في خطوة من شأنها الارتقاء بمستوى رياضة السيارات في السعودية واكتشاف سائقين جدد يستطيعون المشاركة في بطولات إقليمية ودولية، وهو ما يفتقده السائقون السعوديون منذ سنوات طويلة بسبب غياب الرعاية التي تكفل لهم الغطاء المالي اللازم، أطلق سائق الراليات السعودي السابق عبدالله باخشب برنامجا موسعا وطموحا لهذا الغرض.
ويأمل باخشب أن تأخذ رياضة السيارات مكانتها اللائقة بما يتناسب مع اسم وتاريخ السعودية والسجل المشرف لعدد من سائقيها الذين وصلوا إلى العالمية وحققوا نتائج لافتة، سرعان ما توارت إلى النسيان في ظل الغياب السعودي عن المشاركة في الكثير من البطولات، لا سيما الدولية، بسبب توقف شركات إنتاج السجائر عن رعاية الراليات، وهي التي كانت الداعم الأكبر للسائقين السعوديين أصحاب السجل الذهبي.
وقد أطلق عبدالله باخشب برنامجه بالتعاون مع اكبر وكيل سيارات في السعودية، ذلك البلد التي تحتل سوقها أهمية كبرى لدى منتجي السيارات كونها الأوسع في المنطقة.
ولا تزال رياضة السيارات في السعودية خجولة، ويظل مستواها اقل كثيرا مما هو موجود في باقي دول الخليج المجاورة، حتى أن أول اتحاد سعودي لرياضة السيارات والدراجات النارية لم يشكل إلا قبل نحو 6 أشهر ويعول عليه كثيرا من اجل النهوض بتلك الرياضة.
ويهتم عبدالله باخشب، عضو الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، بتطوير رياضة السيارات في بلده منذ اعتزاله في العام 2002، وقد سبق له الفوز ببطولة الشرق الأوسط للراليات 3 مرات متتالية أعوام 93 و94 و1995، وكان فوزه في العامين الأولين ضمن المجموعة (ن) قبل أن ينتقل لقيادة سيارة من فئة (دبليو ار سي) ويفوز بالبطولة. ونظم السائق السابق في جدة سباقا حمل اسم «رالي الأبطال» العام 2001، وتنافس فيه معظم أبطال الراليات في الشرق الأوسط، كما تولى مسئولية إدارة رالي باها حائل الدولي 2008، الجولة الأولى من بطولة العالم لراليات الباها هذا الموسم.
وقال عبدالله باخشب في تصريح الى فرانس برس: «يهدف البرنامج الجديد إلى اكتشاف سائقين سعوديين جدد وإعدادهم الإعداد الجيد للمشاركة باسم المملكة العربية السعودية في البطولات الإقليمية والدولية، وحتى سباقات الفورمولا من الفئتين الثانية والثالثة، وذلك بعد فترة طويلة مرت على تقديم عدد من السائقين الشباب الذين لمعت أسماؤهم مثل ماجد الغامدي وفادي حمادة وبندر على رضا، وهم الذين تدربوا في مدرسة القيادة الآمنة التي توليت الإشراف عليها العام 2001».
وكان ماجد الغامدي فاز ببطولة المجموعة (تي 2) في رالي باها حائل الدولي بداية هذا العام.
وأضاف باخشب «يتضمن البرنامج الجديد تنظيم 3 بطولات على المستوى المحلي، الأولى للكارتينغ والثانية للاوتوكروس والثالثة لراليات الباها، بالإضافة إلى مدرسة للكارتينغ وأخرى للراليات لتأهيل السائقين الجدد».
وأشار إلى أن حجم إقبال الشباب السعودي على الانضمام إلى المدرستين كان كبيرا حتى أن مدرسة الكارتينغ استقبلت طلبات من 3018 شابا تمت تصفيتهم إلى 50 ومنهم تم اختيار أفضل 15 تلقوا تدريبا مكثفا داخل مركز للكارتينغ في جدة، ثم تم اختيار أفضل 3 سائقين منهم لتكوين الفريق السعودي.
أما في مدرسة الراليات، فيتم حاليا استقبال طلبات الراغبين في الالتحاق بها في مختلف مناطق السعودية للانضمام إلى برنامج «سائق راليات المستقبل»، وبعد غلق الباب سيتم اختيار أفضل 100 مرشح لتلقي دورة في مهارات القيادة الصحراوية في جدة لاختيار سائق واحد فقط ومساعد واحد، أيضا يكونان الفريق السعودي لراليات الباها.
وستتكفل الشركة الراعية للبرنامج بتكاليف سفر المنضمين إلى تلك المدرسة من مدنهم إلى جدة، وأيضا كلف إقامتهم فيها وحتى انتهاء المنهج التدريبي المعد لهم.
وتستعد السعودية في الوقت الحالي لتنظيم أول رالي متعدد المراحل على أرضها وهو رالي المنطقة الشرقية الذي سيجرى في الفترة من 11 إلى 13 نوفمبر/ تشرين الثاني القادم تحت إشراف الاتحاد الدولي للسيارات (فيا)، والرالي مرشح، في حال نجاحه، للانضمام إلى روزنامة بطولة الشرق الأوسط للراليات موسم 2009 والمقترح له شهر ابريل/ نيسان، وذلك طبقا لما سبق وأعلن رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية مشعل السديري.
العدد 2240 - الخميس 23 أكتوبر 2008م الموافق 22 شوال 1429هـ