطق البحرين في مقر الأستاذ. ويذكر ان هذه المكتبة لاتزال تحظى باهتمام الباحثين والمؤرخين في البحرين والخليج
العدد 230 - الأربعاء 23 أبريل 2003م الموافق 20 صفر 1424هـ