العدد 2240 - الخميس 23 أكتوبر 2008م الموافق 22 شوال 1429هـ

الرياضة بعيدة عن الركود الاقتصادي العالمي

يعتقد مؤسس مجموعة ويستفيلد فرانك لوي والذي يجمع بين حبين كبيرين أولهما تحقيق أرباح من بناء مراكز

التسوق (مول) والثاني إدارة لعبة كرة القدم في استراليا أن الركود الاقتصادي العالمي سيؤثر بشدة على رياضات المحترفين.

ويقول إن معدل حضور المتفرجين لمشاهدة المباريات سيتراجع كما ستتقلص قيمة عقود إذاعة المباريات عبر التلفاز والمقومة بالدولار، وستكافح الأندية من أجل البقاء إذ ستدور العجلة بمعدل أكثر بطئا. ويضيف فرانك لوي الذي يعد الأغنى في استراليا ويشغل منصب رئيس اتحاد كرة القدم الاسترالي إنه لن يكون ثمة الكثير من الأموال لإنفاقها، معربا عن اعتقاده أن العالم سيضطر إلى الانكماش اقتصاديا كما ستضطر الرياضة إلى الانكماش وهذه مسألة بسيطة الشرح. غير أن كثيرا من حالات الركود السابقة أثبتت أن اعتقاد فرانك ليس في محله وأن المسألة ليست بهذه البساطة. فقد شهدت ملاعب كرة القدم في بريطانيا إقبالا كبيرا من الجماهير خلال السنوات العجاف التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، وفي العام 1947 إذ كان هناك 77 مضمارا لسباقات كلاب الصيد في بريطانيا دفع 50 مليون شخص ثمن التذاكر لمشاهدة هذه السباقات.

وأثبتت الأنشطة الرياضية قدرتها على المرونة والتكيف في استراليا، ففي عطلة نهاية الأسبوع التي أعقبت حدوث أسوأ يوم في البورصة منذ الانهيار الذي وقع العام 1987، زحف أكبر عدد من الجماهير منذ العام 1983 لمشاهدة سباق الخيول حول مضمار فليمنجتون بمدينة ملبورن.

ويؤكد أندرو ليمون الكاتب المتخصص في سباقات الخيول الأصيلة إنه لقول حقيقي أن المراهانات تزداد في أوقات اليسر المادي ولكن عندما تأتي أوقات الضيق فإن الرياضة لا تتأثر كثيرا مثل المجالات الأخرى.

ويضيف أن الحقيقة تتمثل في أن كل حالة ركود تعبر عن نفسها بشكل مختلف في الأسواق المختلفة، وبدلا من البقاء في المنزل والاستغراق في التفكير الذي يورث الكآبة فإن الكثير من الأشخاص يسعون للحصول على الإحساس بالبهجة بتغيير أسلوب حياتهم. وقد يختار البعض شراء تذكرة موسمية لحضور مباريات كرة القدم أو الانضمام إلى فريق كرة القدم.

ومع تضاؤل فرص الحصول على عمل ومع تراجع ضغوط العمل بسبب تعثر الاقتصاد تزداد ساعات الفراغ أمام الكثيرين. وقد تقوم بعض الأسر بقضاء مزيد من الوقت مع بعضها بعضا، ويكون هناك عودة إلى المباهج البسيطة رخيصة الثمن.

وعلى سبيل المثال أمضى رئيس الوزراء الاسترالي كيفن رود عطلة نهاية الأسبوع الثانية خلال شهر أكتوبر/ تشرين أول الجاري في مطبخه في محاولة لاكتشاف مخرج للأزمة المالية.

ولكن أين كان الرئيس التنفيذي لبنك سان جورج بول فيجان أكبر خامس بنك في استراليا صباح ذلك اليوم العصيب؟!، كان فيجان وابنه يمارسان رياضة العدو في سباق لمسافة 10 كيلومترات في متنزه سيدني المطل على البحر.

العدد 2240 - الخميس 23 أكتوبر 2008م الموافق 22 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً