العدد 232 - الجمعة 25 أبريل 2003م الموافق 22 صفر 1424هـ

خبير أردني: الديمقراطية الموعودة أميركيا يستحيل تطبيقها في العراق

قال رئيس تحرير صحيفة «الدستور» والكاتب الأردني نبيل الشريف ان ادراك تداعيات العدوان الاميركي على العراق وأثره على المنطقة يتطلب تحديد اهداف العدوان، والتي تضم اهدافا معلنة لم تقنع احدا لأن مروجيها انفسهم غير مقتنعين بها وتتمثل في نزع أسلحة الدمار الشامل وتغيير النظام. وهناك اهداف يشير إليها كثير من المعلقين وهي السيطرة على النفط وخدمة مصالح «اسرائيل». ونوه إلى كونها ضمن الدوافع الحقيقية للحرب.

وأكد الشريف - في رؤية استشرافية بشأن مستقبل الشرق الاوسط في ندوة متخصصة عقدت في عمّان - وجود اهداف اخرى للحرب تكمن في تغيير النظرة إلى الولايات المتحدة في العالم الاسلامي بكونها دولة لا تخاطر للحفاظ على مصالحها كما حدث في فيتنام ولبنان والصومال. وقدّم الشريف رؤيته عبر استعراض جانب من طرح الغربيين في هذا المجال كمدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية السابق جيمس ولسي الذي توقع ان يشعل التدخل الاميركي في المنطقة حربا عالمية رابعة. وما قاله احد المحرضين الرئيسيين على شن الحرب ريتشارد بيرل بأنه يأمل بعد اجتياح العراق توجيه رسالة قصيرة للجميع من ثلاث كلمات هي: «الآن جاء دورك»، بالاضافة الى اشارة الكاتب الاميركي توماس فريدمان (المعروف بتأييده لاسرائيل) إلى حاجز العقل العربي الذي ينبغي تشكيله، فقال الكاتب ان العقل العربي يشكل الحائط المنيع ضد انتشار الديمقراطية «الاميركية طبعا» في المنطقة. وقال الشريف ان هذا يؤكد ان الحرب تهدف إلى تحقيق اهداف ثقافية ونفسية بالاضافة إلى الاهداف الجيوسياسية التي اشار إليها الكثيرون.

وبيّن الشريف ان نموذج النظام البديل الذي تطرح الولايات المتحدة اقامته بعد تخلصها من نظام حزب البعث العراقي، والذي تصفه هي بأنه ديمقراطي تعددي يحترم حقوق الانسان لن يكون قابلا للتطبيق في الواقع العربي. وقال اننا لن نكون في كل الاحوال امام تجربة ديمقراطية كاملة تتيح لأية قوة سياسية منظمة ولها قواعد شعبية ومؤمنة بالقانون ومبادئ التعددية ان تصل الى الحكم. فالأمر هنا وان اتاح التعددية الشكلية، فإنه سيشطب عمدا وبصورة استباقية قوى بعينها وفي مقدمتها الاسلامية وكل من يرتبط بها، ومعها القوى القومية ذات التوجهات الوطنية عموما.

وخلص الى ان النموذج الاميركي البديل سيقتصر على تعددية القوى المتماهية مع الشروط الأميركية جملة وتفصيلا، وقال انه نموذج بديل تعددي شكلا لتيارات بعينها ودكتاتوري موضوعيا لتيارات اخرى، هي بمقاييس المنطقة العربية اصيلة او تستند على شرائح عريضة من المجتمع.

وبيّن ان شكل التغيير المنتظر في المنطقة يستهدف من وجهة النظر الاميركية تحقيق هدفين اساسيين اولهما حل المعضلة الامنية الاسرائيلية بشكل حاسم من خلال ترتيبات سياسية وعسكرية واقتصادية وديموغرافية. وثانيهما تحقيق الرغبة الاميركية الجامحة لإحداث تغيير جذري في المنظومة السياسية للمنطقة بدءا بالعراق فإيران وسورية والسعودية وقد تمتد إلى دول أخرى في المنطقة

العدد 232 - الجمعة 25 أبريل 2003م الموافق 22 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً