على رغم سعادة مشجعي المنتخب الألماني بالعروض القوية والنتائج الطيبة التي يحققها فريقهم خلال التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا جاءت المشكلات التي أحاطت بأكثر من لاعب في صفوف الفريق لتدق أجراس الخطر داخل الفريق.

ويتصدر المنتخب الألماني مجموعته في التصفيات برصيد 10 نقاط حققها من 4 مباريات إذ فاز في 3 مباريات وتعادل في واحدة وما زال سجله خاليا من الهزائم.

والأكثر من ذلك أنه تغلب على منافسه العنيد المنتخب الروسي 2/1 ولكن قرار المهاجم كيفن كوراني بالانسحاب من صفوف الفريق خيم بظلاله على سعادة الفريق بالفوز.

وانسحب كوراني من صفوف الفريق خلال سير المباراة اذ خرج من الاستاد بين شوطي المباراة احتجاجا على عدم اختياره ضمن قائمة الـ18 لاعبا لهذه المباراة.

وجاء رد فعل المدير الفني للفريق المدرب يواخيم لوف سريعا ومباشرا بعد هذا التصرف من كوراني مهاجم فريق شالكه إذ أكد أنه لن يستدعي كوراني مجددا إلى صفوف المنتخب.

وليس من قبيل الصواب أن يرى لوف في هذا القرار نهاية لمشكلات الفريق والدليل على ذلك أن تورستن فرينجز نجم خط وسط فريق فيردر بريمن أعرب أيضا عن استيائه بسبب المشاركة لدقائق قليلة خلال مباراتي الفريق أمام منتخبي روسيا وويلز.

وازداد الوضع سوءا عندما أعلن مايكل بالاك قائد المنتخب الألماني ونجم خط وسط تشيلسي الانجليزي تعاطفه ومساندته لفرينجز ما دفع لوف إلى انتقاد بالاك.

وكان فرينجز أحد نجوم المنتخب الالماني الفائز بالمركز الثالث في بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا.

وقال فرينجز انه لا يشعر بخيبة أمل لعدم مشاركته في المباريات أو للمشاركة لدقائق قليلة وإنما يشعر بها بسبب الطريقة التي يحدث بها ذلك.

وأوضح «أشعر بخيبة أمل بسبب الأسلوب المتبع في التعامل مع مثل هذه الأمور والأسلوب المتبع في التعامل معي، لا يجب أن يحدث ذلك».

ونال فرينجز دعم بالاك الذي قال إنه لا يعتقد أن لوف يتعامل مع الأمور بالشكل المناسب.

ولعب فرينجز بجوار بالاك ضمن صفوف المنتخب الألماني للشباب (تحت 21 عاما) ويعتبر بالاك صديقا جيدا له. وقال فرينجز إن بالاك يدرك جيدا أن الأمور تسير حاليا بشكل غير لائق.

وقال فرينجز: «إذا رأي (بالاك) أن شيئا ما يسير بشكل غير مناسب وأراد التعامل معه فذلك حقه».

وعلى رغم ذلك لا يرى لوف الامور بالطريقة نفسها كما انتقد بالاك ما دفع وسائل الإعلام الألمانية أمس (الخميس) إلى الحديث عن إمكان الإطاحة ببالاك.

ويصر مسئولو كرة القدم الألمانية على وضع حد لهذه المشكلة التي تستحوذ على اهتمام إعلامي كبير. واقترح المسئولون أن يجتمع بالاك مع لوف لمناقشة هذه القضايا وهو ما أكد لوف رغبته فيه أيضا.

ونقلت الصحف الألمانية أمس عن بالاك قوله إنه على استعداد للحديث مع لوف في أي وقت إذ أوضح «أشعر بسعادة لأن المدرب يريد الحديث معي».

ولدى سؤاله عن الموعد المقترح لهذا الاجتماع قال بالاك إن الاتحاد الألماني للعبة يجب أن يتحدث إلى ناديه تشلسي بشأن الترتيبات اللازمة.

ويرى معظم مشجعي كرة القدم في ألمانيا أن مثل هذا الاجتماع يجب أن يعقد في أسرع وقت ممكن خاصة وأنها لن تقبل تنازل المنتخب الألماني عن صدارة مجموعته في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 إذ تتأهل الفرق التي

تتصدر مجموعاتها في التصفيات إلى النهائيات مباشرة بينما يدخل أصحاب المركز الثاني في دور فاصل قد يطيح بآمال الفريق في الوصول إلى مونديال جنوب افريقيا.

وحتى يتحقق أمل المشجعين في الوصول لنهائيات كأس العالم يجب أن يتمتع الفريق بالقوة من خلال الوحدة والانسجام، بينما يبشر الوضع الحالي بإمكان ضياع هذين العنصرين من الفريق إذا استمرت هذه المشكلات.